ورزقي علي الله ابراهيم داوود بالبركة .. أم بالحركة؟! لماذا تبدأ وتنتهي كل مباريات الكرة طرفنا بالدعوات؟ عودونا علي ذلك منذ أيام رحلة العبارة الشهيرة الي تونس عام 1977حينما افهمونا اننا سنأتي من هناك ب "الديب" من ديله لكننا كما ذهبنا عدنا لا ب"الديب" ولا بديله ولا بأي شيء آخر!!. وقتها كنا ندعو في البيوت ونحن نري الاهداف التونسية تمطر شباكنا واكرامي ومصطفي يونس يكتفيان بالمشاهدة حتي تحول مصطفي يونس بعد هذا اللقاء الي مصطفي تونس!. لكن ماذا كسبنا بعده وماهو الذي استوعبناه من كل تلك الدروس التي مرت بنا؟ استمرت تلك النغمة بطولة بعد اخري لا نملك كل مرة الا الدعاء بينما اللاعبون والاجهزة الفنية يضيعون الفرصة تلو الاخري وكأننا لا نريد ان نتعلم علي الاطلاق من اخطائنا الساذجة والعبيطة . والغريب اننا نجد ذلك يحدث في كل البطولات التي نشارك فيها سواء علي مستوي الاندية او المنتخبات ..بل اننا نتجرع مرارة الخسران منذ سنوات سواء في تصفيات بطولة الامم الافريقية اوحتي في تصفيات كأس العالم الذي لم نعرف الطريق اليه منذ 25عاما ولم نجد عاقلا واحدا يصرخ في وجوهنا جميعا ويقول ان لديه الحل. صحيح ان الاستثناء الوحيد كان مرتين مع الجوهري عام 1990ثم مع حسن شحاتة في السنوات الخمس التي قضاها في المنتخب لكن حتي هذا لا نستطيع ان نعود اليه فالجوهري رحل عن عالمنا وشحاتة رحل هو الآخر ولكن بلا عودة عن المنتخب !! والمثير ان تلك الظاهرة لا ترتبط باسم المنافس فليس مهما ان يكون اسمه الجزائراو غانا او حتي تشاد الكل عندنا سواء يجب مع كل مباراة ان ندعو او نبتهل الي السماء من اجل ان ينقذنا الله من المطب او الفخ او الكبوة او قل اي مسمي تريد فنحن الذين نحضر العفريت في كل مرة ولا نستطيع ابدا ان نصرفه!! . احتياجنا للدعاء والابتهال لا يرتبط كذلك باسم المدرب فقد اعتدنا ان نفعل ذلك مع الامريكي برادلي ثم مع خلفه شوقي غريب واخيرا مع الارجنتيني كوبر. والغريب اننا لا نقتنع ابدا ان عندنا قصوراً أو ازمة فالكل يسير عندنا بالبركة وبدعاء الوالدين وبالخطابات الطائرة من عينة مباراة السنغال اياها ! صحيح ان البركة مطلوبة في الرزق والمال والولد ولكن الحركة مطلبة اكثر لاننا بالاجتهاد وحده سنمتلك الفرصة والامل النجم .. الذي هوي!! جمال هليل * نحن شعب لم يتعود علي النجومية. وإذا شاهد نجماً يسير في الشارع يلتف حوله لالتقاط الصور التذكارية.. المصيبة أن البعض يفعل ذلك لمجرد انه عرف ان هذا نجم سينمائي أو لاعب كرة مثلاً. المهم أن يجمع الصور مع النجوم لنشرها علي الفيس بوك من باب "الفشخرة" كما يقولون!! المهم عندي هو النجم نفسه الذي تغره الدنيا ويمشي في الأرض مرحاً. مغروراً. رافعاً رأسه إلي السماء ولا الطاووس. ولا يدري أن الناس الذي أحبته.. هي نفسها التي تلعنه لغروره. وفي الرياضة حدث ولا حرج عن اللاعب الذي فجأة وجد نفسه بطلاً أوليمبياً. فاختل توازنه العقلي. وزاد الطين بلة أنه حقق ميدالية أولمبية ثانية ففقد عقله تماماً في وقت يطمع فيه للفوز بالميدالية الثالثة وليدخل التاريخ من أوسع أبوابه. اللاعب هو كرم جابر أسطورة المصارعة المصرية والعربية والافريقية صاحب الميداليتين الأولمبيتين. هذا اللاعب منذ بداياته يهوي المشاكل. ويفجرها من داخل اتحاد المصارعة نفسه. يريد ان يتعامل كنجم وهذا حقه. لكنه لا يعرف حقوق النجومية عليه. يريد امتيازات بلا واجبات. ويظن ان الفوز بالميداليتين يعطيه الحق في التعامل بغرور وتكبر حتي علي مجلس إدارة اتحاده. يريد ان يختار مدربه وجهاز تدريبه بالكامل وشقيقه كمدير لأعماله. يريد ان يحدد مكان معسكراته وأن يتولي الصرف علي نفسه من خلال ميزانية الاتحاد.. فسافر إلي أمريكا وكانت المصائب بالكوم. حيث حصل علي مبالغ مهولة من الاتحاد ولم يسددها. وأصبح الآن محولاً للنائب العام بتهمة إهدار ربع مليون جنيه وهناك مطالبة من الفندق الذي أقام فيه بأمريكا لسداد المستحقات للإقامة. لكنه لم يسددها والفندق يطالب اتحادنا بالسداد!! هذا هو النجم العالمي الأولمبي الذي يجب ان نفتخر به أمام العالم.. لكنه فضحنا بكل لغات العالم. ما زاد وغطي من مصائب اللاعب أنه تهرب من كل المحاولات الخاصة بتحليل المنشطات سواء في مصر أو خارجها بالمعسكرات مما دفع الاتحاد الدولي لايقافه لمدة سنتين. ولو كان اللاعب لا يتعاطي المنشطات فلماذا يتهرب ويرفض التحليل؟!! هذا اللاعب كلف مصر الملايين. فضاعت هباء. أقام المعسكرات الخارجية علي مزاجه ولم يحقق أي استفادة منها. ووضع الاتحاد المصري في موقف مؤسف أمام الاتحاد الدولي والذي أوقف اللاعب لمدة عامين وبالتالي لن يشارك في الدورة الأولمبية القادمة. أي ان كل الملايين التي تم صرفها ضاعت هباء. هذا يعني أن هناك قصوراً فكرياً لدي اللاعب أو غروراً نجومياً شل تفكيره وأصابه بعدم الاتزان فرفض الدخول للتحقيقات أو التواصل مع الاتحاد المصري أو الإجابة علي الاتحاد الدولي لإجراء التحليل!! لذلك تم تحويله إلي النائب العام بتهمة إهدار المال العام لكن لا يعنينا الآن ان يسدد ما حصل عليه من دم الشعب المصري.. ولكن المصيبة في عدم إعداد اللاعب المصري نفسياً لتوقع الفوز أو الخسارة. وحياة النجومية التي كثيراً ما تصيب اللاعب المصري بعدم الاتزان وهذا بالفعل ما حدث لكرم جابر الذي أعلن بنفسه السقوط والفشل وتناول المنشطات فالايقاف الدولي وبالتالي ضياع فرصته الذهبية للفوز بالأولمبية الثالثة!! يا خسارة وألف خسارة علي النجم الذي هوي وسقط وفشل!!