فضيحة ومأساة ومهزلة وكل ما يمكن أن يقال ينطبق علي ما حدث خلال المؤتمر الصحفي للعامري فاروق وزير الرياضة بقاعة الفروسية باستاد القاهرة. حيث عاش الجميع ربع ساعة ما بين الحياة والموت بسبب اقتحام أكثر من مائة شاب يدعون أنهم ألتراس الزمالك لقاعة المؤتمر الصحفي حاملين الأسلحة البيضاء والشماريخ وخلافه مهددين الجميع بالتوقف عن العمل الإعلامي والتصوير ووجهوا الشماريخ ناحية المنصة التي يجلس عليها وزير الرياضة وسارعوا لتحطيم القاعة ومحاولة الوصول للعامري الذي نجح رجال الوزارة وستاد القاهرة في الهروب به من خلف المنصة وظلت المطاردة حتي سيارته واستمر البعض في القاعة يحطمون كل شيء ويهددون المتواجدين مما أدي لحدوث بعض الاختناقات وكذلك الانهيارات خاصة للاعلاميات السيدات المتواجدات بالمؤتمر وعاش الجميع في ظروف صعبة حتي أن البعض ردد الشهادة وبعدها انصرف المقتحمون للمكان مهددين باستمرار الوضع مرات أخري مؤكدين أنهم لن يهدأوا ضد أحد. وعقب انصراف المقتحمين ظل المتواجدون يبحثون عن كاميراتهم وكذلك أدواتهم وقام البعض بحمل عدد من العاملين بالوزارة الذين اصابتهم اختناقات إلي المستشفي كما قام اخرون بالبحث عن سياراتهم خشية تحطيمها. والعجيب أنه رغم أن هناك تحذيرات من اقتحام الألتراس للمؤتمر إلا أن الترتيبات الأمنية كانت ضعيفة جداً ولم يظهر رجال الشرطة إلا بعد انتهاء الاقتحام والأغرب أن عددهم لا يزيد علي خمسة كما أن أمن الاستاد لم يكن كافياً وبالتالي كان من الممكن أن تحدث حالات وفاة في حالة اعتراض أحد للمقتحمين الذين حملوا المطاوي والشماريخ. ووضح منذ الصباح أن الأمور متوترة بعد المؤتمر الصحفي لممدوح عباس رئيس نادي الزمالك الذي وجه كلمات قاسية للوزير واتهمه بهدم نادي الزمالك وهدده بأنه لن يستطيع أن يفعل شيئاً وأن الجماهير لن تصمت. من ناحية اخري حمل الدهشوري حرب رئيس اتحاد الكرة الأسبق كل من العامري وممدوح عباس مسئولية تفاقم الأحداث والوصول للحالة الحرجة التي حدثت .. كما حمل الدكتور كمال درويش رئيس نادي الزمالك ممدوح عباس مسئولية ما حدث بتصريحاته التي أدلي بها في مؤتمره الصحفي مؤخراً. وعلي صعيد آخر لم يكمل وزير الرياضة المؤتمر الصحفي لاعلان استراتيجية الوزارة واللائحة كما فقد "اللاب توب" الخاص به الذي كان يشرح به الأوضاع بجانب تحطيم قاعة المؤتمر حيث أكد الدكتور أشرف صبحي أن الخسائر المبدئية تتجاوز نصف مليون جنيه. وقبل المؤتمر والأحداث أكد العامري فاروق أنه لن يعلق علي تصريحات رئيس نادي الزمالك وأن هناك نظاماً وقانوناً يحكم الجميع وأن أي تجاوزات مرفوضة ومكانها معروف. في إشارة واضحة إلي مقاضاة رئيس نادي الزمالك لسبه وفقاً لشريط المؤتمر الصحفي ومن المؤكد أن الساعات القادمة ستشهد تحركات للعامري برفع تقرير بالأحداث لكل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزارة الداخلية واتهام رئيس نادي الزمالك بإثارة الجماهير وكذلك من المؤكد أن الموضوع سيشهد تحركات اخري في الاتجاه القانوني. ويؤكد البعض من المقربين للوزير أنه ربما تصل الأمور بصدور قرار بحل مجلس الزمالك وإن كان العقلاء يطالبون بتأجيل هذه الخطوة وخاصة أن المجلس الحالي ستنتهي مدته يوم 28 مايو الحالي وبالتالي لا داعي لاعطائه الفرصة لرفع قضية وربما يصل الأمور لتعطيل الإجراءات. وقد حاول البعض التدخل قبل الحادثة لتقريب وجهات النظر عن طريق استمرار مجلس ممدوح عباس لحين اجراء الانتخابات علي أن تكون خلال يوليو وحتي لا تزداد المشاكل خاصة أن النادي الوحيد الذي ستطبق عليه تشكيل لجنة باعتبار أن مجلس إدارته ستنتهي مدته 28 مايو الحالي وكان من الممكن أن تنجح المحاولات إلا أن تصريحات ممدوح عباس وما حدث بعدها أدي لتفاقم المشاكل. العجيب أن مخطط اقتحام المؤتمر الصحفي كان معلوماً للوزير وللكثيرين قبل المؤتمر ومع هذا لم تتخذ أي اجراءات قوية لمنع حدوث ما حدث. وكان ممدوح عباس قد عقد مؤتمر صحفي وجه خلاله كلاماً صادماً للوسط الرياضي حتي أن بعض أعضاء المجلس حاولوا التدخل دون جدوي في محاولة لتهدئة الأمور وهو الأمر الذي أدي إلي اشتعال الصدام والوصول إلي الانفلات وأدت تصريحات رئيس الزمالك إلي استياء في الوسط الرياضي للوصول إلي هذا الحد من الحوار بجانب التجاوزات الواضحة. وقد أصاب الغضب كل الرياضيين عقب علمهم بما حدث في استاد القاهرة والتجاوزات التي تمت سواء في المؤتمر الصحفي لرئيس الزمالك أو اقتحام المؤتمر الصحفي مؤكدين أن حالة الانفلات ضحيتها الرياضة المصرية وأن نقل الصورة إعلامياً يسيئ لمصر ولابد من وضع حدود ومعاقبة كل من يتسبب في الإساءة لسمعة مصر وخاصة أن هناك ارتباطات خارجية هامة خلال المرحلة القادمة تؤثر عليها هذه الأحداث. ومن المتوقع أن تشهد الساعات القادمة تحركات ضخمة في كافة المستويات لعلاج ما تم ووضع حلول واضحة لضمان عدم تكرار ذلك وللقضاء علي البلطجة. ومن ناحية أخري إعتمد العامري فاروق اللائحة الخاصة بالأندية وتم تطبيق بند الثماني سنوات مما يعني استبعاد الكثير من القيادات الحالية وفي مقدمتهم حسن حمدي والخطيب وتم عودة منصب أمين الصندوق وكذلك تقسيم الأعضاء الي مراحل سنية علي ان يكون الحد الأقصي للترشح 70 سنة والغاء بند التعيين وتقسيم عدد الأعضاء حسب العضوية فوق 20 الف عضو أو أقل وحق من تنطبق عليه اللائحة في الترشح بناد أخر. وتشهد الساعات القادمة تقدم العامري فاروق وزير الرياضة ببلاغ للنائب العام ضد رئيس نادي الزمالك بتهمة إثارة الجماهير والسب والقذف.