ربما لم يكن يعلم موتى مدينة بنى عبيد، قبل موته أن المقبرة التي ستحوى جثمانه بعد مماته ستكون فى يوم من الأيام تلال من القمامة أمام قبورهم ، تستجدى المارة والزائرين لإنقاذها دون مجيب. في ذلك اليوم دفعني الفضول لأن أترجل تاركا دراجتي جانب الطريق وأتسلق الساتر الترابي لأجد نفسي أسير بين أكوام النفايات بين مداخل مقابر المدينة. ما هذه الفكرة المجنونة؟ علي أن أعود قلت في نفسي. ولكن شي ما في داخلي كان يشدني لأتابع. هو حدثٌ طالما وثقت به فتابعت المسير وإذ بي أقف أمام قبر لا يظهر على وجه الأرض ولا يمكن لأحدهما أن يراه حينما كانت القمامة صديق يلتف به ، بالكاد تعرفت على صورته من خلال ما كنت قرأته ورأيته في التلفاز لأنه اليوم كان يبدو وحيدا مقهورا ومخذولا. كان التل الذي يحتضنه مهدما ومجروفا ومكب القمامة يتربص به ليبتلعه كما ابتلع الكثير من قبله فتناثرت أحجارها بين أكياس القمامة. وقفت للحظات صامتا في حضرة الأموات و بدني مقشعر من روع الجريمة. هل بلغنا من العقوق و الفساد والجهل حدا جعلنا نرمي مقابرنبنا في القمامة؟ كان لابد لمنصورة نيوزأن تعرف أراء أهالى مدينة بنى عبيد حول تلك المهزلة بعد أن رفعت الدولة شعار مدينتى نظيفة ، هل وصل بنا الأمر للمقابر ! يشير أحد سكان المنطقة.. إلى أن "محيط المقابر تحولت إلى مقلب لمخلفات البناء والقمامة حيث تأتى العربات المحملة لإلقاء ما تحملهمن مخلفات بصفة يومية". وأضاف.أخر . "تقدمنا بشكاوى كثيرة لمسئولى الحى وأرسلوا لنا عربات لرفع هذه المخلفات إلا أنه سرعان ما تمتلا محيط المقبرة بهذه المخلفات مرة اخرى خلال ساعات" .ونوه أحد الأهالى كنت دائما أنزعج من روائح القمامة الكريهة عند مروري هناك وأتساءل عن سر اختيار هذه المنطقة كمكب للقمامة ! نعم... مقلب قمامة !! عادت تلك الكلمة إلى ذاكرتي عندما وطأت قدماي ، أن لم يتحرك المسؤلون لا يسعنى غير أن اقول وااسفاه !