رغم حسم الاهلي والزمالك ملف كل منهما فيما يخص المدير الفني الاجنبي لكل فريق.. الا انه ولاول مرة في تاريخ الناديين يمران بهذا المأزق نتيجة الاعتذارات المتتالية من جانب المدربين الاجانب لتدريب القطبين مع انهما اهم فريقين في المحيط العربي والافريقي وكانا باستمرار مطلبا لاي مدرب يرغب في اضافة الكثيرمن البطولات والالقاب الي سيرته الذاتية. فمن ينسي ان مدربا بحجم بونفرير الذي قاد نيجيريا الي منصة التتويج في الاوليمبياد لم يتردد لحظة عام 2002 في تدريب الاهلي وكان قد سبقه قبل سنوات المدرب الاسطورة الالماني ديتريش فايتسا ومن قبله سلفه العظيم هيديكوتي..فيما هرع الهولندي رود كرول والبرتغالي نيلوفينجادا لتدريب الزمالك ومن بعدهما الفرنسي الشهير هنري ميشيل. تلك الاعتذارات مثلت ظاهرة مستمرة في الاسابيع الاخيرة بعد ان اكتشف الناديان فجأة انهما بحاجة الي مدرب اجنبي من اصحاب الاسماء الكبيرة والشخصيات القوية التي تمكنه من ادارة فريقين بحجم الاهلي والزمالك وانهما لن يستطيعا الاستمرار في ظل قيادة محلية ممثلة في عبدالعزيز عبدالشافي في الاحمر.. ومحمد صلاح للابيض. كلا الناديين وبعد مفاوضات شاقة مع اكثر من 15مدربا تاكدا ان الوضع لم يعد كما كان عليه في الماضي وان المدرب الذي كان يتم الاتفاق معه في 24 ساعة يحتاج الي اسبوعين او ثلاثة لمجرد الرد علي ادارة النادي وغالبا ما تنتهي المفاوضات بالفشل. 3أسباب في مقدمة اسباب تلك الاعتذارات والانسحابات الدواعي الامنية حيث يعتمد المدربون الاجانب علي سفارات دولهم في تحديد مدي قبولهم للعرض من عدمه والمثير ان معظم السفارات الاوربية اوصت هؤلاء المدربين ولسبب غير واضح بعدم قبول تلك المهمة كما حدث مع الالماني ماجات الذي لم يجد ما يعتذر به للاهلي سوي الاسباب الاسرية وهو ما دفع الاحمر لوضع شرط قبل التفاوض مع اي مدرب وهو تاكيد قبوله للعرض بغض النظر عن رأي سفارته كما حدث مؤخرا مع الهولندي مارتن يول. السبب الثاني يعود الي المبالغ المالية الطائلة التي يطلبها المدربون الاجانب للتعاقد معهم حيث اصبح سقف التعاقد يتجاوز المائة والخمسين الف دولار وهو مبلغ من الصعب بل ومن المستحيل الوفاء به شهريا خاصة اذا ضفنا عليه ما سيتقاضاه الجهاز المعاون والذي غالبا ما يضم من فردين الي ثلاثه من نفس جنسية المدرب اي ان كلا الناديين سيحتاج الي ما يقرب من مليوني جنيه شهريا لسداد فاتورة جلب مدرب اجنبي له اسم. تلك الدولارات المجنونة جعلت الزمالك يتراجع عن التعاقد مع الامريكي بوب برادلي والاهلي مع الالماني شايفر. اما ثالث الاسباب فهو حالة عدم الاستقرار الاداري والذي كان احد اسباب فشل التعاقد مع الانجليزي هاري ريدناب والذي تصور انه يتعاقد مع الاهلي وعندما اكتشف انه سيتعاقد مع الزمالك اعتذر بشدة بسبب سمعة النادي الابيض في سرعة التخلص من المدربين الاجانب. هذا السبب كان احد اسباب اعتذار البلجيكي ليكنز عن تدريب الاهلي خاصة بعد ان نقل اليه المقربون منه ان المجلس الموجود بالاهلي معين ومن الممكن الاطاحة به في اي لحظة. الفشل الأحمر الاهلي وعلي غير العادة والذي شهد علاقة متميزة دائمة مع المدربين الاجانب تمثلت افضل صورها مع المدرب البرتغالي المخضرم مانويل جوزيه وجدناه قد فشل مرتين علي التوالي في ظل المجلس الحالي في التعاقد مع مدرب اجنبي يمكن الاعتماد عليه في قيادة الفريق لفترة طويلة. الاولي كانت مع الاسباني جاريدو والذي لم يستمر سوي بضعة اشهر مع الفريق تجرع خلالها مرارة خسارة بطولة الدوري والخروج من دوري رابطة الابطال الافريقي فيما تمثلت الثانية في تجربة البرتغالي باسيرو والتي لم تستمر الا لاسابيع معدودة وانتهت برحيل الرجل الي البرتغال وقبوله عرض بورتو الذي كان يفوق ما يتقاضاه في الاهلي بخمس مرات. المصادر داخل القلعة الحمراء اكدت ان اللجنة التي يقودها محمود طاهر رئيس النادي درست اكثر من 200سيرة ذاتية لمدربين وانها تفاوضت بشكل مباشر او غير مباشرمع اكثر من 20 اسما وهو رقم مخيف من الصعب تصديق انه يحدث مع القلعة الحمراء مطلب الاجانب الاول في افريقيا. الاهلي ربما وجد ضالته اخيرا في الهولندي مارتن يول رغم ان مبلغ التعاقد معه يتجاوز المائتي الف دولار الحكاية البيضاء في المقابل نجد ان نادي الزمالك الذي يواصل سعيه الدائم للتعاقد مع مدير فني أجنبي علي مستوي متميز لخلافة أحمد حسام ميدو المدير الفني السابق للقلعة البيضاء والذي تمت إقالته من منصبه بعد مباراة القمة الأخيرة التي خسرها بهدفين نظيفين. واذا كان الزمالك قد نجح علي مدار السنوات الأخيرة في التعاقد مع أسماء قوية للغاية قدمت مستوي طيب مع القلعة البيضاء إلا أن مصيرهم جميعًا في النهاية كان الهروب وعلي رأسهم البرتغالي فييرا والذي نجح المدرب في بناء فريق بأقل الإمكانيات بل وقدم نتائج طيبة مع الفريق. وكسر عقدة الهزيمة من الأهلي ونجح في التعادل مع المارد الأحمر. في المباريات التي جمعتها إلا أنه لم ينجح في الفوز عليه. وكان السبب في هروب المدرب البرتغالي هو تأخر حصوله علي مستحقاته المالية مما جعله يغادر القاهرة إلي الإمارات ولم يعود للقلعة البيضاء مرة أخري. هروب باتشيكو فشل مسئولو القلعة البيضاء في التعاقد مع مدرب أجنبي قوي بعد رحيل فييرا حتي جاء عهد المستشار مرتضي منصور رئيس النادي الحالي ونجح في التعاقد مع باتشيكو لخلافة حسام حسن الذي قدم الفريق معه مستوي متذبذب ليقدم بعدها الفريق مباريات قوية للغاية ويفوز في كل المباريات التي قاده فيها حتي بدأت المشاكل تدب في الفريق بعد تدخل مرتضي في عمل الجهاز الفني بالإضافة لوصول عرض مغري للمدرب من الشباب السعودي الأمر الذي عجل بهروب باتشيكو وترك الزمالك. دوري وكاس فيريرا بعد هروب باتشيكو نجح الزمالك في التعاقد مع مواطنه فيريرا الذي قدم طفرة مع الزمالك. ونجح بعد سنوات طويلة للغاية الجمع بين بطولتي الدوري والكأس حتي عادت المشاكل للفريق وتحديدًا بعد مباراة السوبر التي فاز بها الأهلي علي حساب الزمالك بثلاثة أهداف مقابل هدفين ليبدأ مرتضي منصور في التدخل بحجة إنقاذ الفريق ليقرر فيريرا الرحيل بحجة عدم الحصول علي راتبه لمدة 3 أشهر بالإضافة لوصول عرض مغري من السد القطري ضعف ما يحصل عليه من الزمالك. باكيتا وأقصر رحلة وبعد رحيل فيريرا نجح الزمالك في التعاقد مع البرازيلي باكيتا الذي لم يطول مع الفريق وتمت الإطاحة به بسبب تدهور النتائج ليتم التعاقد مع ميدو الذي لم يختلف عن الذي سبقه وأطاح به مرتضي منصور بعد الخسارة من الأهلي. ودخل الزمالك في دوامة المدربين ويكثف جهوده في الحصول علي خدمات مدرب عالمي مخضرم لا يقل عن الأسماء الكبيرة التي تولت قيادة الفريق خلال الفترة الأخيرة إلا أن مسئوليه يتلقون صفعة وراء الأخري خلال المفاوضات نظرًا لرفض المدربين قيادة الزمالك والذين منهم: پ هاريپيرفض الزمالك دخل مسئولو الزمالك في خط اتصالات ساخن مع المدرب الإنجليزي هاري ريدناب لقيادة القلعة البيضاء. إلا أنه رفض تولي المسئولية. بسبب المقابل المادي الزهيد المعروض عليه حيث طلب من الزمالك مليون ونصف استرليني في الموسم. كما أن تصريحاته أثارت غضب القلعة البيضاء بعدما أعلن أنه يميل لتدريب الأهلي نظرًا لمكانته الإفريقية والعالمية. علي الجانب الآخر حاول مسئولو الزمالك إقناع الألماني شايفر بتولي مهمة تدريب الفارس الأبيض خلال الفترة الحالية خلفًا لميدو. في الوقت الذي كان الأهلي هو الآخر يفاوض نفس المدرب. إلا أن دخول النصر السعودي في خط المفاوضات. أبطل إتمام قبوله لتدريب أحد القطبين نظرًا للمقابل المادي الذي يتفوق فيه النصر السعودي. شروط تعجيزية كان الهولندي مارتن يول هو الآخر علي رادار الزمالك للتعاقد معه. إلا أن المدرب الهولندي بالغ في المقابل المادي ووضع شروط تعجيزية جعلت إدارة القلعة البيضاء تنسحب من المفاوضات دون إتمامها ليحل الاهلي مكانها في اخر اللحظات. في نفس السياق كان أيضًا برادلي المدير الفني السابق للمنتخب الوطني ضمن ترشيحات الزمالك لخلافة ميدو وقام بعضهم بالاتصال بالمدرب الأمريكي لمعرفة رأيه حول تلك المفاوضات إلا أنه أغلق الباب سريعًا وتمسك باستمراره مع فريقه الذي يدربه في الدرجة الثانية بفرنسا. ومع ان الزمالك استطلع رأي الفرنسي دانيال سانشيز المدير الفني السابق للإفريقي التونسي. الذي رحب علي الفور بالمفاوضات الا ان مرتضي منصور رئيس النادي رفض إتمام التعاقد معه نظرًا لضعف السيرة الذاتية للمدرب.