محمد حلمي مدرب صاحب شخصية قوية رفض تماما فكرة التدخل في عمله من جانب أي شخص حتي وإن كان مرتضي منصور رئيس الزمالك نفسه والذي حاول التدخل معه في اختيارات اللاعبين وإجباره علي الاستعانة بالثنائي. أيمن حفني والبوركيني محمد كوفي في مباراة المصري البورسعيدي رغم قراره باستبعادهما بالإضافة إلي الإهانات والاتهامات التي نالت الجهاز الفني عقب تتويج الغريم التقليدي الأهلي. بلقب الدوري الممتاز بشكل رسمي للمرة 38 في تاريخه. ¢الكورة والملاعب¢ تنفرد بأول حوار مع محمد حلمي الذي فضل الانسحاب في هدوء من تدريب الزمالك ورفض الرد علي اتصالات أعضاء مجلس الإدارة قبل أن يعود نزولا علي رغبة رموز القلعة البيضاء. حيث كشف عن موعد اتخاذه لقرار الاستقالة وأسباب التدخلات في عمله من جانب مرتضي منصور. وغيرها من الأمور التي يكشف عنها في الحوار التالي: ** بداية.. قرار رحيلي السابق كان بمثابة المفاجأة للجمهور والإعلام ولكنه لم يكن مفاجأة بالنسبة لي لأنني بالفعل اتخذت قراري قبل فترة ولكن ارتباط الفريق بمباريات هامة وقوية في الدوري الممتاز ودوري أبطال إفريقيا أجبرني علي الاستمرار في المنصب رغم الضغوط اليومية التي كنت أتعرض لها ومحاولات التدخل في عملي والتي كان الفوز في كل المباريات يغطي عليها وينهي الكثير من الأزمات ولكن ما حدث في آخر مباراتين أمام إنيمبا النيجيري والمصري البورسعيدي كان غير محتمل ولا يمكن السكوت عليه وقررت معه الرحيل بشكل نهائي. ** ما لا يعلمه الكثير أنني اتخذت قرار الرحيل قبل مباراة المصري البورسعيدي بعدما فوجئت بتدخلات قوية في عملي. اجتمعت بجهازي المعاون وأكدت لهم أنني لن أكون مع الفريق في الفترة المقبلة وسأتقدم باستقالتي رسميا لأنني شخص لا يقبل أي تدخل في عمله وإذا أراد النادي مدربا يأخذ التعليمات فسأرحل وبالتالي احترمت نفسي وقررت الرحيل نهائيا والقرار كما قلت كان قبل لقاء المصري وحتي في حالة الفوز كنت سأتخذ نفس القرار. ** التدخلات أصبح لا يمكن السكوت عليها ولأنني أحترم نفسي وعملي لم يكن هناك أي فرصة لأن أستمر في هذا الوضع الصعب للغاية. وأقول علي مفاجأة لا يعلمها الجميع أنني اتخذت قرار الرحيل منذ فترة طويلة ولكنني كنت أتأني في اتخاذ القرار حتي أصبح الوضع غير محتمل وبات من الضروري الرحيل لأن الفريق لم يكن سيتحمل الخلافات بيني وبين مرتضي منصور وسيكون الزمالك هو الضحية في النهاية وأعتقدت أنني كسبت نفسي واحترام الجمهور بموقفي ورحيلي بعد هذه النجاحات وفي النهاية عدت فقط من أجل الجمهور واحتراما للرموز الذي طالبتني بضرورة العودة من جديد. ** بداية الأزمة كانت قبل مباراة إنيمبا. حيث قررت استبعاد طارق حامد ومحمود كهربا من الرحلة بعد اشتباكهما في التدريب الأخير قبل السفر ولكن فوجئت بإصرار من رئيس الزمالك بأن يسافر اللاعبان مع الفريق وضغط علي رغم قراري وأكد أنه يعتذر بالنيابة عنهما وأنه قرر توقيع عقوبة مالية كبيرة علي الثنائي بخصم 100 ألف جنيه من مستحقاتهما المالية وبالفعل قررت تأجيل الإعلان عن قائمة المسافرين حتي استجبت لطلبه في النهاية ووافقت علي سفر الثنائي مع الفريق رغم الأزمة الكبيرة في التدريب والاشتباك الذي حدث في وجود رئيس النادي نفسه وتسببت في الإطاحة بعدها بجمال عبد الحميد مدير الكرة قبل أن يعود مرة أخري للمنصب من جديد. ** الأغرب من ذلك أنه بعد رفض أيمن حفني ومحمد كوفي السفر مع الفريق لعدم حصولهما علي المستحقات المالية المتأخرة ورفض حضور التدريب الأخير. فوجئت برئيس الزمالك يتصل بي بمجرد وصول البعثة إلي نيجيريا ويؤكد أنه أنهي أزمة الثنائي وصرف لهما مستحقاتهما المتأخرة وأنهما جاهزان للسفر للانضمام للبعثة. فرفضت تماما وأكدت له أن الفريق لا يحتاج لهما حاليا والمجموعة التي سافرت قادرة علي الفوز في نيجيريا والعودة بنتيجة طيبة تمنح الزمالك بداية قوية في دوري أبطال إفريقيا. ولم أتوقع رده حيث أكد لي أنه ليس من حقي رفض سفر أي لاعب وأن الأمر مسئولية مجلس الإدارة وحقي الوحيد هو إشراكهما في المباريات من عدمه لأنها وجهة نظر فنية في النهاية ولا يمكنه التدخل فيها وأكدت له أنه من الأفضل ألا يرسل اللاعبين لأنهما لن يشاركا وهذه كانت بداية الأزمة الفعلية مع رئيس الزمالك. ** أغرب الأمور التي رأيتها في حياتي أن يتم مكافأة لاعبين تهربا من السفر مع البعثة ورفضا المشاركة في التدريب وأنا يتم صرف مستحقاتهما المتأخرة بالكامل خلال سفر الفريق إلي نيجيريا وهو الأمر الذي أحدث أزمة بالنسبة لي وهبط من الروح المعنوية للاعبين بعد العودة من مباراة إنيمبا حيث أكد الثنائي لبقية زملائهما بالفريق أنهما حصلا علي كافة المستحقات المالية المتأخرة وكان الأمر بمثابة الزلزال داخل الفريق والذي حاولت السيطرة عليه قبل مواجهة المصري البورسعيدي وبالفعل الأمر كان أزمة كبيرة داخل الزمالك. ** قبل مباراة المصري فوجئت بالجهاز الإداري يتصل بي صباح يوم المباراة ويؤكد لي وصول محمد كوفي وأيمن حفني للمعسكر فتعجبت من حضورهما وأكدا أنهما حضرا بناءً علي طلب رئيس النادي ورفضت تماما وجودهما وحتي انطلاق المباراة بلحظات كانت هناك مكالمات من جانب مرتضي منصور لإجبارنا علي إشراك الثنائي في اللقاء ورفضت تماما. ** أعتقد أن التراجع الكبير لمستوي أحمد دويدار خلال مباراة المصري السبب الرئيسي فيه هو ما أحدثه رئيس الزمالك من أزمة بإصراره علي مشاركة كوفي بدلا من دويدار في التشكيل الأساسي ورغم إعلاني التشكيل مبكرا إلا أن الاتصالات التي تلت ذلك وإصرار مرتضي علي موقفه كان سببا رئيسيا في تراجع مستوي دويدار بشكل واضح في اللقاء. ** كل من كان يسألني عن اختياراتي من اللاعبين للموسم الجديد ومن سيرحل ومن سينضم كنت أؤكد أنني منشغل في المباريات وهذا حقيقي لأنني كنت كل مرة أرفض الاستماع للتعاقدات الجديدة في جلسات الإدارة لأنني كنت اتخذت قراري بعدم الاستمرار في المنصب بأي شكل من الأشكال ورأيت أنه من الظلم اختيار لاعبين جدد في حين أنني لن أكون متواجدا علي رأس الجهاز الفني للزمالك. ** أكثر ما كان يحزنني هو إصرار مرتضي منصور علي عقد جلسات شبه يومية مع اللاعبين تستمر بالساعات بدون أي فائدة ويتم الحديث فيها عن أمور لا تهم أي لاعب ويكون هناك خوض في أمور جانبية وفرعية وكنت أرفض هذه الجلسات ولكن مرتضي منصور كان يصر عليها. ومنها جلسات يتم مناقشة أمور مالية تخص اللاعبين بشكل علني غير مقبول بجانب أمور مالية أخري تخص الجهاز الفني رفضتها تماما. ** قرار الرحيل ترسخ في ذهني بشكل نهائي بعد مباراة المصري حيث فوجئت بسيل من السباب والشتائم من جانب مرتضي منصور للجهاز الفني واتهمنا بأننا دبرنا مؤامرة علي النادي حتي يخسر لقب الدوري لصالح الأهلي رغم ما قدمناه ونجاحنا في تقليل الفارق مع الفريق الأحمر الذي كان ضمن التتويج باللقب منذ بداية الدور الثاني من البطولة. ** رد فعل الجمهور أسعدني بشدة ورغم أنني كنت مصرا علي قرار الرحيل إلا أن تدخلات أقرب الناس لقلبي أبو رجيلة والخواجة جعلني أتراجع عن القرار ولو بشكل مؤقت حيث من المنتظر حتي الآن أن أقود الفريق في مباراتي سموحة والأهلي في الدوري ومن بعدها أرحل ليتولي مدرب آخر المهمة نظرا لحساسية الموقف في هذه الفترة. ** أعتقد أن الزمالك تغير شكلا ومضمونا عن الأداء الذي قدمه خلال الموسم الماضي في ظل عدم الاستقرار الفني. ومنذ أن توليت المهمة واجتهدت مع جهازي المعاون لتطوير أداء الفريق وتحسين طريقة اللعب والاستقرار علي التشكيل المناسب للمباريات ورفع معدل اللياقة البدنية للاعبين في الفترة الأخيرة وبالفعل بات فريق الزمالك قويا للغاية وقادرا علي اللعب تحت أي ظرف بدليل تحقيق ثماني انتصارات متتالية مع الجهاز الفني الحالي واللعب في واحدة من أسوأ الظروف في نيجيريا والعودة بثلاث نقاط. ** توليت تدريب الزمالك في ظروف غاية في الصعوبة بعد جهاز فني تمت إقالته وتأكيد علي أن الدوري ذهب بالفعل للأهلي بعدما أصبح الفارق 11 نقطة. وبعد المجهود الضخم المبذول من اللاعبين والجهاز نجحنا في إعادة الفارق إلي خمس نقاط فقط والمنافسة علي اللقب حتي آخر لحظة وأعتقد أن الزمالك يحتاج فقط لبعض الاستقرار الفني حتي يعود قويا ويصبح قادرا علي الفوز بكل الألقاب خلال الفترة المقبلة خاصة وأنه يمتلك بالفعل اللاعبين القادرين علي المنافسة ومواصلة مشوار حصد الألقاب. ** مهمتي الأولي مع الزمالك تمثلت في تغيير أداء اللاعبين وتحسين مستواهم وإعادة عدد كبير من النجوم لمستواه الطبيعي. وبالفعل نجحت في مهمتي الأولي بإعادة محمد إبراهيم لأن يصبح أحد أفضل اللاعبين في الدوري الممتاز ونفس الأمر بالنسبة لمحمد عادل جمعة الظهير الأيسر الذي أظهر قدرات غير عادية مع الفريق تحت قيادتي ونجحت في تطوير أداء محمود كهربا بعد اللعب بعشوائية والذي كان يلعب به في وقت سابق. بجانب إعادة باسم مرسي لسابق عهده وأن يكون أحد أفضل هدافي الكرة المصرية علي الإطلاق. وغيرهم من اللاعبين الذين استعادوا بريقهم مرة أخري. ** أكبر أزمة واجهتني مع الزمالك بعد تولي المسئولية كان الشق البدني لأن الفريق لم يخض فترة إعداد جيدة مع بداية الموسم بعد الراحة الطويلة التي منحها لهم البرتغالي فيريرا المدرب الأسبق والتي أثرت علي شكل الإعداد والتحضير للموسم. وبالفعل كان التعاقد مع مدرب أحمال متميز هو أول مطالبي في تدريب الزمالك وبالفعل تعاقدنا مع رودريجو ونجح في تطوير المستوي البدني للاعبين وهو ما ظهر علي أداء الزمالك بشكل واضح في المباريات الأخيرة ولعل أبرزها مواجهة إنيمبا بعدما خضت اللقاء في ظروف يستحيل أن يلعب فيها فريق كرة قدم وسط ¢بركة¢ من المياه ولكن الجانب البدني وتعليمات الجهاز الفني ساهمت في مساعدة اللاعبين في تحقيق الفوز وحصد ثلاث نقاط غالية.