حقق الأهلي فوزا مستحقا علي حساب المصري البورسعيدي في نهائي الكأس في اللقاء الذي جمع بين الفريقين مساء الثلاثاء الماضي وكسر الأهلي عقدته بالفوز بالكأس ال36 في تاريخه والأول له منذ عشر سنوات حيث يعود آخر لقب للأحمر في بطولة الكأس لعام 2007 حين توج باللقب علي حساب الزمالك وقتها. استمرت عقدة المصري الذي كان يبحث عن اللقب الثاني لكنه فشل في الصمود أمام هجوم الأهلي الذي اكتسح المباراة تحديدا في الأشواط الإضافية بعد أن إنهار لاعبو المصري بدنيا بسبب الضغوط البدنية خلال الموسم. حسام البدري المدير الفني للأهلي دخل المباراة بحثا عن تحقيق الفوز الثاني علي حسام حسن حيث التقي المدربان من قبل 6 مرات وكانت البداية في موسم 2009-2010 حينها كان البدري مدربا للأهلي وحسام حسن مدربا للزمالك وتعادل الحسامين ذهابا وإيابا في الدوري في الأولي بدون أهداف وفي الثانية بثلاثة أهداف لكل فريق . أما اللقاء الوحيد الذي خسره البدري علي يد حسام حسن فكان البدري مديرا فنيا لانبي وخسر اللقاء بهدف نظيف لكن المسابقة تم إلغائها في ذلك التوقيت . بينما حقق البدري الفوز علي حسام حسن حين كان مدربا للزمالك في دور ال16 بكأس مصر . وفي لقائي الموسم الماضي في الدور الأول والثاني انتهت المباراتان بالتعادل. أما حسام حسن مدرب المصري فإن طموحه هو تحقيق الفوز الثاني علي البدري علي مستوي مواجهات المدربين كما دخل اللقاء بطموح تحقيق اللقب الثاني له في التاريخ بعدما حقق لقب الكأس 1998 ومنذ ذلك التاريخ غاب المصري عن منصات التتويج وهو ما زاد من سخونة اللقاء قبل انطلاقه. مناورات المدربين في اللقاء جاءت قبل انطلاقه حيث قرر حسام حسن تأخير إعلان التشكيل لما قبل المباراة بنصف ساعة فيما أخفي البدري ملامح التشكيل تماما حيث أعلنه قبل انطلاق اللقاء بساعة. وكانت الجبلاية قد أسندت إدارة اللقاء تحكيميا لطاقم حكام نرويجي بقيادة سفين أودفار موين وويعاونه كيم توماس وماجنوس لاندبرج. البدري فضل الاعتماد علي مجموعة الأساسيين ورفض المغامرة في التشكيل حيث ضم كلا من : في حراسة المرمي : شريف إكرامي في خط الدفاع : رامي ربيعة ومحمد نجيب وعلي معلول وأحمد فتحي في خط الوسط : عمرو السولية وحسام عاشور وعبد الله السعيد ومؤمن زكريا ووليد سليمان في خط الهجوم : جونيور أجاي في الجانب الآخر اعتمد حسام حسن علي أحمد بوسكا في حراسة المرمي وفي خط الدفاع : محمد حمدي وأحمد منصور وإسلام صلاح وكريم العراقي وفي خط الوسط : فريد شوقي وعمرو موسي وعبد الله جمعة ومحمد الشامي وحمادة ناصر وفي خط الهجوم : أحمد جمعة. شوط ممل بداية اللقاء جاءت متوازنة من الفريقين وغلب الطابع الدفاعي والتحفظ علي أداء الأهلي والمصري ولم تظهر أي أنياب هجومية للفريقين حيث اعتمد البدري وحسام حسن علي التأمين الدفاعي خوفا من تلقي هدف مبكر ولم تكمن هناك أي هجمات مؤثرة من الفريقين في بداية هذا الشوط . وجاءت التسديدة الأولي من الأهلي عن طريق عبد الله السعيد في الدقيقة الخاسمة لكن الكرة اصطدمت برأس جونيور أجاي . بعدها بدقيقة سدد كريم العراقي علي مرمي شريف إكرامي لكن الكرة علت العارضة. لجأ حسام حسن في النصف ساعة الأولي لغلق المساحات علي لاعبي الأهلي خوفا من استغلال أجاي ومؤمن زكريا لاندفاع المصري لذا لجأ العميد لدفاع المنطقة مع تراجع لاعبي خط الوسط لأداء لتأدية الدور الدفاعي . وغلب الاندفاع البدني والالتحامات القوية بين الفريقين علي الشوط الأول ومع التزام الفريقين بتعليمات المدربين جاءت أخطر هجمات المصري من ركلة ركنية في الدقيق 24 لكن تدخل الحكم واحتسب تسلل علي مهاجم المصري بعد خروج شريف إكرامي من مرماه. جاءت التسديدة الثانية للأهلي في الدقيقة 34 من المباراة عن طريق مؤمن زكريا الذي سدد الكرة في جسد وليد سليمان لتخرج بسهولة. أطراف الأهلي والمصري لم تؤد الدور الهجومي والتزم أحمد فتحي وعلي معلول من الأهلي بأداء الدور الدفاعي وغابت المساندة الهجومية لمؤمن زكريا ووليد سليمان ولم تظهر أنياب الأهلي الهجومية من الأطراف ومع تحرر أحمد فتحي قام بتنفيذ أول عرضية بعد مرور نصف ساعة حيث لعب أجاي الكرة وحولها بوسكا حارس المصري إلي ركنية. ركنيات الأهلي لم يتم الاستفادة منها نهائيا وغابت الفعالية بالرغم من تواجد أجاي ومحمد نجيب ورامي ربيعة . فيما كانت ركنيات المصري أكثر فعالية علي مرمي شريف إكرامي لكن لاعبيه فشلوا في ترجمة الركلات الثابتة إلي أهجاف لينتهي الشوط الأول سلبيا. أداء متوازن لم يتغير الأداء في الربع ساعة الأولي من الشوط الثاني عن نظيره الأول واستمر الأداء بنفس الوتيرة وعاب لاعبي الأهلي غياب التركيز في اللمسة الأخيرة خاصة من مؤمن زكريا وجونيور أجاي. لجأ البدري للتغير الأول بنزول صالح جمعة بدلا من وليد سليمان في الدقيقة 65 من عمر المباراة وذلك في محاولة من البدري لإحكام السيطرة علي منطقة وسط الملعب. أخطر الهجمات كانت من لعبة منظمة من الأهلي في الدقيقة 67 بعد تحرك جيد من مؤمن زكريا الذي تسلم الكرة خلف دفاع المصري ليمرر الكرة إلي أجاي الذي وضع الكرة داخل منطقة الجزاء في جسد بوسكا قبل أن يتدخل مع الحارس ليلغي الحكم النرويجي الهدف الأول للأهلي ويمنح أجاي إنذار للتداخل مع حارس المرمي ولمس الكرة بيده. سيطرة أهلاوية واضحة علي مجريات اللعب بعد نزول صالح حيث لاحت للفريق أكثر من فرصة كان أخطرها التي لعبها مؤمن زكريا عرضية لكن صالح جمعة لم يتوقعها بشكل صحيح . وظهر عمرو السولية في الدقيقة 78 من عمر المباراة ليسدد كرة قوية أرضية خرجت بجوار المرمي. مسلسل إهدار الفرص من جانب الأهلي استمر وجاءت كرة مؤمن زكريا في الدقيقة 83 بعد تنفيذ عبد الله السعيد صربة حرة مباشرة إلي مؤمن زكريا المنفرد بالمرمي لكنه أطاح بها خارج المرمي. في الدقيقة 90 من عمر المباراة لجأ حسام حسن للتغير الثاني بنزول أحمد كابوريا بدلا من حمادة جلال وذلك بعد أن أجري التبديل الأول اضطراريا في بداية الشوط الثاني بعد إصابة أحمد أيمن منصور حيث أشرك العميد عبد الله بيكا بدلا منه في الدقائق العشر الأولي. مرت الدقائق الأخيرة بسلام علي المرميين لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي ليحتكم الفريقان إلي شوطين إضافيين. أشواط الإثارة الإضافية في الشوط الإضافي الأول وضح التأثر علي لاعبي المصري خاصة في الجانب البدني بعد إصابة أكثر من لاعب بشد عضلي ولجأ البدري للتغيير الثاني بنزول أحمد حمودي بدلا من مؤمن زكريا في الدقيقة العاشرة من الشوط الإضافي الأول الهدف الأول للمصري جاء عن طريق عبد الله بيكا في الدقيقة 102 من عمر المباراة بعد تسديدة قوية علي يمين شريف إكرامي ليسجل هدف المصري الأول. علي وقع الهدف الأول للمصري انتهي الشوط الإضافي الأول رغم محاولات الأهلي الذي أضاع أكثر من فرصة محققة. الأهلي يقلب الطاولة علي المصري في الشوط الثاني الإضافي وتحديدا في الدقيقة 117 بعدما تلقي عرضية من علي معلول لحولها برأسه في شباك المصري معلنا عن تسجيل هدف التعادل لتعود المباراة لنقطة الصفر. أحمد فتحي يعود ليقلب الطاولة علي المصري من جديد بعد أن سجل هدف الفوز في الدقيقة 120 بعد أن تلقي تمريرة سحرية من عمرو جمال ليسجل الهدف الثاني ليقود الأهلي للقب الكأس الغائب منذ 10 سنوات.