أصبح عبد الله السعيد. نجم الفراعنة والنادي الأهلي. هو تاجر السعادة للكرة المصرية بسبب أهدافه الحاسمة والمؤثرة في اللحظات الأخيرة وبات يسير علي درب محمد أبو تريكة نجم الكرة المصرية المعتزل في أهدافه القاتلة. عبد الله السعيد بات واحدا من أهم المسجلين للأهداف سواء في الأهلي أو المنتخب. ولا ينسي له الجميع هدفه القاتل في شباك منتخب غانا بتصفيات كأس العالم. وكذلك هدفه القاتل في اللحظات الأخيرة أمام أوغندا ببطولة أمم إفريقيا وهو الهدف الذي أبقي علي آمال الفراعنة في الاستمرار بالبطولة القارية. الجميع بات يشبه عبد الله السعيد في أدائه بأبو تريكة بسبب تلك الأهداف القاتلة والتي أصبحت مخلدة في ذاكرة الجماهير المصرية. حيث التقته "الكورة والملاعب" في الجابون علي هامش بطولة أمم إفريقيا. وتحدث عن الكثير من الأمور التي تخص الفراعنة وهل المنتخب يحتاج لجهود حسام غالي. ولماذا اتهمه البعض بأن مستواه تراجع كثيرا في الفترة الأخيرة. وهل غضب من قرار هيكتور كوبر بأن يضعه بديلا في المباريات الأخيرة بحجة تراجع المستوي. وهي أسئلة أجاب عنها عبد الله السعيد في الحوار التالي: بداية.. ما هو سر أهدافك القاتلة في المباريات الأخيرة؟ هو توفيق من الله في البداية. وأنا أحاول الاجتهاد مع الأهلي والمنتخب وإظهار قدراتي. وأعتقد أنني أجيد التحرك في الدقائق الأخيرة من المباريات وأجد المساحات التي يمكن أن أسجل منها. وهدفي في أوغندا دليل واضح علي التحرك الجيد. والارتداد الهجومي والتحول السريع من أمام منطقة جزاء مصر. إلي قلب دفاع أوغندا في ثواني والتسجيل وهز الشباك بهدف قاتل. ولكن.. أهدافك القاتلة أصبحت كثيرة مؤخرا؟ عبد الله السعيد يضحك. مؤكدا أنه يتمني أن يستمر في التسجيل وهز شباك المنافسين. موضحا أن التفاهم بينه وبين بقية اللاعبين هو سر تألقه اللافت للنظر في الفترة الأخيرة. وإجادته للتحرك السريع والعودة واختيار المكان المناسب في الملعب. مشيرا إلي أنه يتمني أن يكون سببا في سعادة الشعب المصري طوال السنوات المقبلة وأن يظل يسجل هذه الأهداف التي دائما ما تكون في ذاكرة أي مشجع لكرة القدم. وهل تسير علي درب محمد أبوتريكة في أهدافه القاتلة؟ أتمني ذلك. ومن لا يرغب في أن يكون مثل أبو تريكة. أتمني أن أحقق ولو نصف إنجازاته مع الأهلي والمنتخب المصري. فهو لاعب خرافي وكنت أتمني أن يستمر مع الأهلي والمنتخب طويلا حتي أستفيد منه خاصة وأنه من أفضل الشخصيات التي يمكن أن تتعامل معها. تشبيهي بأنني أبو تريكة الجديد هو شيء يدعو للفخر وأتمني أن أكون عند حسن الظن وأن أكون جديرا بهذا التشبيه. كيف تري هدفك القاتل في شباك أوغندا؟ هو واحد من أهم أهدافي علي الإطلاق طوال مسيرتي مع كرة القدم. لأنه أعاد الأمل للشعب المصري في أن يستمر المنتخب في بطولة أمم إفريقيا وروعته أنه جاء في توقيت قاتل. وسأظل أتذكر هذا الهدف كثيرا. وبالطبع يجب ألا ننكر دور محمود كهربا ومحمد صلاح في تسجيل الهدف. فكهربا تسلم الكرة ومررها بشكل رائع لمحمد صلاح. وأعتقد أن خبرات صلاح في أوروبا جعلته ينتظر ولا يتسرع في تسديد الكرة ويمررها لي في المكان الخالي تماما. حتي أسدد بكل قوة وأسجل هدفا سيظل كثيرا في ذاكرتي. وهل بالفعل كنت غاضبا لتواجدك احتياطيا في هذه المباراة؟ أي لاعب يتمني أن يشارك أساسيا في مباريات فريقه سواء مع ناديه أو المنتخب الوطني ومن لا يحزن أنه لم يشارك أساسيا فهو لا يستحق اللعب من الأساس. بالطبع كانت حزينا لأنني لن أكون متواجدا في التشكيل الأساسي. ولكن هناك فارق بين الحزن أنك لن تلعب أساسيا وبين الغضب أو أن تظهر أي رفض لقرارات الجهاز الفني. الأمر مختلف كليا. فهيكتور كوبر. المدير الفني خلال جلسته مع اللاعبين أخبرني أنني لن أكون في التشكيل الأساسي لحساب رمضان صبحي. ورغم حزني إلا أنني التزمت بالقرار وتقبلته لأن مصلحة المنتخب أهم من أي لاعب والمدير الفني هو صاحب القرار النهائي في اختيار التشكيل والتغييرات وعلي اللاعبين الالتزام. ولكنك تألقت بعد نزولك احتياطيا وحصلت علي لقب رجل المباراة؟ هذا ما أعنيه بأن تتقبل قرارات المدير الفني ولا تظهر غضبا رغم حزنك. وكل ما عليك أن تجتهد عندما تأتيك الفرصة. فأنا لم أشارك سوي 30 دقيقة في مباراة أوغندا وحصلت علي لقب أفضل لاعب في المباراة وسجلت هدف الفوز. حيث ركزت بعد استبعادي. وعندما طلب مني المدرب المشاركة في الشوط الثاني كان كل تركيزي كيف أساعد زملائي وبالفعل قدمت أهم 30 دقيقة في مشواري مع كرة القدم وسجلت هدفا سيظل خالدا في ذاكرتي كثيرا لأنه أسعد الملايين من الشعب المصري الذي أتمني أن أسعده وأكون سببا في فرحته دائما. وكيف ترد علي من يؤكدون أن مستواك تراجع مؤخرا؟ هذا كلام غير حقيقي. فأنا صاحب لقب أفضل لاعب في مصر لعام 2016 وقدمت موسما رائعا للغاية مع الأهلي والمنتخب. ومن المستحيل أن تجد لاعبا يحافظ علي نفس مستواه طوال عام كامل. فأنا بالفعل اجتهدت كثيرا في هذا العام وشعرت بالإجهاد خاصة مع توالي المباريات وضغطها في صفوف الأهلي والمنتخب الوطني الأول. ومن الطبيعي ألا أظهر في بعض الأحيان بنفس المستوي. ولكن لا يمكن أن يوصف ذلك بأنه تراجع في الأداء. ويجب أن يلتمس البعض العذر لي لأنني لست آلة في النهاية وبالطبع أشعر بالإجهاد. وهل ترشح المنتخب للتتويج بأمم إفريقيا؟ الأمور ليست بهذه السهولة. أنت تلعب في واحدة من أقوي البطولات في العالم. أمم إفريقيا بطولة غاية في القوة والندية وبها منتخبات عملاقة. ولا يجب أن ننسي أن المنتخب المصري عائد للمشاركة في البطولة بعد غياب استمر لسبع سنوات كاملة. والمجموعة الحالية من اللاعبين لم يشارك منها سوي أربعة لاعبين فقط من قبل في نهائيات أمم إفريقيا وهم عصام الحضري. ومحمد عبد الشافي وأحمد المحمدي وأحمد فتحي. وبالتالي لا توجد الخبرات الكافية لأن يحقق هذا الفريق لقب البطولة رغم أنه يمتلك أهم العناصر علي الإطلاق. معني ذلك أن المنتخب لن ينافس علي اللقب؟ لا أعني ذلك. أؤكد أننا سنقاتل علي لقب البطولة. ولكننا لا ننظر للبطولة حاليا وتركيزنا علي الفوز في كل مباراة نخوضها لأن ذلك في النهاية هو ما سيقودنا إلي تحقيق اللقب. الفوز في كل مباراة هو أملنا وتركيزنا. هذه هي فلسفة هيكتور كوبر مع لاعبي المنتخب. دائما يطلب منا ألا ننشغل بأي شيء غير المباراة التي نخوضها وأعتقد أنها فلسفة رائعة. فنحن نسير في كل مهمة بشكل جيد. هدفنا حاليا هو التتويج بلقب أمم إفريقيا للمرة الثامنة في تاريخ الكرة المصرية. بجانب الاستمرار في المسيرة المميزة بتصفيات نهائيات كأس العالم في روسيا حيث يتصدر المنتخب مجموعته الخامسة برصيد ست نقاط وبات قريبا من تحقيق الإنجاز الذي غاب منذ عام 1990 في مونديال إيطاليا. هل بالفعل تفتقد حسام غالي في المنتخب؟ حسام غالي لاعب رائع للغاية. هو إضافة لأي فريق يلعب في صفوفه. وجوده كان سيكون إضافة بكل تأكيد للمنتخب كما أنه إضافة بالفعل لفريق الأهلي بوصفه القائد الحقيقي. كنت أتمني أن يكون متواجدا مع المنتخب في بطولة أمم إفريقيا ولكن الأمر في النهاية هو قرار الجهاز الفني. الذي يختار العناصر المناسبة لطريقة لعبه وتنفيذ أسلوبه. فاليوم حسام غالي خارج المنتخب وسيعود يوما ما. وأنا نفس الأمر بالنسبة لي فأنا متواجد حاليا ويمكن ألا أتواجد في وقت لاحق. فهذه هي كرة القدم ويجب احترام الأمور في النهاية.