علي الرغم من نجاح محمود طاهر رئيس النادي الأهلي في السيطرة مؤقتا علي أزمة المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم حسام البدري. وإعلان ذلك أولا علي لسان البدري الذي أكد أنه مستمر في القلعة الحمراء. لحسم لقب الدوري والمنافسة علي بقية البطولات فإن هذا الأمر تسبب في انفجار آخر لم يكن طاهر يحسب له عندما أجري اتصالا هاتفيا بالبدري واتفق معه علي الخروج وإعلان استمراره وغلق ملف العروض التي يتلقاها من الخارج. موجة الغضب هذه المرة تأتي من لجنة الكرة التي شكلها بنفسه علي أمل أن يكون لها دور في تطوير قطاع كرة القدم بالنادي. والتي تضم اثنين من كبار وشيوخ اللعبة في مصر والقلعة الحمراء وهما أنور سلامه والشيخ طه إسماعيل واللذين أعلنا غضبهما ورفضهما التام لضغوط المدير الفني في الفترة الأخيرة للحصول علي ما يريده وأن هذه السياسة لم يكن مجلس إدارة النادي ليقبل بها بأي شكل من الأشكال مع أي مدير فني يتولي تدريب الفريق. فكانت الإدارة دائما أقوي من أي مدرب أو أي لاعب علي مدار تاريخ النادي. كان اتفاق طاهر مع البدري مؤخرا علي البقاء مقابل تلبية طلباته خاصة المادية. أمرا صادما لعضوي لجنة الكرة. خاصة وأن تصريحات البدري التي هدد فيها بالرحيل من النادي وحديثه عن العروض التي تلقاها كان علي مرأي ومسمع من الجميع. وانتظرا أن تكون هذه التصريحات بداية النهاية للمدير الفني مع النادي. لكن طاهر تعامل مع الأزمة بهدوء شديد ونظر إلي مصلحة الفريق وكيف أن التغيير في الفترة الحالية سيكون تأثيره أسوء بكثير. فالبدري يقدم موسما جيدا مع الفريق الأحمر واقترب من حسم بطولة الدوري نظريا. دون أن يخسر أية مباراة وتأهل لدوري المجموعات من بطولة دوري أبطال أفريقيا ويسيطر علي اللاعبين بشخصيته القوية ورحيله سيكون معناه انفراط العقد في الفترة الحالية. ولن ينجح أي مدرب آخر سواء كان محليا أو أجنبيا في السيطرة علي الوضع وتحقيق طموحات النادي والجماهير بالمنافسة علي اللقب الأفريقي وكذلك البطولة العربية. والأزمة بين البدري ولجنة الكرة لم تكن وليدة اللحظة أو الموقف الأخير وإنما جذورها ممتدة منذ تشكيل اللجنة بعد قدوم البدري بأيام قليلة. وعلي مدار الأشهر الماضية سيطرة سياسة العند علي التعامل بين الطرفين. فالشيئ الذي تطلبه اللجنة من الفريق الأول وجهازه الفني يرفضه البدري. وكانت النتيجة أن تحول فريق الكرة إلي جزيرة معزولة ممنوع اقتراب اللجنة أو أي شخص آخر منها. حتي رئيس النادي نفسه لا يتدخل في الفريق وكل ما يخصه رغم أنه من المفترض المفوض من مجلس الإدارة للإشراف علي الكرة. حتي ملف الراحلين عن الفريق. والصفقات الجديدة وغيرها من المشاكل التي يعاني منها الفريق كالمجمدين علي الدكة . والخارجين من حسابات البدري وغيرها لم يُسمح للجنة الكرة التدخل فيها أو إبداء أي رأي فعلي سبيل المثال طلبت اللجنة منح الفرصة لعماد متعب وعمرو بركات. فكانت النتيجة ابعادهما عن المشاركة لفترة طويلة. وكذلك عندما طلبت اللجنة التعاقد مع لاعبين بعينهم لدعم الفريق رفضهم البدري فضلا عن الأزمة التي حدثت حول قيمة العقد الجديد للبدري. حيث يثق الأخير أن أحد أعضاء اللجنة هو من قام بتسريب هذا الأمر للإعلام. رغم أن هذا كان بموجب اتفاق مع رئيس النادي ورغم رفض اللجنة للرقم الذي يطلبه البدري 600 ألف جنيه شهريا بحجة أنه لم يسبق لأي من أبناء النادي أن وضع هذه الشروط للعمل في أي موقع بالنادي. إلا أن محمود طاهر وافق علي زيادة راتب البدري وما قام به الأخير كان نوعا من الضغوط لإتمام هذه الخطوة رسميا. باختصار لجنة الكرة الحالية في الأهلي وتحديدا أنور سلامة وطه إسماعيل يرون أن ما يحدث معهما نوع من الإهانة لهما ولتاريخهما الكبير كلاعبين ومدربين في النادي وهذه الإهانة مستمرة طالما رضيا بالبقاء في لجنة وهمية لا تعدو كونها ديكور شيك لرئيس النادي شكلها لضبط المنظر العام أمام أعضاء وجماهير الأهلي لكنها في النهاية لا قيمة لها علي أرض الواقع لأنها منزوعة الصلاحيات وهو ما يدفعهما للإستقالة. مثلما فعل من قبل عبد العزيز عبد الشافي عندما شعر أن طاهر يسلم كل شيء للمدير الفني للفريق الأول وقتها الهولندي مارتن يول.. عموما الأيام القليلة المقبلة ستحمل المزيد.