في محافظات مصر رصدنا حال مستشفيات الحكومة فوجدناها 4 أنواع أولها أنفقت عليها الحكومة عشرات الملايين من الجنيهات ثم تركتها مأوي للقطط والكلاب، وثانيها رفض المسئولون تجديدها فتركوها آيلة للسقوط فوق رؤوس المرضي والأطباء، وثالثها أقرب ماتكون لمقالب القمامة، حيث تلال المخلفات البشرية والطبية في كل مكان، ورابعها ليس فيها سوي لافتة تقول: «هنا مستشفي» فإذا ما تجاوزت اللافتة فلن تجد سوي أجهزة متهالكة وأطباء غائبين وإن حضروا فكل ما لديهم «سماعة» يكشفون بها علي جميع المترددين عليهم بدءا من مرضي السرطان والقلب حتي المصابين بنزلات البرد. كانت مسشتفى بنى عبيد بالدقهلية الأكثر تميزا بالجمع بين تلك الأنواع من الأهمال الطبى وسقوط المبنى قريبا هو الشعار الذى يشغل حديث المدينة، ومقالب القمامة التى تجولت فى أرجاءها وكأنها حظيرة مواشى لم يرفق بها أحد . البعض هنا فى مدينة بنى عبيد يستائل :هل سيظل فقر الإمكانيات الطبية بعيدا عن اختصاصات المسؤليين ليذهب أحدهما الى عمله متناولا كوبا من الحساء ثم لا يلتفت الى سجل مستشفى بنى عبيد الذى ترك فى سلة المهملات،كان الأهالى قد طالب محافظ الدقهلية السابق والحالى ، بتطوير المستشفى، وسد العجز الذي يعانى منه، ليليق بالمدينة التي ربما اشتهرت بفوزها على الزمالك فى كأس مصر . طالت الفوضى مستشفى بنى عبيد ، بعد أن تعمد النظام السابق إهمالها على مدار السنوات الطويلة الماضية، ليتم حرمان الغلابة من أبسط حقوقهم فى الرعاية الصحية، والعلاج المجانى، وتركهم فريسة للأمراض.و إهدار المال العام، وإنفاق ملايين الجنيهات على المبنى الذى صار جثة هامدة فى العراء، وعرضة للتلف، فيما ضاعت ملايين الجنيهات بالرغم أن مستشفى بنى عبيد المركز يعتبر أكبر مستشفيات المحافظة حيوية لتحملها لعلاج محافظة الشرقية، إلا أنه يعانى من الإهمال الشديد، فقد تآكلت جدران المبنى القديم من الرطوبة، كما تحولت الحمامات إلى بؤر للأمراض، فضلا عن انتشار القطط والحشرات بأنواعها حول أسرة المرضى، المستشفى لا يضم قسما للسموم، المستشفى أصبح آيل للسقوط فى أى لحظة فوق رؤوس المرضى، والعاملين فيها. فاللامبالاة، والاستهتار بالمال العام، وبأرواح البشر صار واقعا يعبر عن مأساة ضحيتها أولا وأخيرا المواطن الفقير المريض الذى لا يبحث سوى عن برشامة رخيصة للشفاء، لكنه الآن لا يجدها، فالأطباء غير موجودين، والتمريض بات بالممارسة قادرا على التشخيص، بل وكتابة التقارير الطبية، وصرف العلاج. بنى عبيد تكرر الدعوة بالمسؤليين ، وتتسائل هل ترك ملف المستشفى فى سلة القمامة ، لأن لم يكن أحد يعلم أن الأمر سيتدهور بتلك الشاكلة .