شكلت وفاة الزعيم الكوري الشمالي السابق كيم جونغ ايل مادة رئيسية للصفحات الأولى في غالبية الصحف البريطانية الرئيسية الصادرة صباح الثلاثاء، لكن الشؤون العربية كانت حاضرة كذلك في الصفحات الداخلية، حيث نشرت صحيفة الاندبندنت تقريرا عن الدعوى القضائية التي يرغب قائد ليبي عسكري رفعها ضد الحكومة البريطانية، بينما تناولت الفاينانشيال تايمز الانسحاب الأمريكي من العراق في مقال للرأي. واختارت الصحف البريطانية صورا مختلفة تعكس هذا الحدث، فبينما نشرت صحيفة الفاينانشيال تايمز صورة للزعيم السابق مع ابنه الذي خلفه في حكم البلاد كيم جونغ اون خلال احتفال وهما يؤديان التحية العسكرية، اختارت صحيفة الاندبندنت صورة احتلت معظم مساحة صفحتها الأولى لعدد من السيدات والفتيات وهن يبكين بحرقة، أما الغارديان فاكتفت بصورة أصغر نسبيا لمجموعة من المواطنين الكوريين الذين انخرطوا في البكاء. دموع من أجل القائد العزيز، لكن ما التالي بالنسبة لمواطني كوريا الشمالية؟ ، كان هذا عنوان تقرير صحيفة الغارديان من إعداد مراسليها تانيا برانيغان من بكين وجستن ماكيري من طوكيو. يصف التقرير حال الكوريين الشماليين بالقول إنهم ينتحبون ويبكون ويكفكفون دموعهم بأياديهم . غير أن الكاتب يستدرك قائلا لكن لا أحد خارج كوريا الشمالية يعلم حقيقة ما يحس به الكوريون الشماليون تجاه خبر وفاة كيم جونغ ايل . ويضيف التقرير أن البعض قد بكوا حزنا على قائدهم العزيز، وآخرون بكوا حزنا على انفسهم . أما صحيفة الفاينانشيال تايمز فقد اختارت لتقريرها عنوان خليفة عظيم يتولى السلطة . وتقول الصحيفة، في التقرير الذي أعده مراسلها كريستيان اوليفر من سيول إن نقل السلطة إلى كيم جونغ اون يمكن أن يهدد الاستقرار في شرق آسيا لأنه ربما يواجه مصاعب في حكم بلد ترزح تحت ثقل العقوبات . وتشير الفاينانشيال تايمز إلى أن التقارير ذكرت أن القائد الجديد لكوريا الشمالية لا يتعدى عمره 28 عاما. وننتقل إلى شان عربي- بريطاني على صفحات الاندبندنت وهو شروع القائد العسكري الليبي عبد الحكيم بلحاج في مقاضاة الحكومة البريطانية لدورها في تسليمه إلى السلطات الليبية السابقة ليواجه التعذيب. وتنقل الصحيفة، في التقرير الذي أعده مراسلها لشؤون الدفاع كيم سينغوبتا، عن بلحاج قوله إنه لجأ إلى الاجراءات القانونية بعد أن انتظر الحكومة البريطانية، بلا جدوى، كي تعتذر له عن سنواته السبع التي قضاها في السجن. ويضيف التقرير أن البند الرئيسي في قضية بلحاج سيكون معلومات في ملفات كشفت عنها صحيفة الاندبندنت في العاصمة الليبية طرابلس عقب سقوط نظام العقيد القذافي. وتقول الصحيفة إن هذه الملفات احتوت على خطابات من السير مارك الان، الذي شغل حينها منصب شعبة مكافحة الإرهاب في جهاز المخابرات الخارجية البريطاني، إلى موسى كوسا رئيس المخابرات الليبية حينها. ويضيف التقرير أن المسؤول الأمني البريطاني بدا مفتخرا بشأن الدور الرئيسي الذي لعبته قواته في القاء القبض على بلحاج وترحيله. وتقول الاندبندنت إن من المتوقع أن يعين بلحاج، الذي يشغل الآن منصب القائد العسكري للعاصمة طرابلس، في منصب وزير الدفاع. ونعود إلى صحيفة الفاينانشيال تايمز التي نشرت مقالا للكاتب غوديون راتشمان بعنوان نهاية الحرب الخرقاء في العراق . يرى الكاتب أنه لنصف عقد من الزمان، ظلت الحرب في العراق أكثر القضايا أهمية وإثارة للجدل في السياسة الدولية ، لكنه يستدرك قائلا إن انسحاب الجيش الامريكي من البلاد الاسبوع الماضي لم يحظ بالاهتمام الذي يتناسب مع حجم الحدث. ويفسر الكاتب هذا الانصراف بأن أوروبا مشغولة بالأزمة الاقتصادية، بينما صارت دول الشرق الأوسط أكثر اهتماما بالربيع العربي من تطورات الأحداث في العراق. ويضيف الكاتب أنه حتى الولاياتالمتحدة توقفت (مع الانسحاب) لفترة قصيرة فحسب، قبل أن تعود مجددا إلى الهموم الاقتصادية الداخلية . ويقول الكاتب إن أكثر من 100 ألف مدني عراقي قتلوا نتيجة لهذه الحرب وفقا لبعض التقديرات، وإن ملايين العراقيين صاروا لاجئين، كما قتل وشوه الآلاف من القوات الأمريكية والحلفاء. ويتساءل الكاتب عن مقابل كل هذه الخسائر التي اوقعتها الحرب، قبل أن يحاول الإجابة على هذا السؤال في الفقرات اللاحقة. يقول الكاتب إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي كان منتقدا متشددا للحرب، بذل قصارى لإبراز الجوانب الإيجابية في كلمة أمام القوات الأمريكية الاسبوع الماضي . ويرى الكاتب أن حكم المرشح أوباما، بأن حرب العراق حرب خرقاء، أكثر اقناعا . وإلى جوار المقال نطالع رسما تناول الانسحاب الأمريكي من العراق في قالب كاريكاتيري. صور رسام الفاينانشيال تايمز طائرة أمريكية تغادر أرض العراق وقد بدا على يمينها الرئيس الإيراني أحمدي نجاد وقد تصاعدت أعمدة الدخان من أرض بلاده وبدت ترسانته الصاروخية خلفه، أما على الجهة اليسرى فقد بدا الرئيس السوري بشار الأسد وقد أحاطت به الجماهير السورية وأخذت تحصبه بالحجارة.