كتب – حازم زايد: مساحه اعلانيه "اذا كان ميسي في أفضل حالاته فلا يمكن لأي دفاع أن يمنع خطورته فقط عليك أن تحاول أن تمنع الكرة من أن تصل إليه" هكذا صرح جوارديولا قبل المباراة وهكذا وضع تكتيكة لمواجهة البارسا ولكن هل يمكنك أن تمنع الكرة أن تصل لميسي لمدة تسعين دقيقة؟ بالطبع لا. جوارديولا يخسر على أرض الكامب نو التي صنع عليها انجازاته وبطولاته وبفضل ميسي الذي كان أحد الأساطير التي جعلت جوارديولا المدير الفني الأفضل على مستوى العالم ولكن كيف حدث ذلك في ربع ساعة فقط انهار فيها البايرن؟ فيما يلي نستعرض أبرز نقاط المباراة التي مهدت طريق البارسا إلي نهائي برلين 2015 : 1- على المستوى التكتيكي ظهر جوارديولا أفضل من نظيره انريكي وكان هو صاحب الفعل واكتفى انريكي برد الفعل معتمداً على المهارات الفردية لميسي ونيمار وسواريز في صناعة الفارق وربما يبدو ذلك حل منطقي من انريكي في ظل الخطورة التي يمكن أن تنتج من الاندفاع الهجومي أمام فريق مثل البايرن. 2- بدأ جوارديولا المباراة محاولاً نقل المعركة إلي وسط الملعب بدلاً من ان يمنح السيطرة للبارسا ويكتفي بالتكتل في وسط ملعبه وحاول القيام بذلك عن طريق زيادة لاعبي وسط الملعب والاكتفاء بثلاثي دفاعي في حالة السيطرة على الكرة ولكن سرعان ما عاد للعب بأربعة مدافعين في الخط الخلفي بعد انفراد سواريز في الدقيقة 13 (شاهد كرة انفراد سواريز) 3- نقل المباراة لوسط الملعب من جوارديولا كان الهدف منها ابعاد ميسي عن المناطق الدفاعية للبايرن وهو ما تحقق في ظل تراجع ميسي للخلف لاستلام الكرة ولكن قدرته على تسليم كرات طولية لنيمار وسواريز وفوارق السرعات بين الثنائي الكتالوني ومدافعي البايرن جعل الخطورة تستمر فقط في حال أن يكون ميسي هو من يمرر الكرة وبالتالي كانت أقل بالطبع من أن يتراجع البايرن ويستسلم لحصار لاعبي البارسا. 4- حين انتقلت الصراع في الملعب إلي منطقة الوسط حاول كل فريق أن يفرض سيطرته عن طريق الانتشار العرضي وهو ما أرهق لاعبي الوسط في محاولة مساعدة لاعبي الأطراف سواء شفاينشتايجر ولام في البايرن أو راكيتيتش وانيستا في البارسا. 5- في اللحظات التي كان البايرن يسيطر فيها على الكرة في وسط الملعب كان دفاع البارسا يتراجع بشكل كبير أمام منطقة الجزاء وامام التمركز السليم للمدافعين وقلة الكثافة العددية لهجوم البايرن ظهرت فرص البايرن نادرة جداً في الشوط الأول باستثناء كرة ليفاندوفسكي التي شهدت الخطأ الوحيد في التمركز من دفاع البارسا (شاهد كرة ليفاندوفسكي). 6- بذل ليفاندوفسكي مجهود كبير كمحطة تبدأ عندها هجمات البايرن ولكن التحضير البطئ وقلة المساندة في ظل وضع مولر على الطرف الأيمن كان يمنع الهجمه من الانتهاء داخل منطقة جزاء البارسا أو بالتحديد عند ليفاندوفسكي المهاجم الصريح القادر على التهديف في البايرن. 7- نجح جوارديولا في نقل المعركة بعيداً عن مرماه وهو ما جعل هجوم البارسا يعاني في التراجع في ظل معاناة انيستا في نقل الهجمة لهم وبالتالي لم يهاجم البارسا بطريقته المعتادة ولم يحاصر البايرن حتى الدقيقة 39 والتي شهدت أول هجمة للبارسا بطريقته المعتادة (شاهد الهجمة). إلي هنا نجح جوارديولا في فرض تكتيكه وظهرت المباراة متعادلة وانتهى الشوط الأول سلبياً ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟ 1- جوارديولا كان مهتم بإحراز هدف يسهل مهمته في مباراة العودة أكثر من اهتمامه بالفوز في المباراة وهو ما جعله يحاول خطف هدف في بداية الشوط الثاني. 2- بدأ جوارديولا الشوط الثاني مسيطراً بشكل كبير عندما تحرك مولر للعمق وساند ليفاندوفسكي وتحرك لام في الرواق الأيمن والكانترا في عمق الملعب بالتبادل مع شفاينشتايجر مع تغطية دفاعية جيدة من ألونسو الا أن التمركز الرائع لدفاع البارسا منع البايرن من تحقيق هدفه. 3- ظل ميسي متراجعاً للخلف محاولاً مساعدة انيستا في نقل الهجمة ولكن الطريقة تحسنت بعد تبادل المراكز بين سواريز ونيمار لخلخلة الدفاع وميلهم لعمق الملعب بشكل أكبر وظهر البارسا قادراً على الوصول بشكل أسرع إلي مرمى البايرن. إلي هذا الوقت من المباراة كان الصراع متكافئ ولكن ماذا حدث بعد ذلك ليتغير شكل المباراة وتنتهي بتلك النتيجة؟ 1- سيطرة البايرن النسبية في بداية الشوط والانتشار العرضي للاعبي البايرن في وسط الملعب كان يضع المسئولية الدفاعية بشكل كبير على ألونسو في محور وسط الملعب مع مساندة من لام وشفاينشتايجر بالتبادل وبالطبع المجهود الكبير للاعبي وسط البايرن من اجل الحفاظ على توازن المباراة انخض مع بداية الدقيقة 75 وهي نقطة تحول المباراة. 2- مع انخفاض المجهود البدني للاعبي البايرن وتراجعهم للخلف جاءت الفرصة للبارسا أن يحاصرهم ويجبرهم على الدفاع ومواجهة خطر ميسي ونيمار وسواريز أمام منطقة الجزاء. 3- جاء الهدف الأول لميسي بطريقة أحرز بها النجم الأرجنتيني أهدافاً كثيرة من قبل ليحل لغز المباراة ويستغل البارسا حالة الارتباك التي ظهر عليها البايرن ليضيف ميسي الهدف الثاني. 4- حاول جوارديولا بتغيير جوتزه قبل الهدف الثاني بدقيقة واحدة أن يعيد التوازن المفقود للبايرن ولكن الهدف الثاني جاء بمثابة الصدمة لتصبح مهمة اعادة التوازن للمباراة أصعب. 5- محاولة البايرن العودة للسيطرة على الكرة والضغط العالي وتقدم الخط الخلفي في ظل حالة الارتباك وعدم التركيز وفوارق السرعات بين دفاع البايرن وهجوم البارسا سمحت للبارسا بالقيام بمرتدة مثالية أحرز منها نيمار الهدف الثالث ليجعل مهمة مباراة العودة شبه مستحيلة. تكتيكيا جاء جوارديولا بأفكار كثيرة وطبق نسبة كبيرة منها ووضح تفوقه على المستوى الفني كمدرب حيث أجبر انريكي على القيام بدور رد الفعل ولكن المواجهة تصبح غير متكافئة حين يعتمد انريكي على ميسي لحل المشاكل بقدراته الفردية وبالتالي ميسي هو من قتل جوارديولا وليس انريكي ، ميسي هو من تفوق على جوارديولا وصنع الفارق القادر على قتل التكتيك.