لم نكد نفرح بتأهل المنتخب الوطني للمشاركة في كأس العالم بروسيا بعد سنوات عجاف طويلة مرت علي قلوب الجماهير وكأنها دهور وليست شهوراً إلا وداهمتنا مشاكل وواجهتنا صراعات وكأن الساحة الرياضية واهلها ليس من حقهم الابتهاج ولو لسويعات قليلة.. صراعات علي كل الاصعدة ومختلف الاتجاهات.. في الاندية بين قياداتها ورجالات اللجنة الاوليمبية حول أمور انتخابية ولائحة استرشادية.. وبين الاندية والاتحاد حول الاخطاء التحكيمية والزلات القانونية.. وعلي مستوي الاجهزة الفنية والتدريبية حيث تمت اقالة خالد القماش واختيار عماد النحاس بدلا منه لتدريب الرجاء وقبول استقالة طارق العشري من انبي وتعيين ايهاب جلال رغم ان الدوري لم يمض عليه اكثر من خمسة اسابيع ويقف كل من استراكا المدير الفني لسموحة ومؤمن سليمان المدير الفني للمقاصة وربما احمد حسام ميدو المدير الفني لدجلة في طابور المهددين بالرحيل لسوء النتائج.. أما التراشقات والمواجهات غير المتكافئة التي زخرت بها الساحات الاعلامية والتي جرت بين حسام البدري المدير الفني للأهلي ولاعبه وكابتن الفريق عماد متعب فقد استحوذت هي الاخري علي افكار وألباب الملايين من الجماهير البعض يظاهر الحزم المفقود في ملاعبنا والغالبية تتعاطف مع النجم الذي يعاني من القلق والتوتر في اخريات أيامه بالملاعب.. ما هذا الهراء الذي يسود ساحتنا؟! ما هذه العشوائية التي تغشي رياضتنا؟! بعد عقود طويلة انتظرنا فيها صدور قانون متطور ومتنور يخرج علينا جهابذة الرياضة المصرية بقانون زاخر بالعوار مليء بالثغرات ويبادر هؤلاء الجهابذة في محاولة منهم لسد الشروخ وغلق الثغرات بإصدار لائحة استرشادية ترفضها الاندية وتفرضها القوي الجبرية فيلجأ البعض لجهات التحكيم المحلية والدولية ويسود الساحة هدوء نسبي كالذي يسبق العاصفة.. وبعد محاولات حثيثة من اهل الجبلاية لتطوير التحكيم وانهاض الحكام من الاحباط والاكتئاب الذي صادفهم نتيجة الادعاءات الكاذبة والشائعات الخاوية التي القاها عليهم البعض ويتهمهم بالرشوة والغرض والمرض نفاجأ باخطاء تحكيمية فادحة لا يرتكبها مبتدئون وليس محترفين.. ويتلاسن بعض رؤساء الاندية المشرفين علي اللجان المختلفة ونتابع وصلات من التهديد والوعيد لا يمكن ان نتابعها في الحواري والازقة بالاحياء العشوائية التي نرنو لإزالتها وتطوير منشآتها.. الساحة الرياضية تعاني الافول وتواجه الضمور لان بعض اعضائها ليسوا من الرياضيين.. انهم غوغائيون منفلتون فوضويون.. كل العالم يمارس الرياضة التي تحض علي التسامي تدفع للتسامح تعمق الاواصر ترسخ الوشائج.. اما عندنا فحدث ولا حرج.. رياضتنا كسيحة كسيرة اسيرة.. ترفض التعامل بهذه المبادئ وتأبي التحلي بهذه المقومات.. فتحدث الانقسامات وتنتشر الاتهامات.. وتتفشي الصراعات.. ولا يبقي إلا أن تحول الرياضة المصرية إلي غرف الافاقة إلي صالات الانعاش لانها تحتضر فلا يمكن لرياضيين في اي بلاد بالعالم حتي المتخلف لا يفرحوا بتأهل منتخبهم لكأس العالم وبعض الانتصارات في الجودو كما حدث مع رمضان درويش بطل العالم وفي الاسكواش عندما فاز علي فرج وزوجته نور الطيب بالبطولة العالمية.. يتركون كل هذا ويحزنون ويتصارعون ويتناحرون علي امور لا تمت للرياضة الحقة والنزيهة بصلة.. استفيقوا يرحمكم الله.