تعيين طاهر ابوزيد وزيرا للرياضة كان مفاجأة للكثيرين. لأننا لم نألف أونعتاد علي ان يجلس في هذا المكان نجم كرة قدم منذ ان انشات هذه الوزارة قبل اكثر من خمسين عاما. واقع الحال يؤكد ان هذه هي المرة الأولي التي يجلس في هذا المكان لاعب كرة قدم مشهور ونجم كبير مثل طاهر ابوزيد. لقد كان بعض النجوم يعملون في وزارة الشباب والرياضة مثل الكابتن عادل هيكل ومصطفي وعبده ومحمود حسن نجم الترسانة السابق وغيرهم في وظائف داخل الوزارة ولكن ليس في كرسي الوزير. فور إعلان تعيين طاهر ابوزيد اختلفت الآراء وتباينت في كيفية قدرته علي إدارة هذه المؤسسة الأكثر تعقيدا في الساحتين السياسية والرياضية. خصوصا بعد تنحي العامري فاروق الوزير السابق الذي خلق جدلا كبيرا حوله ودخل في لغط وجدل الأندية الكبيرة وكذلك اللجنة الأولمبية لدرجة جعلته في مرمي المعارضين له مما كاد يعرضه للفتك به في احد المؤتمرات عندما هاجمه الالتراس ولكن الله ستر. من خلال معرفتي بطاهر ابوزيد كزميل في الاهلي وخصوصا بعد اعتزاله اللعب كنت علي يقين بان تعيين نجم كروي أو رياضي في هذا المكان هو افضل شئ لكي نطور الرياضة في مصر. وأنا من مؤيدي فصل الشباب عن الرياضة حتي لا تختلط الأمور ويضيع المجهود في هذين الوزارتين اللتان تجمعان كل المجتمع في مكان واحد. هناك أنشطة شبابية مرتبطة بالسياسة والتربيطات الانتخابية وتاريخ طويل من البيروقراطية وصعوبة اقتلاعها الآن وهناك رياضة وبطولات تحتاج الي وضع برامج احترافية وإدارتها تماشيا مع اللوائح الدولية وقوانينها. لذا فان وزارة الرياضة فقط سوف تكون افضل للكابتن طاهر ابوزيد لكي يقود تغيير وتطهير شامل ويقتلع الروتين الحكومي من الرياضة واستقلالها. وأنا علي يقين من ان كفاءته الرياضية والعلمية والفنية سوف يقود عملية الدفع بالرياضة المصرية الي الطريق الصحيح وسوف تساعده الحكومة واللجنة الأولمبية من خلال اتحادات ها المختلفة. وقد ذهبت الي الكابتن طاهر ابو زيد وهنأته في مكتبه لمدة دقائق لأني لم اذهب لمصلحة أو طلب ولكن لكي نوضح له مساندتنا جميعا كزملاء في ناد واحد ورياضيين حريصين علي إعادة الرياضة في مصر الي وضع افضل إنشاء الله. كان الجميع في الغرفة من ضيوف وزملاء له ينادونه بسيادة الوزير ومعالي الوزير وتوجست في نفسي خيفة هل إناديه بطاهر كزميل أم معالي وسعادة وفخامة الوزير. ولكنني ببساطة وقفت لاودعه وأهنئه مرة أخري مناديه بلقبه الأفضل له ولنا بكابتن طاهر ابو زيد. لان هذا ¢ التايتل¢ أو اللقب هو الدائم الذي سوف يبقي معه بعد الوزارة وكذلك هو الأحب له ولنا جميعا. نعلم ان كابتن طاهر تواجهه أكبر أزمة وهي ملف انتخابات النادي الاهلي وموضوع الثمان سنوات. لذا فقد قرر طاهر أبوزيد إعادة الدعوة من جديد لانتخابات الأندية التي فتح باب الترشيح لها . وربما يمثل ذلك غضبًا شديدًا من الأعضاء الذين رشحوا أنفسهم خلال الانتخابات وإغلاق باب الترشح وربما يلجأ البعض لرفع دعاوي قضائية نظراً لتحملهم مصاريف الدعاية في الانتخابات التي كانت من المقرر عقدها خلال أيام. وقال أبو زيد إن تأخره في إصدار أي قرار حتي الآن لا يعني تفكيره في تأجيل الانتخابات 6 أشهر ولكنه يفضل ألا يتحدث في هذا الأمر إلا بعد أن يدرسه جيدا. وأكد أنه لا حديث نهائيا عن إلغاء بند ال8 سنوات وان هذا الأمر لن يطرح للنقاش وأنه سوف يلغي لائحة العامري فاروق وزير الرياضة السابق وسوف يصدر اللائحة الجديدة قريبا وذلك بعد إجراء بعض التعديلات والإبقاء علي تعديلات أخري أجراها فاروق في لائحته الأخيرة. وقال ايضا إنه سوف يعقد جلسة مع رئيس اللجنة الاولمبية خالد زين من أجل إنهاء أزمة اللائحة وتعارضها مع الميثاق الأوليمبي الدولي وهو يضع مصلحة الرياضة المصرية في المقام الأول مؤكدا أن بند ال8 سنوات لا يتعارض مطلقا مع الميثاق الأوليمبي أو يعتبر تدخلاً حكوميا في الرياضة المصرية وإنما هو حق أصيل للوزارة طالما أنه لا يتدخل في تعديل نتائج الانتخابات. هذا ما عرفناه في الأيام القليلة التي تلت تعيين كابتن طاهر ابوزيد وزيرا للرياضة. هل ياتري سوف يلجأ الوزير طاهر ابوزيد الي نفس الشخصيات والمستشارين الذين أخذوا قرارات من قبل ادخلت الرياضة المصرية في نفق مظلم عندما تدخل الوزير السابق وأشار اليه مستشاريه بقرارات ادخلت العامري فاروق في دوامة لم يخرج منها الا علي منزله مستقيلا. انه طاهر ابو زيد.. فاطمئنوا.
