من المعروف عن الشعب المصري أنه يتحلى بظل خفيف وبروح فكاهية كبيرة وتتجسد هذه الروح على الإنترنت من خلال المنتديات المصرية التي تكتظ بالشباب المصري ليتناقشون فيما بينهم في أحوال وأخبار الرياضة لا سيما كرة القدم . وتكون عادة هذه المنتديات هو النقاش بشكل ساخر في أغلب الأحيان وبدون أي ضغوطات مثل التي تكون على عاتق رجال العمل الإعلامي في كل مكان ولم يكن يتخيل أحد رواد هذه المنتديات أن يكون أشهر شخصية في الوطن العربي بسبب " نكته " قالها بداعي الدعابة والتخفيف من جو المشاحنات بين الجماهير المصرية والجزائرية على الإنترنت . ففي إحدى المنتديات المصرية المهتمة بمتابعة أخبار كرة القدم المصرية والنقاش فيما يخصها فاجئ أحد الأعضاء المشهورين بخفة الظل باقي رواد المنتدى بجلبه لخبر فكاهي ولكنه أحدث ضجة كبيرة تحولت إلى موضوع رأي عام كاد أن يهدد العلاقات الدبلوماسية بين بلدين ! الخبر الذي نشره العضو كان عبارة عن " نكتة كوميدية " ولكن من قرءوا الخبر لم يفهمو ذلك ربما لأن عنوان الخبر وبداية تفاصيله سرقت أعينهم وجعلتهم يهرولون إلى وكالات الإعلام التابعين لها لنشر الخبر دون أن يتحرو الدقة أو حتى يتأكدو من مصدر الخبر الذي كان بأسفل الموضوع . وكان نص العنوان الذي سرق أعين وضمائر الصحفيين وأظهر مدى الجهل والتخبط الذي يسيطر على بعض الصحفيين العرب يقول " ساركوزي : أدعو الرب كل صباح من أجل وصول مصر للمونديال " وكان لهذا التصريح الوهمي لرئيس الجمهورية في فرنسا عامل التنويم المغناطيسي لكل من قرءوه حيث أن حافز السرعة والسبق لنشر هذا الخبر منعهم من تحري الدقة من التأكد من المصدر الذي كان يثير الضحك ولكنه ضحك كالبكاء على حال الإعلام العربي . ولم يخطر ببال هذا العضو أن " النكتة " التي اخترعها سوف تتحول إلى خبر رسمي على أكبر وكالات الأنباء العربية والعالمية في ساعات قليلة جداً , والغريب أن كل من يقرأ هذا الخبر لنهايته سيعلم أنه نوع من السخرية للرد على الأخبار والتصريحات النارية التي تنشر صباح كل يوم على صفحات أعظم الجرائد الرياضية الجزائرية . والمثير للدهشة في هذه القضية هو أن الصحفيون التابعون لوكالات الأنباء والصحف الذين نشرو الخبر ذكرو مصدر الخبر الذي انتقاه العضو بسخرية صارخة وهو" Sefoon Sport " دون أن يخصصو دقيقة واحدة لعمل بحث على اسم المصدر الذي يعني بالمصرية " سيفون " وهو أحد الأدوات الصحية في دورات المياة ! وفي لمح البصر تحول ال " سيفون سبورت " إلى وكالة أنباء عالمية ومصدر قوي لأبرز الصحف الإلكترونية وبعض وكالات الأنباء العربية والعالمية مثل " موقع اليوم السابع " وهو كان المصدر الخصب لمعظم الصحف الجزائرية التي نشرت الخبر على صفحاتها وبعد ذلك فوجئ الجميع بنشر الخبر على موقع شبكة راديو وتليفزيون العرب -إيه أر تي- وموقع الCNN وبعض المواقع الفرنسية . تناول الخبر في وسائل الإعلام أثار غضب الجانب الجزائري وبالأخص جماهير المنتديات التي انهالت في سب رئيس الجمهورية الفرنسي وبعضهم اتهمه بإبن المحتل في إشارة إلى الاحتلال الفرنسي للجزائر والبعض الأخر رأى أنه أمر طبيعي نظراً للعلاقة الوطيدة بينه وبين الرئيس مبارك وزياراته المتكررة لمصر . وطالبت بعض الصحف الجزائرية السفارة الفرنسية بالإعتذار عن هذا التصريح خاصةً وأن محتوى الخبر كان يقول بأن الجالية الجزائرية في فرنسا تثير الشغب والهمجية وتخلف من ورائها القمامة في شوارع باريس . وقبل أن تتحول النكتة إلى أزمة سياسية بين فرنسا والجزائر اكتشف الجميع أنهم وقعو في فخ نصبوه لأنفسهم أو بمعنى أخر وقعو في شر أعمالهم وراحو ضحية " سيفون " ليصدم القاريء ويفاجئ أنه أصبح لعبة بين أيدي أكبر وكالات الأنباء التي أزال مصداقيتها هذا ال " سيفون " .