احتجزت السلطات الروسية لعدة ساعات ليليا شيبانوفا، رئيسة المنظمة الوحيدة لمراقبة الانتخابات في روسيا غولوس ، وذلك في خطوة اعتُبرت بأنها ضغط حكومي على المنظمة قُبيل للانتخابات البرلمانية المزمع عقدها الأحد. وأفادت التقارير بأن شيبانوفا احتُجزت في مطار موسكو بعدما رفضت تسليم جهاز الكومبيوتر المحمول الخاص بها ل فحصه . وكانت قد فُرضت الجمعة غرامة على المنظمة المذكورة ذاتها بعد الزعم بانتهاكها لقانون الانتخابات. ويتساءل برلمانيون روس عن سبب السماح لمنظمة غولوس ، التي تحصل على تمويل أجنبي، بمراقبة الانتخابات الروسية. وتُموَّل غولوس ، ومعناها صوت ، أو تصويت ، من قبل الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة,. وهي توفِّر التدريب للمراقبين، وتدير موقعا إليكترونيا يقوم بتجميع شكاوى خاصة بانتهاكات تتعلق بالعملية الانتخابية. وبحلول يوم الجمعة، كانت المنظمة قد سجلت ما يزيد على 5000 شكوى متعلقة بانتخابات الأحد، ويطال الكثير منها حزب روسيا الموحدة الذي يتزعمه فلاديمير بوتين، رئيس الوزراء الروسي، والمرشَّح الأوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وتحدثت شيبانوفا الجمعة إلى محطة إذاعية روسيا من مطار موسكو قائلة: لقد غادرنا المطار، واجتزنا قسم فحص جوازات السفر من دون مشاكل. وأضافت: لقد قاموا بفحص متعلقاتي، وهم يحاولون الآن أخذ جهاز الكومبيوتر الخاص بي لفحصه، كما يزعمون. وقالت إنها تخشى أنه إذا ما قامت السلطات بمصادرة جهاز الكومبيوتر الخاص بها، فلربما يتبع ذلك المزيد من المزاعم ضد منظمتها. لكن سلطات المطار أفرجت عنها بعد إعادة جهاز الكومبيوتر المحمول إليها. وعندما سئلت عما إذا كان احتجازها محاولة للضغط على المنظمة التي تترأسها، قالت شيبانوفا: بالطبع، هذا هدف آخر. وتتعرض المنظمة لضغوط متنامية منذ الأحد الماضي عندما اتهم بوتين دولا غربية ب السعي إلى التأثير على الانتخابات من خلال تمويل منظمات روسية غير حكومية ، من دون أن يذكر أسماءها. وقال، غريغوري ميلكونيانتس، نائب مدير غولوس ، إن طاقم المنظمة في مختلف أنحاء روسيا يواجه تهديدات وضغوطا نفسية . وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش ، المعنية بحقوق الإنسان وتتخذ من مدينة نيويورك في الولاياتالمتحدة مقرا لها: إن غولوس ضحية لحملة تشويه. ففي مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء، قالت تانيا لوكشينا، من فرع هيومان رايتس ووتش في موسكو: هم يحاولون إغلاق غولوس لأنها المنظمة الوحيدة الكبيرة الجادة التي تقوم بفضح الانتهاكات خلال الانتخابات. وكانت السلطات الروسية قد فرضت الجمعة غرامة قدرها 1000 دولار أمريكي على غولوس ، وذلك بسبب نشرها أبحاثا واستطلاعات رأي عن الانتخابات يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، وذلك على الرغم من الحظر المفروض على نشر أي استطلاعات رأي أو بحوث خلال الأيام الخمسة التي تسبق الانتخابات. وسينتخب الروس برلمانا جديدا الأحد، بينما ينتخبون الرئيس الجديد للبلاد في الرابع من شهر مارس/آذار المقبل. يُشار إلى أن حزب بوتين، الذي تولى منصب رئاسة روسيا لفترتين سابقتين، سيطر على مجلس الدوما (البرلمان) خلال الفترة المنصرمة. وقد ضمَّ البرلمان الماضي أيضا كلا من الحزب الشيوعي، وحزب الديمقراطيين الليبراليين القومي، وحزب روسيا العادلة الديمقراطي الاجتماعي. وفي خطاب متلفز يوم الجمعة، أكد الرئيس الروسي، دميتري ميدفيديف، على أن أحزاب روسيا السياسية تتمتع ب منافسة حرة ومتساوية قبل الانتخابات. ومن دون تسمية حزب روسيا الموحدة ، حث ميدفيديف الناخبين على اختيار سياسيين يتحلون بالمسؤولية وقادرين على المساعدة على تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين بصورة عملية، وتحكم تصرفاتهم مصالح الناخبين والمصالح الوطنية.