حقا إنه فريق جدير بالاحترام. حقا إنه منتخب يستحق الثناء والشكر والتقدير منتخب ترفع له القبعات إجلالا لعطائه وقدرته واقتداره. منتخب يستحق أن تطوق أعناق لاعبيه بأكاليل الغار والورود والرياحين. فقد رسم منتخب كرة اليد البسمة علي الوجوه وأدخل الفرحة في القلوب بجهد ملموس وعرق مبذول. لقد أثبت منتخب اليد أنه الجدير بالتربع علي عرش القلوب وعرش اللعبة في القارة الأفريقية. جاء فوز منتخب يد الفراعنة عن جدارة واستحقاق ولم يأت بضربة حظ أو عثرة منافس. جاء الفوز وسط أهازيج الفرحة وأغنيات السعادة التي غزت قلوب الملايين من أبناء المحروسة وهم يشهدون الأبطال يصولون ويجولون علي أرضية الصالة المغطاة باستاد القاهرة ليلة الثلاثين من يناير الماضي ويسجلون صفحة ناصعة سطورها من ذهب في سجل الرياضة المصرية. منتخب اليد أحرز اللقب للمرة السادسة علي التوالي. وتأهل للمرة الرابعة للأوليمبياد. كانت مباراته أمام شقيقه التونسي غاية في الحساسية وليس أدل علي ذلك من أن شوطها الأول انتهي لصالح الأشقاء وبفارق هدفين ولكن الطوفان كان شديدا ورهيبا في الشوط الثاني فلم يعط المنتخب الفرصة لمنافسه لكي يتقدم عليه مرة أخري. وكم كان منظرا رائعا واللاعبون تنهمر الدموع من مآقيهم عقب الفوز ساجدين للمولي عز وجل أن هيأ لهم النجاح والتفوق. تحية لمنتخب اليد لاعبين ومسئولين وتحية لكل يد ساهمت في تحقيق الإنجاز واتحاد البطولة التي قال عنها مسئولو المنتخبات المشاركة إن الأمر أصبح صعبا بالنسبة لكل الدول التي تنظم البطولات القادمة. وتحية مضاعفة للجماهير الغفيرة التي احتشدت في مدرجات الصالة تؤازر وتشجع.. هكذا يكون جمهور الرياضة. الجمهور الذي يشرف وطنه أمام ضيوفه. إنه الجمهور الأصيل الذي تعرفه ملاعب الرياضة في مصر فليس الجمهور الذي يسب ويشتم ويردد الألفاظ النابية.. جمهور العدم.. جمهور العار الذي لطخ في اليوم التالي لانتهاء البطولة ثوب الرياضة المصرية وأساء إلي مصر ورموزها ومؤسساتها. وأولا وأخيرا الشكر موصول لرئيس مصر وهو في خضم شواغله في المحفل الأفريقي في أديس أبابا نلمحه يرسل بتحياته للأبطال مقدرا جهدهم وعطاءهم.