بعد أن حصلنا على الإذن بالنشر من المصدر الأصلى , ولا يسعنا سوى تقديم أسمى آيات الشكر على تخصيصنا والسماح لنا بنشر تلك المعلومات ,نبدأ من اليوم نشر سلسلة حلقات صندوق أسرار المشير طنطاوى وكواليس ما جرى فى مصر وأدى لتسليم حكم مصر إلى جماعة الإخوان الإرهابية والذى جر على مصر الكثير من الأخطار مما جعل معظم الشعب يلقى باللائمة على طنطاوى ومن خلال ما سنعرضه ستجدون أنه لم يكن خائنا ،ربما كان منتميا في النهاية إلى النظام القديم وربما كان واحدا ممن يفضلون أن يرحل مبارك في هدوء دون إهانة لكنه لم يكن خائنا كما لم يكن راغبا في مقعد الرئيس فمن وجهة نظره التى يعرفها المقربون منه فإن ذلك المقعد ملعون بشكل أو بآخر ، كان يرى حين نزلت دباباته إلى الشارع أن مبارك هو آخر رئيس دولة في مصر بالمعني المتعارف عليه منذ سبعة آلاف عام وأن من يثورون في الميادين لا يعرفون من يحركهم لكنهم يستحقون الحماية ،كان يبحث عن من يمكنه أن يهدئ من فورة الحماس وكان لديه رأي واضح : مبارك لن يعود والنظام الذي يريد معتصمي التحرير إسقاطه هو الدولة بكل ما فيها من مزايا وعيوب وأن إسقاط النظام سيقود في النهاية إلى إسقاط الدولة لكنه كان يرى بصورة أوضح أن المزيد من التمسك بالحكم قد يدخل البلاد في نفق مظلم لا مخرج منه. كان يعي الكثير مما يحدث وربما كان ذلك ما دفع به إلى الحديث أثناء إحدي الإجتماعات المغلقة التى أعقبت تسليم الحكم للإخوان عن أن من يحكم تلك الدولة هم الموظفون وليس الرئيس ولا رئيس الوزراء …طبقة الموظفين هي التي تحكم منذ أيام الفراعنة وهو يثق أن هؤلاء لن يمكنوا الإخوان من الحكم فتلك الطبقة حسب رأيه لم تتغير من أيام الملكية وحتى الآن وأن الجيش قد يكون مضطرا للتراجع عن المشهد بعض الشئ ليلملم الجراح التى لحقت به وهذا أفضل وأن الشرطة وباقي أجهزة الأمن قد فقدت الجانب الأعظم من قدراتها لذلك فإن الجيش سيكون مضطرا للتعامل مع الأحداث – حين يتم إستدعاءه للشارع مجددا – بإعتباره الجهة الأمنية الوحيدة التى لديها كل شئ.
سيكون جيشا وشرطة في آن معا وسيكون عليه أن يدخل في مواجهات ساخنة في عدة أماكن ، كان قلقا بسبب نوعية التدريب التى دأب عليها الجيش والتى تعده لمسرح عمليات صحراوي مفتوح ضمن عمليات حشد قوات وتجهيز إحتياطي إستراتيجي وإبرار وإنزال وغير ذلك لكنه أصبح مدركا أن القادم لن يكون هذا التدريب هو الشكل المناسب له. كانت نقطة ضعفه هو رئيس أركانه الذي جلس في ذلك المقعد بإرادة سياسية لكنه كان يراه غير صالح لذلك المكان لأسباب كثيرة ، وكان يعرف أن ظروفه الصحية لن تسمح له بتغيير نمط التدريب ليناسب ما قد يتعرض له الجيش من مواجهات في المرحلة المقبلة وبقي الأمر يشكل إزعاجا له حتى إقالته. والطريف أن إقالته حملت له الحل الذي ظل كثيرا يبحث عنه فوزير الدفاع الجديد هو رجل مخابراتي من الطراز الأول وقادر على التعامل مع مستجدات الحدث ببراعة فهو الوحيد حاليا الذي يمسك بكنز من المعلومات سواء تلك التى آلت إليه من جهاز أمن الدولة وملفاته الإحتياطية السرية التى حصل عليها قبيل عملية الإقتحام المشهورة أو عبر ما تم جمعه عبر زمن طويل دون أن يكون مسموح للجهاز الذي يديره بالتدخل فعليا في الأحداث مالم يكن من يجلس على الطرف الآخر داخل المخابرات العامة على شئ من التوافق وهو ما كان حادثا في وقت عمر سليمان ومفقودا في عهد الإخوان لكنه المشير العجوز كان يدرك أن وزير الدفاع الذي خلفه في منصبه هو الوحيد القادر على الإمساك بزمام الأمور في اللحظة المناسبة وقد تأكد حدسه مع ما شاهده من تغيير في نمط التدريب فلم يعد هناك حديث طويل عن مناورات بشكلها التقليدي ولم يعد هناك إهتمام كبير بالنجم الساطع ورغبات أمريكا وما إلى ذلك لكن الكثير من التركيز قد تم على حرب المدن والتحرك بجماعات صغيرة ذات كفاءة عالية إلى جانب إعطاء دور أكبر للمروحيات وكثير وكثير من أشكال التغيير التى طالت نظم القيادة والسيطرة والتى جعلت من قادة صغار داخل مفارز صغيرة قادرين على تنسيق وطلب تنسيق بين وحداتهم صغيرة الحجم على الأرض وبين المروحيات لتحقيق شكل آخر من أشكال المواجهة لم يكن هناك تدريب سابق عليه.
لكن ما الذي حدث منذ ليلة التنحي إلى لحظة نزول عميل مخابرات للتحرير ليحلف يمين الرئاسة بين أنصاره من الإرهابيين والعملاء ؟ ما الذي دفع الجيش إلى الصمت عن حقيقة الرجل وإتصالاته وحقيقة تجنيده منذ أن كان في الولاياتالمتحدة الأمريكية؟ ما الذي دفع الجيش إلى تجاهل النتائج الحقيقية للإنتخابات الرئاسية منذ جولتها الأولي وحتى الإعادة وما الذي دفع الجيش إلى تجاهل عمليات التزوير الفادحة التى قام بها بعض المسؤولين؟ ما الذي دفع الجيش إلى تجاهل ما نعلمه عن العبث بتوكيلات المواطنين التى قدمها عمر سليمان ضمن أوراق ترشحه للرئاسة؟ ما الذي دفع الجيش إلى تجاهل وقائع مثبتة لرشاوي بالملايين تم دفعها لبعض المسؤولين عن حملة عمرو موسي في اللحظات الأخيرة قبل نهاية المرحلة الأولي من الإنتخابات وأخرجته من السباق الرئاسي؟ ما الذي دفع الجيش لتجاهل حقائب الأموال التى تسلمتها الجماعة من عدد من السفارات أثناء الإنتخابات؟ أسئلة كثيرة نحمل حصريا الإجابة عليها فيما سنبدأ في نشره من صندوق أسرار المشير على حلقات تكشف خفايا أصعب أيام التاريخ المصري فتابعونا فى منصورة نيوز .