بدأت الولاياتالمتحدة وكوريا الشمالية الاثنين في جنيف ثاني جولة من المحادثات المباشرة الهادفة الى استئناف عملية المفاوضات المتعلقة بنزع اسلحة بيونغ يانغ النووية المتوقفة حاليا. ويترأس الوفد الاميركي ستيفن بوسوورث الذي سيغادر قريبا منصبه وغلين ديفيس الذي سيخلفه وهو حاليا السفير الاميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقد وصل الوفد الى مقر بعثة الولاياتالمتحدة في جنيف حوالى الساعة 8,30 (6,30 ت.غ). اما الوفد الكوري الشمالي فيترأسه نائب رئيس الوزراء كيم كاي-غوان وقد وصل الوفد في سيارتين وحافلة صغيرة حوالى الساعة 10,00. وصرح كليفورد هارت المبعوث الاميركي الخاص للمحادثات السداسية قبل استراحة الغداء الساعة 12,15 ان الوفود "قدمت عرضا لموقف كل منها" خلال الجلسة الصباحية. ومن المقرر ان تستأنف الوفود محادثاتها بعد الظهر قبل ان تاخذ استراحة اخرى. وسيستضيف الفريق الاميركي نظيره الكوري الشمالي على العشاء في السفارة الاميركية، حسب هارت. وجاء في بيان صادر عن البعثة الاميركية في وقت سابق ان "الوفد الكوري الشمالي وصل حوالى الساعة العاشرة (8,00 ت.غ) للمشاركة في اول جلسة من محادثات 24 و 25 تشرين الاول/اكتوبر. والمحادثات جارية حاليا". واوضح البيان "ان جلسة الصباح ستستمر حتى الظهر ثم سيتناول الوفدان الغداء كل على حدة على ان يعودا مجددا الى مقر البعثة الاميركية عند الساعة 14,00". وفيما لا يتوقع المحللون اي تقدم خلال اللقاء الذي يستمر يومين، الا انهم يعتبرون ان الحوار بين الطرفين يشكل تطورا ايجابيا وطريقة لثني بيونغ يانغ عن القيام بخطوات متهورة. ويقول مارك فيتزباتريك الذي يرئس برنامج الحد من انتشار الاسلحة النووية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية لوكالة فرانس برس "حين يتحاوران يعني انهما لا يقومان بالاستفزاز". واضاف "لا اعتقد ان الناس سيقولون ان تلك هي كارثة لانه لا يوجد اي شيء ملموس بالنسبة للنتائج". وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الاميركية عند الاعلان عن اللقاء الاسبوع الماضي ان هذا الاجتماع الذي سيتواصل الثلاثاء يشكل "استمرارا للاجتماعات الاستطلاعية لتحديد ما اذا كانت كوريا الشمالية مستعدة للوفاء بالتزاماتها الدولية واتخاذ اجراءات ملموسة في اتجاه نزع اسلحتها النووية". وكانت جولة اولى من المحادثات المباشرة بين الولاياتالمتحدة وكوريا الشمالية جرت في تموز/يوليو الماضي في نيويورك. وقال مسؤول اميركي كبير رفض الكشف عن اسمه انه رغم عدم تحقيق تقدم ملموس فان الولاياتالمتحدة تسلك طريق الحوار مع بيونغ يانغ لانه "من المهم ابقاء الباب مفتوحا امام الحوار". واضاف "نحن قلقون لان غياب الحوار يمكن ان يؤدي الى اخطاء في التفسير من جانب الكوريين الشماليين. لاحظنا في الماضي انه عندما كان الحوار يتوقف احيانا، فان هذا الامر دفعهم الى توجيه ضربات خطيرة". لكن الولاياتالمتحدة شددت على انها لن تعود الى المفاوضات السداسية الا اذا قطعت كوريا الشمالية "التزاما واضحا بخصوص نزع الاسلحة النووية". والمفاوضات السداسية التي تشمل الكوريتين وروسيا والصين واليابان والولاياتالمتحدة تهدف الى اقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن برنامجها النووي مقابل مساعدة كبرى. ويقول محللون ان كوريا الشمالية التي اصرت على استئناف المحادثات السداسية بدون شروط مسبقة، لن تقدم اي تنازل خلال اجتماع جنيف. لكن عشية اللقاء قام نائب رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ بزيارة بيونغ يانغ قائلا ان زيارته ستساعد في تشجيع استئناف المفاوضات، كما جاء في بيان نشرته وكالة انباء الصين الجديدة بعد وصوله. وكانت الصين استضافت المحادثات منذ انطلاقها عام 2003. وفي ايلول/سبتمبر 2005 وافقت كوريا الشمالية على التخلي عن كل اسلحتها النووية وبرامجها مقابل ضمانات امنية ومساعدة في مجال الطاقة واتفاق سلام ينهي رسميا الحرب الكورية (1950-1953) وعلاقات دبلوماسية مع الولاياتالمتحدة. وفي 2007 اغلقت مفاعل يونغبيون لانتاج البلوتونيوم لكن في السنة التالية بدأت هذه العملية تتلاشى وسط اتهامات متبادلة بسوء النية. وفي نيسان/ابريل 2009 انسحبت بيونغ يانغ رسميا من المفاوضات قبل شهر من قيامها بتجربة نووية ثانية. وفي 2010 اغرقت كوريا الشمالية بارجة كورية جنوبية ثم قصفت جزيرة كورية جنوبية.