هذه ‬هى ‬حواء..‬

كان ‬آدم ‬يمشى ‬فى ‬الجنة ‬وحيدا ‬ليس ‬له ‬فيها ‬من ‬زوج ‬يسكن ‬إليها ‬وذات ‬ليلة ‬نام ‬نومة ‬عميقة ‬واستيقظ ‬فوجد ‬عند ‬رأسه ‬امرأة ‬قد ‬خلقها ‬الله ‬من ‬أحد ‬اضلاعه.. ‬من ‬نفسه.. ‬نظر ‬إليها ‬مبهورًا ‬بجمالها ‬وسألها:‬
‬من ‬أنت؟
قالت: ‬امرأة!!‬
قال: ‬ولم ‬خلقت؟!‬
قالت: ‬لتسكن ‬إلىّ.. ‬الم ‬تكن ‬وحيدا ‬فى ‬هذه ‬الجنة ‬تشعر ‬بالوحشة ‬وتبحث ‬عن ‬الانيس؟
ولأن ‬الملائكة ‬تعرف ‬بأن ‬آدم ‬يعرف ‬الاسماء ‬كلها ‬كما ‬علمه ‬ربه.‬
سألوه: ‬ما ‬اسمها ‬يا ‬آدم؟
قال: ‬حواء!!‬
ادهشهم ‬الاسم ‬وسألوا ‬مجددًا: ‬ولماذا ‬هى ‬حواء؟
قال: ‬لانها ‬خلقت ‬من ‬شىء ‬حى.‬
وعاشا ‬فى ‬الجنة ‬وكانت ‬الأوامر ‬الالهية ‬الصادرة ‬اليهما ‬‮»‬لا ‬تقربا ‬هذه ‬الشجرة‮«‬.‬
واستجابا ‬للأمر.. ‬لكن ‬هناك ‬خارج ‬الجنة ‬من ‬كان ‬قد ‬أكل ‬الحقد ‬قلبه ‬وتوعدهما ‬بالغواية.. ‬انه ‬ابليس ‬اللعين ‬المطرود ‬من ‬الجنة ‬شر ‬طردة.. ‬لانه ‬رجيم. ‬ولذلك ‬دخلها ‬عن ‬طريق ‬الحية ‬التى ‬كانت ‬من ‬أجمل ‬الحيوانات ‬لكنها ‬اطاعت ‬ابليس ‬وابتلعته ‬ودخلت ‬به ‬إلى ‬حيث ‬آدم ‬وحواء..‬
كانت ‬الغواية ‬الاكبر ‬من ‬نصيب ‬حواء ‬وأخبرها ‬ان ‬هذه ‬هى ‬شجرة ‬الخلد ‬التى ‬يسير ‬الراكب ‬فى ‬ظلها ‬مائة ‬عام ‬لا ‬يقطعها.. ‬ويقاسمها ‬آدم ‬الغواية ‬فقد ‬وافقها ‬ويشاركها ‬فى ‬المسئولية.. ‬لأن ‬الغضب ‬الالهى ‬شملهما ‬معا.. ‬وبدت ‬لهما ‬سوءاتهما ‬وطفقا ‬يخصفان ‬عليهما ‬من ‬ورقة ‬الجنة..‬
وكأن ‬الخطيئة ‬والوهية ‬تكشف ‬عورات ‬الإنسان ‬حتى ‬امام ‬نفسه.. ‬بدليل ‬أنه ‬لم ‬يلحظها ‬وهو ‬فى ‬ظل ‬الطاعة.. ‬وقد ‬كان ‬لباسهما ‬قبل ‬ذلك ‬من ‬نور.‬
ولما ‬رأى ‬ربنا ‬سبحانه ‬وتعالى ‬ان ‬آدم ‬يبحث ‬عن ‬ورق ‬الجنة ‬ليستر ‬عورته ‬ناداه ‬قائلاً: ‬افرارا ‬منى ‬يا ‬آدم؟
فقال: ‬بل ‬حياء ‬منك ‬والله ‬يارب ‬مما ‬جئت ‬به!!‬
وجاء ‬الأمر ‬الإلهى:‬
‬‮»‬أهبطا ‬منها ‬جميعا ‬بعضكم ‬لبعض ‬عدو‮«‬!‬
ورقص ‬إبليس ‬ابتهاجا ‬بما ‬حققه ‬فى ‬بداية ‬عمله ‬الشيطانى ‬وقد ‬هبط ‬آدم ‬وحواء ‬إلى ‬الأرض.. ‬ليبدأ ‬الصراع ‬المحتدم ‬بين ‬الخير ‬والشر..‬
لكن ‬رحمة ‬الله ‬التى ‬وسعت ‬كل ‬شىء.. ‬شملت ‬الأب ‬آدم ‬بعد ‬ان ‬اعترف ‬بذنبه ‬وأقر ‬به.. ‬وأصابه ‬الندم ‬الشديد ‬وتلقى ‬ادم ‬من ‬ربه ‬كلمات.. ‬كانت ‬هى ‬وثيقة ‬قبول ‬التوبة ‬من ‬الرحمن ‬الرحيم.. ‬ورفع ‬آدم ‬يده ‬داعيا:‬
ربنا ‬ظلمنا ‬انفسنا ‬وان ‬لم ‬تغفر ‬لنا ‬وترحمنا ‬لنكونن ‬من ‬الخاسرين.. ‬ربى ‬أنى ‬ظلمت ‬نفسى ‬فاغفر ‬لى ‬انك ‬خير ‬الغافرين.. ‬اللهم ‬لا ‬إله ‬إلا ‬أنت ‬سبحانك ‬وبحمدك ‬فتب ‬على ‬انك ‬التواب ‬الرحيم!!‬
وتوسل ‬إلى ‬الله ‬بحبيبه ‬محمد ‬صلى ‬الله ‬عليه ‬وسلم ‬وقد ‬رأى ‬اسمه ‬مكتوبا ‬على ‬قوائم ‬العرش ‬مقترنا ‬باسم ‬الله.. ‬الذى ‬قال:‬
صدقت ‬يا ‬آدم ‬ان ‬محمدا ‬أحب ‬خلقى ‬إلىّ ‬ولولاه ‬ما ‬كان ‬خلقى.. ‬وبحقه ‬أغفر ‬لك..‬
‮»‬ثم ‬اجتباه ‬ربه ‬فتاب ‬عليه ‬وهدى‮«‬.‬
سمير الجمل