قمنا بعملية انسحاب تكتيكي رهيبة بالزحف للخلف شيئا فشيئا وسط نظراتهم المصوبة نحونا إلى أن خرجنا سالمين منطلقين بالضحك الهستيري ........ وفي الحقيقة لا أدري لماذا انتابتنا هذه الحالة ونحن داخل المسجد ، فالشيعة على فكرة هنا مسالمون جدا ،، ولكن ربما خشينا من أن تلوث أسماعنا بأي تأليه لسيدنا الحسين أو سيدنا علي أو سب مثلا للصحابة العظماء ، فخرجنا مسرعين .............. كذلك صودف أن كانت زيارتي لطهران أواخر شهر شعبان وكنا ننتظر رؤية هلال رمضان في ليل الجمعة لكن الصراحة لم أشعر بكبير اهتمام برؤية الهلال حتى موظفي الفندق لم يكن يعرفون متى الرؤية ، حتى السائق الإيراني الذي تواعدنا معه لإيصالنا للمطار قبل آذان الفجر بساعة واحدة سألناه كنوع من التأكيد هل رمضان غدا ؟ فارتبك وقال لا أعرف وسألناه إن كان قد تناول السحور فنفى فأحضرنا له السحور قبل الفجر بنحو نصف ساعة !!! وكان الشك في أنه مسيحي ويخفي علينا ذلك قد تملك مني !! و عندما وصلنا للمطار وكان الفجر قد أذّن وهنا لأول مرة أسمع الآذان في إيران بالمطار وجدنا كثيرين يأكلون ويشربون ,,, ربما يكون ذلك بسبب استخدام رخصة السفر . الله أعلم . وفي الحقيقة كنت أفكر أنا أيضا في استخدام رخصة الإفطار في السفر خاصة أن رحلة العودة بها ترانزيت في دولة ثالثة والرحلة طويلة شيئا ما ، ولكن مَن معي أصر على الصوم فشجعني وبالفعل نويت الصيام و صمت وكنت سعيدا بذلك ،، وأترك لكم الحكم الشرعي السني في ذلك!! لم أجد أي يافطة أو إرشاد ديني شيعي في الشوارع تنال من أي مقدسات مذهبية أخرى وعلى فكرة يسهل فهم اللوحات والإرشادات الفارسية ، فالحروف عربية وكثير من الألفاظ عربية ، فمثلا مكتوب على علبة السجاير بالفارسية تحذيرا يقول " ترك سيكار موجب سلامتي ، افزايش طول عمر مي شود " !!! أكيد فهمتم !! وعلى فكرة درست اللغة الفارسية 4 سنوات إجباري في كليتي ، لكن لم تفدني إطلاقا في فهم الكلمات غير عربية الأصل !!! كذلك إرشادات المرور مفهومة جدا ، فكلمة ممنوع أو دخول أو خروج أو محرم أو قانون يمنع الخ مفهومة جدا ..مع غيرها من الكلمات الفارسية التي تفهمها من السياق .... فقط كلمة " انقلاب ... " موجودة بكثرة في الشوارع ، ولم أفهم ماذا تعني رغم إني سألت عن معناها ولكن لم أفهمه بعد ، وربما تعني ميدان كذا أو حي كذا أو منطقة كذا ,,,,,, والله أعلم .. عرفت أن إيران ليست كلها شيعية بل هناك نسبة لايستهان بها من السُنيين ، ولكنهم يتمركزون على أطراف إيران الحدودية خاصة المتاخمة للحدود السعودية فمعظمهم سنيون ، مايعني التمدد السني في إيران عكس ما نسمع عن التمدد الشيعي في السعودية !!!! وسألت عن سبب تمركز أهل السنة في أطراف إيران فقيل لي لأنه كان هناك ملك شيعي منذ نحو مائتي عام يكره السنيين ويضطهدهم ويطردهم فهربوا على أطراف إيران !!! كذلك يوجد نسبة حوالي ( 2) في المية وهي نسبة عالية " يهود " ، نعم يهود في إيران، ولهم معابدهم التي رأيت إحداها بالفعل في طهران ، وعندما سألت عن هذا مستغربا قيل لي هنا ياسيدي يهود وليس صهاينة ويجب أن تفصل تماما بين الاثنين ، فاليهود الإيرانيون يعيشون في أمان وسلام تام في إيران ، بل تتعجب عندما تعرف أن لهم نسبة تمثلهم في مجلس الشورى الإيراني وكذلك المسيحون والبهائيون والمجوس ، نعم هناك بقايا مجوس " عبدة النار " على عقيدتهم حتى الآن في إيران ، كل هؤلاء لهم من يمثلهم في مجلس الشورى !!!! فهل إيران دولة ديمقراطية حقا مثل إسرائيل التي بها عرب مسلمون ممثلون في الكنيسيت الإسرائيلي !!!! أليس من العجيب فعلا أن الدولة الوحيدة في العالم التي تجرأت وأسمت نفسها " الدولة الإسلامية " يُخرجها معظم العرب المسلمين عن الإسلام ، رغم أنها عضو في منظمة التعاون الإسلامي العالمي !!! مفارقات عجيبة ! ولكن قد يرد علي محتج ويقول لي إن داعش كذلك وإن كانت داعش غير معترف بها كدولة أصلا !!!