كتب : علي سمير مساحه اعلانيه ساعات قليلة وتنطلق البطولة التي ينتظرها عشاق الكرة الجميلة والسحر اللاتيني بقارة أمريكا الجنوبية وهي كأس "كوبا أميركا"، المقامة هذا العام في دولة تشيلي وتبدأ بعد غد الخميس. وقبل بداية المسابقة يقدم "كورابيا" نظرة سريعة وشاملة للمجموعات الثلاث التي تتكون منها البطولة. ونتطرق في الحديث هنا عن المجموعة الأولى، والمكونة من تشيلي البلد المنظم وبوليفيا والإكوادور والمكسيك ونبدأ بتشيلي بالرغم من امتلاكها لاعبين كبار على مدار تاريخها، إلا أن تشيلي لم تحرز اللقب ولا مرة واحدة في التاريخ. لكن منتخب ال"لاروخا" لن يجد فرصة أكثر من هذه لكي يقتنص اللقب للمرة الأولى على أرضه ووسط جماهيره، خاصة لامتلاكه لمجموعة مميزة من اللاعبين قادرة على التنافس مع المنتخبات الكبرى مثل البرازيلوالأرجنتين وأوروجواي. مفاتيح اللعب المفتاح الأبرز هو أليكسيس سانشيز مهاجم أرسنال ونجمه الأول منذ انضمامه للفريق الصيف الماضي، وسيعول عليه المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي كثيرا على سانشيز لقيادة هجوم الفريق بنجاح مثلما فعل مع المدفعجية. ويمتلك سامباولي أيضا العديد من اللاعبين الممتازين مثل أرثور فيدال نجم يوفنتوس الذي لا يقل تأثيرا عن سانشيز، والذي يستطيع خلق حالة من التوازن بخط وسط اللاروخا بقدراته الدفاعية والهجومية العالية. بالإضافة أيضا لصمام الأمان والحارس المتألق مع برشلونة كلاوديو برافو، ماوريسيو إيسلا لاعب اليوفي، جاري جاري ميديل مدافع إنتر ميلان، إدواردو فارجاس مهاجم نابولي الذي قضى فترة إعارة مع كيو بي آر في إنجلترا، وأخيرا ثنائي فيورنتينا الخبير ديفيد بيتزارو وصانع الألعاب المهاري ماتياس فيرنانديز. نقاط الضعف : منتخب تشيلي يحتوي على العديد من العناصر المميزة بكافة الخطوط، خاصة في خط الوسط والهجوم، لكن تعتبر العناصر الدفاعية هي الأقل قوة مقارنة مع باقي الخطوط. حظوظ تشيلي طريقها يبدوا ممهدا نحو الدور الثاني بالرغم من مواجهتها الصعبة في البداية مع الإكوادور، قبل أن تذهب لملاقاة الخصم الأصعب بالمجموعة المكسيك ومنها إلى بوليفيا، إلا أن تشيلي تعتبر المرشح الأول لتخطي هذه المرحلة بالمجموعة. المكسيك لم تحصل هي الأخرى على البطولة إطلاقا، بل أنها تشارك فيها ببطاقة دعوة باعتبارها أحد دول اتحاد "كونكاكاف مريكا الشمالية والوسطى" والتي تنطلق بطولتها مباشرة بعد منافسات كوبا أميركا. المكسيك تريد تكرار مستواها المميز في المونديال وستسعى ألا تكون مجرد ضيف عابر على كوبا أميركا، خاصة وأنها لم تغب عن النهائيات منذ مشاركتها الأولى 1993 وحققت العديد من الإنجازات الطيبة بالوصول للنهائي مرتين، قبل أن يسجل الظهور الأسوء له بالنسخة الماضية في الأرجنتين. مفاتيح اللعب المدرب ميجيل هيريرا المدير الفني للمنتخب المكسيكي قام بخطوة مجنونة، حيث أعلن عن فريقين كاملين مختلفين يشارك أحدهما في كوبا أميركا والثاني في الكونكاكاف. هيريرا قرر استبعاد تشيتشاريتو من القائمة المشاركة في البطولة، ربما لإراحته بعد موسم شاق ومحبط مع ريال مدريد والغموض حول مستقبله بعد عودته من الإعارة إلى ناديه الأصلي مانشستر يونايتد. لكن المكسيك لديها قائمة جيدة أبرزها المخضرم رافائي ماركيز، وراؤول خيمينيز مهاجم أتلتيكو مدريد وخيسوس كورونا نجم تفينتي الهولندي، وتضم باقي القائمة مجموعة مميزة من اللاعبين المحليين. نقاط الضعف: قلة خبرة المنتخب المكسيكي "المحلي" صاحب المجموعة الكبيرة من المغمورين، سيواجه صعوبات كبيرة في مجاراة نجوم محترفين في كبار الأندية الأوروبية، مما ينذر بمشوار قصير بالمسابقة. حظوظ المكسيك: لاتبدو جيدة نظرا للقائمة التي يغلب عليها الطابع المحلي، مما يجعل المنافسة مع عمالقة أميركا اللاتينية في غاية الصعوبة. وربما لن يواصل القطار المكسيكي انطلاقته كثيرا بعد التخطي المحتمل للدور الأول، الذي ستبدأ مشوارها فيه بمواجهة بوليفيا ثم تشيلي ومنها إلى الإكوادور. لكن المدرب "هيريرا" يمتاز بالطموح والإصرار الشديد على قلب التوقعات ويريد تكرار أداءه المميز في المونديال الماضي. الإكوادور كسابقتيها لم تحصل على اللقب في أي مناسبة بالرغم من اعتبارها أحد المنتخبات القوية في أمريكا اللاتينية. وتطمح الاكوادور في هذه النسخة لتغيير الصورة السيئة لها ببطولات كوبا أميركا، التي لطالما أخفقت في منافساتها خاصة وأن آخر فوز لها في البطولة يعود لعام 2001 على حساب فنزويلا 4/0، كما أنها دائمة الخروج من الدور الأول منذ بطولة 1997. مفاتيح اللعب القائمة ليس بها العديد من المحترفين المميزين، لكن يأتي أبرزهم أنطونيو فالنسيا نجم مانشستر يونايتد، ريناو إيبارا لاعب فيتيس الهولندي، إينر فالنسيا نجم ويست هام، بالإضافة للجناح الخطير جيفرسون مونتيرو نجم سوانزي سيتي. نقاط الضعف: نفس مشكلة المنتخب المكسيكي، ضعف الأسماء لدى المدرب سيكستو فيزويت وعدم تواجد العديد من النجوم بالإكوادور سيجعل من الصعب وصولها لمراحل متقدمة من البطولة. حظوظ الإكوادور: تشير التوقعات لتنافسها مع المكسيك على حجز المقعد الثاني، بينما يبدو المقعد الأول محجوزا لتشيلي البلد المنظم وزعيم المجموعة المنتظر. وتتيح المجموعة للاكوادور فرصة تعويض الذكريات السيئة والأداء الهزيل في النسخ الماضية، لابتعادها عن المنتخب الكبرى مثل البرازيلوالأرجنتين. الاكوادور تبدأ رحلتها مع تشيلي، ومنها إلى بوليفيا ثم تختتم الدورالاول لمواجهة المكسيك. بوليفيا بالرغم من كونها الحلقة الأضعف بالمجموعة، إلا أن المفارقة تكمن في انها الفريق الوحيد الذي سبق وأن حاز على اللقب عام 1963. المنتخب البوليفي لا يمتلك نجوم كبارا ولا معروفين لمتابعي الكرة العالمية أو حتى اللاتنينية، مما يجعل فرصة ضئيلة جدا لعبور الدور الأول. مفاتيح اللعب تشكيل بوليفيا بقيادة مدربه ماوريسيو سوريا سيكون من لاعبين معظمهم محليين، بينما يأتي أبرز لاعب بالفريق وهومارسيلو مارتينز ذو الأصول البرازيلية أحد أشهر اللاعبين في تاريخ بوليفيا الذي احترف سابقا في إنجلترا وأوكرانيا وألمانيا، بينما يلعب حاليا في شانجتشون ياتاي الصيني. نقاط الضعف : ضعف الأسماء وقلة اللاعبين الكبار بالفريق لا يجعله قادرا على مجاراة فرق أمريكا اللاتينية الكبرى. حظوظ بوليفيا بالرغم من كل النقاط السلبية والتوقعات المتدنية لمنتخب بوليفيا، إلا أنها ستطمح في تحقيق المفاجأة واستغلال كونها منتخبا مغمورا ومجهولا للجميع، لتكرر تجربة كوستاريكا في المونديال والعبور لمراحل متقدمة بالبطولة، لكن نسبة حدوث ذلك تكاد تكون ضعيفة، إلا إذا كررت أدائها في المباراة التاريخية التي اكتسحت فيها الأرجنتين 6/1 بتصفيات كأس العالم 2010. ستبدأ بوليفيا مشوارها في البطولة امام المكسيك ثم الإكوادور والختام أمام تشيلي.