قالوا قديما قيراط حظ ولا فدان شطارة. هذا المثل ينطبق تماما علي أسطورة خط الوسط في النادي الأهلي حسام عاشور. هو لاعب يمتلك ألاف الأفدنة من الشطارة في ناديه لكنه للأسف يفتقد إلي قراط واحد حظ مع المنتخب. قبل كل معسكر أو تجمع للمنتخب يدور السؤال الحائر علي الألسنة لا يجد إجابة .. لماذا لا يلعب حسام عاشور مع منتخب مصر. السؤال مع الوقت تحول إلي فكاهة والفكاهة مع الوقت تحولت إلي نكتة بايخة. الحقيقة لا أعرف ماذا يمكن أن يفعل حسام عاشور أكثر من ذلك ليكسب ثقة أي شخص يجلس علي كرسي المدير الفني للفريق القومي المصري. بدأت أشك أن هناك مارد خفي من الجن يقف عائقا بين عاشور والمنتخب.. فاللاعب يفعل كل شئ مع الأهلي نادي القرن في أفريقيا. كسب معه بطولات بعدد سنوات عمره الثلاثين يلعب أساسيا معظم الوقت. كل مدربي الفريق الأحمر المتعاقبين أجمعوا علي أهمية عاشور كرمانة ميزان يبنون عليها خططهم. هو مثال للجندي المجهول داخل المستطيل الأخضر حتي أنك قد تتخيل أنه ليس مؤثرا في سير المباراة. لا يثير لغطا من اي نوع لكنه يؤدي كل الأدوار الفنية الموكلة إليه من المدير الفني كما هي لا يحب الفلسفة لذلك كان دائما هو اللاعب رقم واحد المحسوم في قائمة كل مباراة وبعده يوضع باقي اللاعبين . لا بد ان يلعب. لا مفر. لا يعرف شكل دكة الإحتياطي إلا في الشديد القوي. هذا حاله في الأهلي النادي الأعظم تاريخا وتتويجا بالبطولات في مصر وأفريقيا. إذن ماذا يحدث في المنتخب. اللاعب لا يقنع أي مدرب للفريق القومي. قد يختاره أحدهم بطريقة تحصيل الحاصل في القائمة المبدئية أو في مباراة ودية أو سهلة لحفظ ماء وجهه ثم عندما نأتي للقائمة الجدية والنهائية التي ستذهب للإتحاد الإفريقي مثلا للمشاركة في بطولة كبيرة مثل أمم أفريقيا بالجابون 2017. يجد عاشور نفسه خارج الحسابات كالعادة. حسام عاشور له كامل الحق أن يصيبه الإحباط من حظه القليل مع منتخب بلاده. لكن بالتأكيد حائط البطولات التي حققها مع الاهلي سوف يكون عزاءه وهو يشاهد إخوانه يلعبون في أرض الجابون وبالتأكيد أيضا سوف يكون أسعد الناس لو رجعوا حاملين الكأس الغالية. فطوبي لخير من أدي دور الجندي المجهول ببراعة علي مدي تاريخ الكرة المصرية ولم يظهر في الكادر إلا قليلا. إنه حسام عاشور.. اللاعب الذي يستحق أن يسبق أسمه لقب الدولي.. لكنه النصيب.