شوقى ‬حامد يكتب: تخبط ‬بالجبلاية

يضيف ‬مجلس ‬إدارة ‬اتحاد ‬الكرة ‬إلى ‬رصيده ‬السيئ ‬سوءات ‬مع ‬كل ‬لحظة ‬وكل ‬يوم ‬وكأنه ‬يود ‬أن ‬يطبق ‬المثل ‬الدارج ‬‮»‬يارايح.. ‬أكثر ‬من ‬الفضائح‮«‬.. ‬فلم ‬يكتف ‬مسئولو ‬الجبلاية ‬بسوءاتهم ‬وتجاوزاتهم ‬الفنية ‬والتى ‬تسببت ‬فى ‬ظهور ‬المنتخب ‬الوطنى ‬كملطشة ‬لكل ‬أقرانه ‬من ‬المنافسين ‬بكل ‬الجنسيات ‬فى ‬المونديال.. ‬وإنما ‬أيضاً ‬ارتكبوا ‬حماقات ‬وذلات ‬إدارية ‬ما ‬كان ‬يجب ‬عليهم ‬أن ‬يقترفوها ‬لو ‬أنهم ‬أدركوا ‬مواقعهم ‬القيادية ‬ومراكزهم ‬الرياضية.. ‬جبلاية ‬بلا ‬كبير ‬تظهر ‬كغابة ‬بلا ‬أسد.. ‬كل ‬من ‬فيها ‬من ‬الضوارى ‬والوحوش.. ‬لا ‬يوجد ‬من ‬يضبط ‬حركتها ‬وينسق ‬دورانها.. ‬كل ‬من ‬يستطيع ‬فيها ‬أن ‬يتكسب ‬ولو ‬حتى ‬معنوياً ‬يتصرف ‬بمفرده ‬ويتقرب ‬إلى ‬أصحاب ‬النفوذ ‬على ‬حساب ‬القواعد ‬واللوائح ‬والقوانين.. ‬الغريب ‬أن ‬جميعهم ‬يقولون ‬ما ‬لا ‬يفعلون.. ‬ففى ‬الوقت ‬الذى ‬رفضت ‬فيه ‬الجبلاية ‬وبشدة ‬إدخال ‬التقنيات ‬الحديثة ‬للتقليل ‬من ‬الأخطاء ‬التحكيمية ‬وإحلال ‬بعضاً ‬من ‬العدالة ‬المفقودة ‬وتعللت ‬فى ‬رفضها ‬هذا ‬بالتكاليف ‬الباهظة ‬وندرة ‬التجهيزات ‬الموجودة ‬بالاستادات.. ‬خرجوا ‬علينا ‬مؤخراً ‬بأنهم ‬وافقوا ‬على ‬إضافتها ‬بدءاً ‬من ‬الدور ‬الثانى.. ‬وفى ‬الوقت ‬الذى ‬تحدث ‬فيها ‬المشرف ‬على ‬التحكيم ‬محذراً ‬كل ‬من ‬يتناوله ‬وحكامه ‬بالنقد ‬مؤكداً ‬أنه ‬وهم ‬يشكلون ‬خطاً ‬أحمراً ‬غير ‬مقبول ‬الاقتراب ‬منه.. ‬اعترف ‬مؤخراً ‬بأن ‬معظم ‬الحكام ‬الدوليين ‬ارتكبوا ‬سقطات ‬تحكيمية ‬أثرت ‬على ‬نتائج ‬المباريات ‬وضد ‬الفرق ‬الكبيرة ‬الأمر ‬الذى ‬جعله ‬أىضاً ‬يصرح ‬بأن ‬الدولى ‬نور ‬الدين ‬ومعاونيه ‬تم ‬إيقافهم ‬عن ‬التحكيم ‬لفترة ‬محددة ‬فضلاً ‬عن ‬استبعادهم ‬من ‬إدارة ‬مباريات ‬القطبين ‬وحتى ‬إشعار ‬آخر.. ‬الذلات ‬والسقطات ‬لم ‬تتوقف ‬عند ‬الأعضاء ‬بل ‬طالت ‬الأجهزة ‬الإدارية ‬وعلى ‬رأسها ‬المدير ‬التنفيذى ‬المحمى ‬من ‬رئىس ‬الجبلاية.. ‬لم ‬يكلف ‬نفسه ‬بإخطار ‬المسئولين ‬بالمقاولون ‬عن ‬استقدام ‬طاقم ‬حكام ‬تونسى ‬لإدارة ‬مباراته ‬مع ‬بيراميدز ‬يوم ‬الاثنين ‬الماضى.. ‬وفوجئ ‬ذئاب ‬الجبل ‬بحكام ‬من ‬تونس ‬غير ‬أن ‬المفاجأة ‬التى ‬أربكتهم ‬أنهم ‬أربعة ‬فقط ‬وليسوا ‬ستة ‬كما ‬هو ‬الحال ‬فى ‬كل ‬المباريات ‬منذ ‬بداية ‬الموسم.. ‬ولست ‬هنا ‬لأناصر ‬المقاولون ‬فى ‬مطلبه ‬الذى ‬قد ‬يصل ‬إلى ‬درجة ‬إعادة ‬المباراة ‬لخطأ ‬قانونى.. ‬وإنما ‬أريد ‬فقط ‬أن ‬أدلل ‬بهذا ‬الخطأ ‬على ‬حالة ‬التسيب ‬التى ‬تضرب ‬الجبلاية ‬بكل ‬أرجائها ‬ومختلف ‬عناصرها.. ‬لا ‬يوجد ‬بين ‬هذه ‬الزمرة ‬أى ‬تنسيق ‬أو ‬تعاون.. ‬الحلقات ‬فى ‬هذه ‬المنظومة ‬مفككة ‬ومنفلتة ‬الخلافات ‬عميقة.. ‬والتوجهات ‬مغرضة.. ‬هناك ‬شللية.. ‬يوجد ‬فرقة.. ‬بعضهم ‬ضد ‬بعض ‬هناك ‬جبهة ‬حاكمة.. ‬وأخرى ‬محكومة.. ‬الأولى ‬تتخذ ‬القرارات.. ‬والثانية ‬تبدى ‬الاعتراضات ‬ولا ‬تأبه ‬الأولى ‬بما ‬يصدر ‬من ‬الثانية ‬حتى ‬مهما ‬سعت ‬إلى ‬تصعيد ‬أسلوب ‬التعبير ‬عن ‬اعتراضها ‬وهددت ‬بالاستقالة.. ‬فأسد ‬الجبلاية ‬الورقى ‬يتعامل ‬مع ‬أعضاء ‬جبهة ‬الرفض ‬وكأنهم ‬عرائس ‬مارونيت.. ‬لديه ‬ما ‬يجعلهم ‬فى ‬النهاية ‬يخضعون ‬لإرادته ‬ويستسلمون ‬لمشيئته ‬ويتغافلون ‬عن ‬تصريحاتهم ‬وتهديداتهم ‬وكأنها ‬شيئاً ‬لم ‬يكن.. ‬لم ‬أر ‬أحدهم ‬كرجل ‬موقف.. ‬أو ‬صاحب ‬رأى ‬بل ‬لعلى ‬أراهم ‬سواء ‬الحاكم ‬أو ‬المحكوم ‬وكأنهم ‬ينتظرون ‬رصاصات ‬الرحمة ‬كى ‬يغادروا ‬الجبلاية ‬غير ‬مأسوف ‬عليهم.. ‬لكن ‬متى ‬يتم ‬إطلاق ‬تلك ‬الرصاصات.. ‬وهل ‬ستكون ‬من ‬خلال ‬لجنة ‬التفتيش ‬إياها ‬التى ‬دخلت ‬فى ‬المغارة ‬ولم ‬يصدر ‬عنها ‬أى ‬شىء ‬سواء ‬ما ‬يدين ‬هؤلاء ‬القوم ‬أو ‬حتى ‬يبرئ ‬ساحتهم.. ‬الجبلاية ‬فى ‬حالة ‬متداعية.. ‬ووحوشها ‬فى ‬ثبات ‬وانهيار ‬وتدنى.. ‬وليس ‬أمامنا ‬سوى ‬الصبر ‬على ‬هذا ‬الحال ‬لعل ‬الله ‬أن ‬ينجينا ‬قريباً.‬
شوقى ‬حامد