لا يختلف اثنان علي أن البرتغالي مانويل جوزيه هو معشوق الجماهير الحمراء في كل مكان لأنه بالأرقام هو أكثر مدير فني قاد الفريق الأحمر لتحقيق أكبر عدد من البطولات وطوال سنوات عمله في مصر لم تحدث مشكلة له مع الجماهير. وهو مصدر قوة كبير لهذا الرجل.. جوزيه الذي عمل في النادي الأهلي علي ثلاث فترات كان فيها القائد لكل ما يخص كرة القدم في النادي خاصة في الفترة الثانية ما بين 2004 وحتي 2008 والتي شهدت العصر الذهبي للفريق الأحمر والوصول للعالمية بالمشاركة في بطولة العالم للأندية 3 مرات من بينها بطولة 2006 التي حصل فيها الأهلي علي برونزية العالم في اليابان لم يتمكن من تحقيق أي انجاز خارج أسوار القلعة الحمراء. ولم يجد المناخ الذي يساعده علي استكمال مسيرته كمدرب خبير في كل المحطات التي تلت الأهلي سواء مع منتخب انجولا أو اتحاد جدة السعودي وبيروزي الإيراني ومنذ انهاء مسيرته في الدوري الإيراني بالفشل وهو بعيد عن الساحة شبه معتزلا لمهنة التدريب. ولهذا يظهر الساحر البرتغالي - كما لقبته جماهير الأهلي - علي فترات معينة في مصر لزيارة أصدقائه وقلعة الأهلي التي قضي فيها أفضل أيام حياته كمدرب. لكن مع كل ظهور لجوزيه تحدث مشكلات داخل الفريق الأول فدخل من قبل في صدام مع حسام البدري مساعده وشريك نجاحاته كمدير كرة ومدرب عام في جهازه الفني. ثم اصطدم مرة أخري بمحمد يوسف وكان هو الأخر مدربا مساعدا له في أخر فترة عمل بالأهلي قبل رحيله عام 2012 بعد حادث ستاد بورسعيد الشهير. وعلي الرغم من إعلان البرتغالي في أكثر من مناسبة اعتزاله التدريب وتفرغه لحياته الخاصة وأسرته فيما تبقي من عمره. خاصة وأنه وصل لسن السبعين. إلا أنه لا يتوقف عن المحاولة ولا يجد أي غضاضة في إبداء رغبته في العودة مرة أخري لقيادة الفريق الأحمر ويستغل في ذلك علاقاته ببعض المسئولين السابقين وكذلك ضغوط الجماهير الحمراء التي لا تزال تعشقه وتدافع عنه بشكل مستمر. لكن هذه الرغبة لا تلقي قبولا لدي إدارة الأهلي الحالية التي تبنت موقفا ضده لأنه كان الحل السحري للمجلس السابق بقيادة حسن حمدي في الوقت الذي يرغب المجلس الحالي وتحديدا رئيسه محمود طاهر أن يكون له تاريخ مختلف وحلولا خاصة به يذكره بها التاريخ وبالفعل حدث الصدام الموسم الماضي بين جوزيه وطاهر وظهر البرتغالي في أحد البرامج "للتريقة " علي تصريحات طاهر حول عدم التفكير في عودة جوزيه للأهلي لكبر سنه وهو ما فجر غضبا كبيرا من البرتغالي حتي الوقت الحالي. مانويل جوزيه صاحب أكبر عدد من البطولات في تاريخ فريق الكرة بالنادي الأهلي بواقع 20 بطولة " 6 دوري - 4 أبطال أفريقيا - 4 سوبر محلي - 4 سوبر أفريقي - 2 كأس مصر " ظهر مرة أخري في تحليل مباراة السوبر الأخيرة بين الأهلي والزمالك في أبو ظبي بالإمارات وبعد المباراة انتقد حسام البدري المدير الفني الحالي للفريق الأحمر في ادارته للمباراة والتغييرات التي قام بها في الشوط الثاني بشكل مبالغ فيه. وكالعادة تحدث عن نفسه أولا قائلا أنه تمكن من الفوز علي الزمالك في 18 مباراة في مختلف البطولات ومن بينها الفوز بالنتيجة التاريخية 6-1 ثم بدأ انتقاده للبدري قائلا: في مثل هذه المباريات لابد من المجازفة خاصة وأن المنافس "الزمالك " استسلم وعاد بالكامل للدفاع ولا يوجد أي وجود لباسم مرسي مهاجم الزمالك في المباراة ولا أي لاعب أخر. وكان علي البدري عدم اخراج الثلاثي عبد الله السعيد وأحمد فتحي ووليد سليمان لأنهم عناصر تمتلك المقومات اللازمة لتحقيق الفوز حتي اللحظات الأخيرة وكان لابد أن تتم التغييرات للهجوم والدفع بمهاجم يجيد التحرك واستغلال الفرص في منطقة جزاء الزمالك وكان عماد متعب خيارا جيدا لأداء المهمة. لكني فوجئت بأن البدري يجري تغييرات غريبة في الوسط في الوقت اذي يحتاج فيه للهجوم. وكان حسام غالي أكثر هذه التغييرات إثمارا لأنه لاعب يجيد السيطرة وقيادة الفريق في مثل هذه المواجهات ولهذا أري أن الأهلي أضاع من يديه فرصة الفوز علي الزمالك وحصد السوبر. كلام جوزيه حمل البدري مسئولية الخسارة بشكل صريح وفيه مغازلة صريحة لجماهير الأهلي لعقد المقارنات علي السوشيال ميديا والمطالبة بعودته مرة أخري لقيادة الفريق. وفي نفس الوقت لعب علي مشاعر نجمي الفريق اللذان يشعران بالظلم مع البدري وهما حسام غالي وعماد متعب. البدري استقبل انتقادات البرتغالي بغضب شديد. لأنه عمل كثيرا في التحليل ومع ذلك لم يسعي للتقليل من أحد أو النقد بغرض معين وفي حديثه مع اعضاء جهازه أكد أن جوزيه يرغب في العودة للأهلي بأي طريقة ولديه استعداد فعل أي شيئ لتحقيق هذا الهدف. وهو لا يعلم أن أحمد فتحي خرج مصابا من المباراة وأن عبد الله السعيد يعاني من إجهاد عام ولم يكن قادرا علي المواصلة في الملعب وكان لابد من تغييرهما ونزول كل من صالح جمعه وكريم نيدفيد كان للهجوم وظهر هذا بشكل واضح في سيطرة الأهلي علي مجريات اللعب ولو تمكن أجي من تسجيل الفرصة التي صنعها له صالح جمعه "البديل " لما قال جوزيه هذا الكلام. ادارة الأهلي بقيادة محمود طاهر أكدت دعمها الكامل للبدري وجهازه ثقة فيما يقومون به من جهد ظهرت ثماره في وقت قليل. وخسارة السوبر بركلات الترجيح والأهلي كان أفضل في المباراة لن يجعلهم يفكرون في الإطاحة بالجهاز. وفي نفس الوقت هم علي دراية بأن انتقادات جوزيه وراءها غرض معين بالعودة وهذا لن يحدث مهما فعل البرتغالي أو قال في حق الجهاز الحالي أو إدارة النادي.