span style=\"font-size: 18px;\"بعد الحمد لله ، عم الصمتُ المكانَ و سيطرت بعض الظواهر التى تتمثل فى التالى : لا صوت يعلو فوق صوت الولاعات الموقدة من أجل السجائر ، و لا احساس يفوق احساس الانسان بالقرص و اللسع الشديدين جراء عمليات الناموس التى يصعب بل يستحيل تحملها ، و لا نور مضئ الا نور السجائر المشتعلة. المشهد السالف ذكره هذا كان فى مأتم أحد أقاربى حيث انقطعت الكهرباء و مكث الجميع ضارباً كفاً بكفٍ و أيضا ضارباً كفاً بكل جزء فى جسده آملاً ان يقتل ناموسة او يريح الجزء الذى يألمه بسبب قرصتها. أتظنون أن هذا المشهد عبثىٌ ؟؟!! والله انها مصر الآن ؛ التى امتلأ مشهدها السياسى بالعبثية المفرطة التى تكاد تودى بالبلاد و العباد جميعاً و لن تفرق فى ذلك بين مؤيد أو معارض لأى أحد. "اللهم ان هذا منكر لا يرضيك" ، كلمات من ذهب قالها مستشار شيخ الازهر بعد مجزرة الحرس الجمهورى معترضاً على ماحدث و أود أن أكررها و لكن هذه المرة معترضاً على العبثية التى تملأ المشهد السياسى . نبدأ باسقاط المشهد الرئيس فى هذا المقال على الواقع المرير الذى نحياه : المأتم هو البلاد من وقت المجلس العسكرى الذى وقف الى جانب مبارك وقفةً واضحةً و كانت سبباً رئيساً فيما نحن فيه الآن من تردٍ سياسى و اقتصادى و ألوم أيضاً مجلسَ الشعبِ الذى أخطأ بأغلبية كبيرة و ساند هذا المجلس العسكرى القاتل السفاح. اما انقطاع التيار الكهربى تكون بدايته من قتل الثوار و الشباب الحر الذى لطالما نادى سلمياً بحريته و كان له الحق الكامل فى ذلك. فأصبح لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص الحى و الخرطوش الذى يُوَجّه الى صدور الثوار من بلطجية الداخلية و المجلس العسكرى ، و لا احساس يعلو احساس الدم الذى أغرق محمد محمود ومجلس الوزراء و العباسية وغيرها و غيرها الى الآن ، و لا نور مضئ الا النور الأخضر الذى أعطاه طنطاوى و من معه من القتله الى مبارك و أعوانه كى يهرِّبوا ما سرقوه من البلاد فلا نمتلك الا حسبنا الله و نعم الوكيل. سؤال هام نحن الآن فى عهد المدعو عدلى منصور فلماذا تعود الى زمن القتلة من المجلس العسكرى ؟؟؟ أعود لأُذَكركم بالأحداث العظام التى كانت مُعَوِّلاً أساسياً حاولوا من خلاله هدمَ ثورتنا المجيدة فى 25 يناير ، والسؤال أتحبون العودة لهذا ؟؟؟؟!!! اذا الحل لمشكلة مصر الحالية هى الصندوق فيقوم الحاكم الفعلى للبلاد و هو الفريق السيسى بالدعوة الى استفتاء على بقاء د.محمد مرسى فى الحكم من عدمه و بهذا يكون استند فعلياً الى رأى الناس و يكون الجيش - كما قال السيسى - حقاً مستنداً الى رأى الشعب بأكمله لأننا لا نستطيع أن ننزع الجنسية المصرية عمن هم فى رابعة العدوية أو النهضة أو غيرها من المياديين. و بذلك تتوقف خطابات التخوين المستمرة من الطرفين و ايضا بعد نتيجة الاستفتاء هذا تتوقف الاعتصامات و المظاهرات لمدة معينة يتفق عليها الساسة الذين يحكمون البلاد لنستطيعَ - نحن الشعب - محاسبَتم بعد ذلك بقوة و شدة. مع محاسبة كل من تسبب فى إراقة قطرة دم مصرية حساباً عسيراً ليكون عبرة لغيره ولكن أين هذا فى قضائنا الشامخ ؟؟!!