معلوم ان كل من سيختلف مع احمد شوبير قد يتعاطف مع احمد الطيب . ومن لايستلطف احمد الطيب قد يأتي في صف شوبير . وهناك من لايحب هذا ولاذاك واستراح لوقفهما معا. نبدأ بشوبير .. سواء اختلفت أو اتفقت معه. فلن يستطيع احد في الوسط الرياضي ان ينكر نجاحه في تحويل الاعلام الرياضي من الرتابة والخمول الي التفاعل مع الاحداث. وانه ساهم في زيادة مرتبات مقدمي البرامج الرياضية الي ارقام فلكية. وانه بدأ من الصفر في القناة السادسة. كما لايستطيع احد مهما اختلف مع شوبير انكار انه يجيد لعبة الانتخابات وانه دؤوب في التواصل والعلاقات. مع هذا.. فمسيرة شوبير لاتخلو ابدا من الاخطاء. وهو اول من يعترف بذلك.. يؤخذ عليه فيما مضي. انه سخر برامجه لمصالحه الشخصية حين استضاف معظم رؤساء اندية الدرجة الثانية المتعطشون للاضواء قبيل انتخابات اتحاد الكرة ويشهد له الجميع انه اكتسحها. ومن بعدها لم نري اي ممن استضافهم لا في برامجه ولا غيرها. بنفس المنطق .. يشهد الكثيرون وانا منهم ان احمد الطيب هو كروان التعليق في القنوات العربية وشق طريقه ونجح في اثبات ذاته وسط زخم تنافسي كبير من نجوم التعليق في الشمال الافريقي والخليج العربي. مع ذلك فقد شخصن الطيب مشاكله مع شوبير منذ اعلن ان الاخير منعه من التعليق علي احدي مباريات القمة بين الاهلي والزمالك بعد ان وقع الاختيار عليه من قبل المسؤلون. ومنذ ان قرر اقحام نفسه في منطقة اللهب بالجهر عن زملكاويته والسعي لتكرار ذلك من خلال تعليقات لايجهلها صغير ولاتخفي علي كبير. كما ان الطيب بوصفه رئيسا لمنطقة السويس لكرة القدم ادرك ان نجاح شوبير في انتخابات اتحاد الكرة القادم تعني نهاية ولايته علي الكرة السويسية فانحاز علنا الي حماده المصري مبررا ذلك ان حماده بور سعيدي وهو سويسي. فتشابكت الخيوط وتعددت الاطراف في نزاع ثنائي . لاسيما ان هاني ابو ريدة المرشح لرئاسة الجبلاية ويدخل معه شوبير في قائمة واحدة بورسعيدي ايضا. قد يكون الطيب اعتقد ان الاستقواء بالزمالك سيمكنه من التصدي لشوبير. أو استمع لنصيحة ما باستفزاز شوبير الذي كان من الممكن ان نعذره ونسانده في التصدي لنبرات التحيز واستدعاء ظاهرة التعصب. لكنه لم يعلن عن تركه العمل الا في نهاية الموسم رغم ان الطيب كان موجودا من البداية.!. لاشك ان كلاهما خسر المعركة قبل ان تبدأ.. الطيب خسر جمهور الاهلي. وشوبير خسر الكثير من مكاسبه الاعلامية . الطيب ظهر في شكل لايليق به حين حلف بالطلاق. فخلع بذلك ثوب الوقار واكتسي برداء سوق السمك. وشوبير فقد اتزانه تماما وترك نفسه لنفسه واستسلم لغضبه فتهور علي الهواء. ليظهر كلاهما في مشهدا مذريا لاعلامي يتغني بالريادة. ومعلق ينشد الحفاظ علي تألقه عربيا ومحليا. بالنسبة لي اعرف كلاهما.. واعلم انهما يمتلكان الذكاء الفطري. ويدركان ان هذه المعركة لن يكون فيها منتصر. وانهما في حاجة الي التصالح بعيدا "المسخناتية" في الجانبين وبعيداعن لعبة المصالح .. لأن المصالح والتصالح مصدرهما اللغوي واحد. حسب علمي .. اما ان يتولي هاني ابو ريدة الصلح أو يدفع شوبير الثمن.