بعد حمد الله ، لكم آلمنى أن أعود الى الكتابة بعد انقطاع طال شهور كثيرة و لكن الألم لم يكمن فى عدم اخراجى لما فى قلبى من شعور بألم و حزن شديدين فقط و لكن السبب الرئيس هو أنّى رأيت مالا أستطيع أن أصمت إزاءه و ما فاضت له شئونى *من الحزن على شباب أضاع زهرة العمرفى حب فرد أو بالأحرى فى حب امرأة هى ليست فى نطاق الأهمية الملحة فى وقتنا الحالى بمكان و ان دلت فإنما تدل على على اضمحلال فكر و ضآلة عقل و تفاهة ما بعدها تفاهة . و أحب أن أقول لكم انها ستكون ذات شأن أعظم فى مرحلتنا القادمة و هذا لأن حياتنا ما عادت تسير الا هكذا دون رؤية أو بصيرة و أن عقلنا لم يعد ينصهر الا فى هذة البوتقة العفنة . لأكون أكثر وضوحا ، ان مقصودى هى الراقصة التى اهتز لها عرش سماء الشباب ، و الله انى لأخجل أن اذكر اسمها فما هى؟! و من هى ؟! حتى يهتم بها الشباب الذين نعوِّل عليهم فى بناء مصر القادمة و ليست مصر القادمة فحسب انما العالم الاسلامى كله ان شاء الله و لكنى أستطرد قائلا: وا أسفاه لقد صار الشباب يشدو فى حب الراقصة قائلا قول المتنبى : جرى حبها مجرى دمى فى مفاصلى.....فأصبح لى عن كل شغل بها شغل. فما تجد مجلسا يخلو من ذكرها . و الله انّا لنريد من يصرخ فينا كما فعل قطز فى عين جالوت وا اسلاماه حتى نفيق و نعود الى صحوة سابقة و أمل متجدد ولكنى أعزّى نفسى فأقول : إن الإحباط مرحلة من كل مرحلة من مراحل النجاح . حقا نحن الآن فى مرحلة احباط فى كل شئ و ان الشباب بين غافل و مُغَفَّل و جاهل و مُجَهَّل و غائب و مُغَيَّب و ان هذه الأوقات فى التاريخ لابد أن يكون المحلل أو الناقد لها قاسيا حتى يفيء** اليه من كان ذا لب منير و عقل مُفَكِّر . ان الموسيقى لغة سواء كانت حراماً سماعُها او حلالاً فانها لغة تصل للآخرين دون تعلم ، أفرأيتم حال هذة اللغة فى شوارعنا هذه الأيام انها عبارة عن حياة ينأى الفرد بها عن نفسه بل عن الناس أجمعين اذ لا استطيع أن أكتب ساخرا من المسخرة التى نسمعها فان شئت أو أبيت تسمعها و هذا أيضا لفساد الذوق العام فتجد أحد الشباب يضيع شبابه فى قيادة تكتك بدلا من أن يذهب بقوته ليعمر الصحراء أو يفعل مالا يستطيع مَن شاب أن يفعله ثم به لا يسمع أغانيه وحده لا و لكن يجبر كل من فى الشارع على سماعها معه و هذه ايضا بلية جديدة تصيب الذوق العام إذ إن أمراض الذوق العام معدية منتشرة بسرعة رهيبة. أما التحليل الصادق لكل هذا الفساد المُؤَسَّس فى نفوس أهم الورود و الزهرات فى مجتمعاتنا هو : 1 - غياب القدوة الصاحة . 2 - الحياة بلا هدف . 3 - عدم القراءة . 4 - النشأة على الفساد . 5 - تثبيط الآخرين و خصوصا الوالدين و الأقرباء و الأصدقاء . 6 - الفراغ المُمِل . 7 - فقد أهمية الوقت . 8 - التعليم فارغ المحتوى . 9 - الأحوال السياسية المؤسفة . 10 - هوانه على نفسه و هوان الناس عليه . فتلك عشر كاملة ولا بد أن هناك غيرها الكثير و الا لما وصلنا لما نحن عليه من حال مُذرٍيَةٍ ولى فيهم تفصيل و لكن فى مقال آخر إن شاء الله. -------------------------------------------- * شئونى : دموعى . ** يفيء : يعود