حملت الينا بواكير المباريات التي اقيمت في الاسابيع القليلة التي جرت من مسابقة الدوري الممتاز لكرة القدم ظواهر فنية عديدة منها ضحالة المستويات وعدم دقة التمريرات وقلة الطموحات.. غير أن الظاهرة الأبرز والتي تجلت بوضوح تمثلت في الأداء الدفاعي العقيم والسعي لبلوغ نتيجة التعادل المقيت والتي اتبعتها معظم الاندية وهي تلاقي الاقطاب الشهيرة سواء الزمالك حامل اللقب أو الاهلي الطامح فيه.. ففي الاسبوع الأول افلت القطبان من الفخ المنصوب لهما وفاز كلاهما وحصدا ثلاث نقاط ثمينة.. لم يأت الفوز سهلا وميسورا وإنما جاء بشق الأنفس.. الزمالك فاز بهدفين نظيفين علي وادي دجلة الذي ارتبك لاعبوه من ملاقاة البطل فقاوموا علي قدر استطاعتهم لكن لم تسعفهم مهاراتهم أو تشفع لهم امكاناتهم في مواصلة تشكيل ندية إلا في فترات محدودة من اللقاء.. أما الأهلي فجاء فوزه اصعب واشق علي طلائع الجيش الذي نفذ لاعبوه خطة دفاعية محكمة وقف من خلالها معظمهم امام منطقة مرماهم ولم يسمحوا لاصحاب الزي الاحمر من تصعيد الخطورة عليهم إلا في القليل النادر.. ولولا الذكاء المهاري الذي يتحلي به عبد الله السعيد والخطأ القاتل الذي وقع فيه باسم حارس الجيش لما جاء هدف الفوز وبتوفيق شيد ورعاية سماوية واضحة سكنت من خلالهما الكرة الساقطة مرمي الطلائع مسجلة هدف المباراة الوحيد.. لم تطمئن جماهير الأحمر والابيض علي فريقيهما من ضعف ضربة البداية واوجست خيفه من القادم الذي تصورته اصعب واشق وكان تحفظهم في محله عندما خسر حامل اللقب نقطتين ثمينتين في رحلته غير المأمونة إلي أسوان والتي عاد منها بنقطة يتيمة وبتعادل سلبي غريب كان كفيلا بتراجعه في ترتيب الاندية ليكون خلف بعض من حقق فوزين متتالين وبينهم فريق الداخلية المكافح الذي احتل الصدارة عن استحقاق وجدارة.. ليس هذا هو المهم فالتعويض جائز وقائم.. وانما المهم هو الطريقة التي لعب بها اولاد عماد النحاس والتي تعود بنا إلي الطريقة الجوهرية نسبة لشيخ مدربي مصر الكابتن الجوهري رحمه الله والتي كان اللاعبون التسعة يصطفون أمام مرماهم مع ترك مهاجم وحيد في الامام للمشاغبة لعل وعسي أن يأتي الفرج علي قدميه من هجمة مرتدة ضالة.. فشل لاعبو الزمالك فشلا زريعا في اختراق الحائط الدفاعي الصلد الذي صنعه لاعبو أسوان علي طريقة "اعمل حيطه ياولد" ولم تفلح محاولات مرسي وكهربا وحفني وفتحي وغيرهم في انقاذ خسارة الزمالك لنقطتين ثمينتين.. وجاء الدور علي الأهلي بعد ساعة واحدة من سقوط قرينه وجاءت موقعته التي حاول فيها اختراق الحصون الدفاعية للفلاحين شرسة وعنيفة.. تماسك لاعبو المحلة في البداية وتصدوا لمحاولات الشياطين الحمر الهجومية بثبات وشجاعة وحرموهم من هز الشباك معظم فترات الشوط الأول لولا ضربة الجزاء الصحيحة التي عكست رباطة جأش وموهبة عبد الله السعيد في تسديد ركلات الجزاء.. وعبثا حاول لاعبو الاهلي تعزيز فوزهم خاصة بعد التغييرات الهجومية التي أجراها البرتغالي بيسيرو والتي دفع فيها بالثلاثي جمعة وإيفونا وعبدالظاهر.. غير ان هذا التعزيز جاء بقدم المجتهد الموهوب حسام غالي والذي فرض نفسه علي اختيارات الارجنتيني كوبر المدير الفني للمنتخب استعدادا لتشاد.. الأداء الدفاعي الذي اتبعه اسوان والجيش والمحلة أمام فرسي الرهان الاهلي والزمالك يعتبر من الظواهر القديمة والمكررة والتي تحاولها الاندية الضعيفة في مواجهتها للاندية القمية.. وإذا كان الكابتن طارق يحيي وعماد النحاس لم يسمحا باطلاق الحرية لأي لاعب من فريقيهما لغزو الشباك المقابلة فلم يختبر كل من اكرامي والشناوي طيلة أوقات المباراتين.. غير أن الكابتن محمد جنيدي تشجع في الشوط الثاني وطلب من لاعبيه التحرر النسبي وشن هجمات منظمة من اجل تحقيق التعادل فكان ان عاقبه الأهلي بمضاعفة الفوز واحراز الهدف الثاني.. كل ما نتمناه أن تختفي هذه الظواهر السلبية والتي يسعي من خلالها المدربون لخظف نقطة التعادل الثمينة علي حساب الأداء المتوازن وتشكيل ندية فاعلة في المباريات أمام الاقطاب.