عمان (رويترز) - قالت جماعة للناشطين ان منشقين عن الجيش السوري قتلوا سبعة جنود خلال هجوم على قافلة مدرعات يوم الثلاثاء قبل يوم من زيارة مقررة لوفد من جامعة الدول العربية تهدف الى فتح حوار بين الرئيس بشار الاسد ومعارضيه. وقال ناشطون وسكان ان قتالا دار عند حاجز على أطراف بلدة معرة النعمان في شمال غرب سوريا التي تجمع فيها جنود انشقوا عن الجيش خلال هجوم عسكري في محافظة حمص بوسط البلاد. وكان الهجوم على حمص واحدا من أعنف الهجمات التي تشنها القوات السورية لسحق انتفاضة شعبية مستمرة منذ سبعة أشهر على حكم الاسد وتطورت في الاونة الاخيرة الى تمرد مسلح. ووافق الاسد على مقابلة وفد الجامعة العربية في دمشق يوم الاربعاء. وذكر مسؤولون في المنطقة أن السلطات السورية تخلت عن اعتراضها على أن يكون الوفد برئاسة قطر التي انتقدت الرئيس السوري بشدة. وقال نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية ان من المأمول أن يتوقف العنف ويبدأ حوار وتتحقق اصلاحات. ويضم الوفد ممثلي خمس دول غير قطر هي مصر التي استضافت أعضاء من المعارضة السورية علاوة على الجزائر والسودان وعمان واليمن وهي دول ينظر اليها على أنها متعاطفة مع الاسد. وتقول حكومة الاسد انها جادة بخصوص الاصلاحات السياسية وتتهم الناشطين بأنهم يريدون تقويض تلك الاصلاحات. بينما تقول المعارضة ان الاسد لا يعتزم تخفيف قبضته على السلطة. وذكر المرصد لسوري لحقوق الانسان أن الجنود السبعة قتلوا في معرة النعمان على بعد 230 كيلومترا شمالي دمشق عندما تعرضت قافلة المدرعات لهجوم. وقال رجل من السكان المحليين ذكر أن اسمه رائد في اتصال هاتفي "اندلع قتال ظهر اليوم عند الحاجز الكبير الموجود فيه جنود وأفراد من المخابرات العسكرية. توجد دبابات أيضا هناك." وذكر أن الهجوم على الحاجز جاء ردا على عملية عسكرية نفذت خلال الليل ضد المنشقين المنتشرين حول مصنع على مشارف معرة النعمان. ونقع البلدة في منطقة زراعية على الطريق السريع الشمالي الرئيسي على بعد 100 كيلومتر الى الشمال من حمص و70 كيلومترا من حلب. وكانت البلدة في الثمانينات معقلا للمقاومة للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي عندما سحقت قواته تحديا اسلاميا ويساريا لحكمه في حملة سقط فيها عشرات الالاف من القتلى. وقال سكان ان قتالا دار خلال الليل أيضا في سهل حوران بجنوب البلاد وهو منطقة زراعية استراتيجية على الحدود مع الاردن تشهد حاليا أطول حملة قمع منذ بدأت الانتفاضة وكذلك في تلبيسة بالقرب من حمص. وذكروا أن دبابات متمركزة في حواجز بأنحاء تلبيسة أطلقت النار من أسلحة الية ومدافع مضادة للطائرات على أحياء احتمى فيها منشقون. ولم ترد على الفور تقارير عن سقوط قتلى. وتقول السلطات السورية ان "جماعات ارهابية مسلحة" في حمص وبأنحاء البلاد قتلت 1100 جندي وشرطي. بينما تقول الاممالمتحدة ان 3000 شخص قتلوا خلال حملة القمع المتصاعدة. وقال سكان ان ثمانية أشخاص قتلوا في حمص يوم الاثنين عندما أطلق جنود وأفراد ميليشا النار على منطقة يغلب على سكانها السنة وكانت معقلا للاحتجاجات ثم لاذ بها في الاونة الاخيرة جنود منشقون يقودون مقاومة مسلحة. وتسيطر الطائفة العلوية التي ينتمى اليها الاسد على الحكم في سوريا. ويتوخى زعماء الدول العربية السنية الحذر بخصوص انتقاد الاسد ادراكا للاثار السياسية التي قد تترتب على سقوطه وذلك في الوقت الذي يكافحون فيه لمواجهة مشاكل في بلادهم نجمت عن انتفاضات الربيع العربي. وواصل الاسد تعزيز تحالف بناه والده قبل ثلاثة عقود مع الحكام الشيعة في ايران. ويساند البلدان جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية التي تتحدى اسرائيل صراحة. لكن الرئيس الذي يبلغ من العمر 46 عاما كان حريصا على الحفاظ على الهدوء على الحدود مع اسرائيل في مرتفعات الجولان واحترم وقفا لاطلاق النار توسطت فيه الولاياتالمتحدة بهد أن فقدت سوريا الهضبة الاستراتيجية خلال حرب عام 1967. وقال العاهل الاردني الملك عبد الله الذي تستقبل بلاده لاجئين سوريين في تصريحات لشبكة سي.ان.ان التلفزيونية انه لا يعتقد أن هناك في المنطقة أو خارجها من يعرف كيفية التعامل مع موضوع سوريا. وقال المجلس الوطني السوري الذي يمثل المعارضة والذي تأسس في اسطنبول الشهر الماضي ان زيارة وفد الجامعة العربية قد تمنح الاسد المزيد من الوقت ليواصل حملة القمع اذا لم تنجح في تحقيق اطلاق سراح عشرات الالاف من المعتقلين والكشف عن مصير الاف اخرين في عداد المفقودين. وذكر المجلس في بيان أن قوات الجيش اضطرت للانسحاب من الشوارع بعد السماح لمراقبين في مجال حقوق الانسان بالدخول. وتدهورت هذا الاسبوع العلاقات بين حكام سوريا وواشنطن التي طالبت الاسد بالتنحي. وقالت الولاياتالمتحدة يوم الاثنين انها سحبت سفيرها لدى سوريا بسبب تهديدات لسلامته وردت دمشق بالمثل. وكان السفير الامريكي روبرت فورد قد أثار غضب حكومة سوريا بمساندته علنا للمحتجين المناهضين للحكومة. وكان مؤيدون للاسد هاجموا السفارة الامريكية وموكب فورد في الاشهر القليلة الماضية.