»الكلوب« قد لا تعرفه الاجيال الجيدة.. باستثناء اهل الارياف الذين لم تصلهم الكهرباء بعد.. أو الذين يعيشون في الاماكن الصحراوية. الكلوب هو مصباح محمول وهو درجة أعلي من لمبة الجاز.. لكن »كلوب« في ايامنا هذه بدون الالف واللام.. هو مدرب ليفربول الرجل الذي احببناه.. حباً في حبه وانسانيته مع محمد صلاح.. وقد اثبت انه من كبار المدربين علما وعملا وخبرة وجدعنة وفهما في مباراة ليفربول مع ساوثهمبتون وكان صلاح قبلها قد تعرض لأزمة نفسية لغيابه عن التهديف المعتاد وهو ضغط علي اللاعب الذي يسعي إلي المزيد من النجاح ويعرف انه في بداية الطريق رغم كل ما حققه في سنة قياسية بمعني الكلمة باسم الله ما شاء الله. كلوب استشعر بما يدور في عقل ونفس لاعبه.. وما يدور ايضا في نفوس زملاء له بالفريق من حقهم ايضا الاجتهاد والاعلان عن قدراتهم خاصة »سادو مانيه« الافريقي و»فيرمينو« البرازيلي.. لذلك اعاد ترتيب ورسم خطته علي اساس ان يلعب صلاح كرأس حربة صريح واعفاه من الواجبات الدفاعية ودفع »بشاكيري« كصانع العاب رغم انه لا يبدأ به المباريات.. وكانت النتيجة رأينا ابتسامة صلاح تشرق في وجهه ولعب بمزاج وان عانده الحظ اكثر من مرة في احراز اكثر من هدف.. خاصة في اللعبة العبقرية التي استخدم فيها كعبه بذكاء ومرت بجوار القائم في غرابة شديدة. المدرب او الباشا المدير الفني.. ليست مهمته فقط ان يلعب برأس حربة واحد او عشرة.. او يتحول إلي اشارجي من خارج الملعب بينما الكباتن بتوعه في دنيا تانية وليست مهمته ان يشخط وينطر.. لكن شطارته أن يلعب كل مباراة بما يناسبها وان يتعامل مع كل لاعب حسب مزاجه ونفسيته وامكانياته.. وكأنه يخوض في اعماقه.. وهذه مدرسة تدريبية نجح من خلالها حسن شحاتة وبها ايضا تميز حسام حسن مع المصري البورسعيدي وان كان استاذها الأول هو الراحل الكبير محمود الجوهري. كلوب العبقري اعلنت الصحف والمواقع انه اعتذر للاعب شاكيري.. ولم يكابر او يعاند لانه تجاهله في وقت ما.. وهي أفعال وسمات الاكابر.. الذين لا يعاندون ويمتلكون ثقافة الاعتذار.. ورغم كونه من المعلمين الافذاذ في دنيا الكرة. لكنه يحاول ويجتهد ان يتعلم ويتعلم.. ويكفي انه غير مسار ليفربول ووضعه في مصاف الفرق الكبري عالميا.. ولهذا كان لاعبنا محمد صلاح ذكيا عندما رفض عروضا من ريال مدريد وبرشلونة وفضل ان يستمر مع ليفربول لانه حقق معه ما لم يحققه مع اي فريق اخر سواء في بازل أو روما أو تشيلسي أو فيرونتينا.. وكان موفقا في ذلك فمن الخير لك ان تكون اميراً مع فريق اقل ولا تكون غفيراً مع فريق من الامراء.. ولهذا اقول من كل قلبي لمديري الكرة تعلموا من »كلوب« ان اردتم النجاح علي اعلي مستوي. ومرة اخري الله ينور يا كلوب الكلوبات! سمير الجمل