جاءت أحداث الفتنة الطائفية فى الأونة الأخيرة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 هى الأكثر سخونة والأقرب إلى أحداث الفرقة بين نسيجى المجتمع من المسلمين والمسيحين وتآلمنا كثيرا لذلك وطلبنا من المجلس العسكرى والحكومة سرعة ضبط المتسببين فى هذه الاحداث ومحاكمتهم وبعدها بقليل بدأءت مجموعات من شباب الثورة وممثلى الأحزاب القديمة والأخرى التى مازالت تحت التأسيس بالخروج للمناداة بالوحدة الوطنية . تلى ذلك جمعة الغضب الثانية فى ميدان التحرير حيث خرجت مجموعات من شباب الثورة وبعض الاحزاب رافعين عدد من الشعارات ونحن فى هذا الأمر لا نستطيع أن ننكر حقهم فى التعبير عن أرائهم الخاصة ، وخرجت مجموعات أخرى ترفض غالبية هذه المطالب . وأتت بعد ذلك أحداث مسرح البالون حيث كان هناك حفل لتكريم أهالى الشهداء وجاء بعض الاشخاص على متن 3 أتوبيسات وزعموا بأنهم من أسر الشهداء ويرغبون فى تكريمهم أيضا ولكن رفض أمن المسرح لعدم وجود مكان وقام هؤلاء البلطجيه بتحطيم المسرح وسرقه بعض ممتلكاته ثم توجهوا إلى ميدان التحرير وإشتبكوا مع رجال الأمن المركزى مما دعى رجال الأمن بالرد عليهم كالعاده بغازات مسيله للدموع. وعندما شاهد شباب الثوره هذه الأحداث عبر الإنترنت وشاشات التليفزيون جاء فى تفكيرهم بأن رجال الأمن يقومون بضرب زملاءهم المعتصمين فى التحرير وماسبيرو فهبوا مسرعين إلى التحرير لمساعدتهم فى مواجهة رجال الشرطه والأمن المركزى دون علم بالحقيقه فإختلط الحابل بالنابل . ومن هنا أستطيع القول بأن مصر أصبحت تسير إلى الفرقة وإلى خسارة كل مكتسبات الثورة العظيمة التى إنحنى لها العالم وقدروها حق قدرها وهاهى مجموعة الثمانية فى فرنسا توافق على دعم الاقتصاد المصرى ليتعافى سريعاً مما أصابه نتيجة التوقف عن الإنتاج والتدهور فى السياحة نتيجة لغياب الأمن والأمان فى مصر حتى يومنا هذا. ليس لى فى هذا المقال أن أقبل أو أرفض أى من أراء المجتعين فكلها تعبر عن أصحابها ومن الديمقراطية التى ندعى أننا نمارسها الآن ألا نحجم حق الانسان فى التعبير عن أرائه ، ولكن بشرط ألا تقوم مجموعة بفرض أرائها بالقوة على المجموعة الاخرى فهذ يمثل الديكتاتورية التى قامت الثورة من أجل القضاء عليها.
ولكن الى أين سيقودنا ما يحدث الآن فى مصر
نحن نتفق جميعاً أننا نريد الرخاء والأمن والأمان لهذا الوطن الغالى نريد الحرية الكاملة نريد العدالة الاجتماعية والمساواة نريد الإستقرار والمواطنة والحق ، نريد أجيال تستطيع ان تقود مصر المستقبل وتمكنها من الريادة بين دول العالم ، نريد مصر الحديثة دولة مدنية سلاحها العلم والتكنولوجيا ، نريد جيل من الشباب مؤهلاً لممارسة الديمقراطية المنضبطة البنائة التى تراعى أن التعددية هى سبيلنا إلى النجاح والتقدم ، نريد القضاء على الفقر والامية ، نريد العلاج المجانى للجميع ، نريد مسكن مناسب ، نريد للشباب ممارسة حقه الاجتماعى فى تكوين أسرة قوية وأخيراً نريد الخير لهذا البلد . ولكنى أتساءل على أى شيئ نختلف ؟ هل نختلف على الوسيلة التى نحقق بها ما نريد؟ أم نختلف على توقيت التغير؟.