من المفترض ان يكون الستار قد اسدل علي مسلسل انتخابات اتحاد الكرة بعد فترة طويلة من الشد والجذب والصراعات بين القوائم الانتخابية المتنافسة. وبغض النظر عن نتيجة ماتم من منافسات في العملية الانتخابية التي تعد الأكثر جدلا في تاريخ الاتحاد منذ تأسيسه عام 1921 ومن فاز أو خسر.. فاي مجلس جديد مطالب بالتكاتف وتنحية الخلافات والرواسب الانتخابية جانبا والعمل بأقصي طاقة من أجل حل العديد من المشكلات والأزمات التي تعاني منها الكرة المصرية التي باتت علي حافة الهاوية بسبب كثرة المشاكل التي ظهرت جلية في ظل توقف النشاط الرياضي في أعقاب مذبحة إستاد بورسعيد. لاسيما ان هناك تحديا كبيرا في ظل تسديد فواتير المجالس السابقة وتولي المسئولية في مرحلة صعبة وحاسمة تحتاج إلي حسم وقرارات جريئة ومدروسة بعناية بعيدا عن التخبط الإداري الذي ساد الجبلاية عقودا طويلة. بدورنا .. نستعرض أبرز خمسة ملفات شائكة تحتاج إلي قرارات سريعة وسليمة من مجلس ادارة الاتحاد المنتخب وهي ملفات لا تحتمل التأخير حتي تعود الرياضة المصرية علي الطريق الصحيح نحو استعادة أمجاد الفراعنة بعد فترة طويلة من التراجع. 1-عودة النشاط.. والعلاقة مع الألتراس مما لا شك فيه أنه أهم وأبرز الملفات التي تنتظر المجلس الجديد الذي يعد ضربة البداية التي يجب أن يبدأ بها المجلس لان عودة واستمرار النشاط الرياضي في ظل الظروف الصعبة الحالية هي أكبر تحد واختبار سيخوضه المجلس الجديد في الوقت الراهن. بعدما أصبحت قضية عودة النشاط الرياضي مجددا ومحاولة إنقاذ صناعة كرة القدم التي توقفت تماما في أعقاب مذبحة إستاد بورسعيد هي الشغل الشاغل للوسط الرياضي في الآونة الأخيرة. خاصة بعدما تأجل بالفعل موعد انطلاق مسابقة الدوري المقرر لها 14 أكتوبر الجاري وفقا لكافة التصريحات الرسمية للمسئولين أكثر من مرة وباتت مهددة بالتأجيل مرة أخري. في ظل فشل المسئولين في اتحاد الكرة ووزارة الرياضة في إيجاد طريقة للتعامل مع روابط الجماهير باعتباره أحد المعوقات التي تقف في طريق عودة مسابقة الدوري من جديد في ظل رفض الألتراس وروابط الجماهير وأسر شهداء مذبحة إستاد بورسعيد لاستئناف النشاط الرياضي مجددا قبل القصاص لأرواح الضحايا الذين سقطوا في موقعة الأربعاء الدامي. وقيامهم باقتحام النادي الأهلي واتحاد الكرة والتظاهر أكثر من مرة رافضين لعودة النشاط الرياضي قبل النطق بالحكم في القضية. 2-الحكام ومستحقاتهم لا اختلاف أنهم أحد أهم عناصر اللعبة وأنهم تعرضوا لظلم وتهميش وتجاهل لعقود طويلة. ولكن أزمات الحكام هي عرض مستمر في كل موسم ولكل مجلس إدارة في الاتحاد. لذا فالعمل علي حل مشاكل الحكام والتخلص من هذا الصداع المزمن سيكون من أولي أولويات المجلس الجديد. في ظل حالة التذمر التي تسود قطاع كبير من الحكام سواء من نتائج الاختبارات الأخيرة التي أجرتها اللجنة برئاسة اللواء عصام صيام والاتهامات التي تلاحقها بالمجاملات. أو من تأخر صرف مستحقاتهم التي تمتد لمواسم ماضية. حيث هدد عدد كبير منهم بالاعتصام داخل مقر الاتحاد في حال عدم الاستجابة لمطالبهم وحقوقهم المشروعة بداية من توفير مستحقاتهم ورفع بدلات الدرجات الأدني وأيضا توفير ملابس للحكام. 3-إعداد المنتخبات الوطنية شهد إعداد المنتخبات الوطنية بمختلف مراحلها في الفترة الماضية تخبط وارتباك واضح في ظل انشغال المسئولين في اتحاد الكرة بأمور أخري حيث وقع المنتخب الوطني فريسة تناحر وخلافات بين الشركات المنظمة للمباريات و تحول إلي سلعة في أيدي الشركة الراعية وإدارة الاتحاد وهو ما كان له أكبر الأثر في عدم تأهل المنتخب لكأس الأمم الأفريقية للمرة الثانية علي التوالي. لذا فإن المجلس الجديد أصبح مطالبا بالاهتمام بكيفية إعداد كافة المنتخبات الوطنية وتلبية طلبات الأجهزة الفنية لها وفي مقدمتها منتخب الشباب بقيادة ربيع ياسين الذي نجح رغم كافة الظروف الصعبة التي عاني منها والإهمال والتجاهل الذي اشتكي منه كثيرا في التأهل إلي نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2013 المقرر إقامتها في الجزائر. وكذلك المنتخب الوطني الأول الذي يستعد حاليا للتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2014. 4-الأزمة المالية.. والخلافات مع الراعية تعد الأزمة المالية الطاحنة التي يمر بها اتحاد الكرة كغيره من المؤسسات الرياضية التي تعاني شبح الإفلاس هي واحدة من أكبر المعوقات التي سيواجهها المجلس الجديد الذي سيكون مطالبا بتوفير موارد وإعانات مادية عاجلة للأندية الفقيرة لتسديد الفواتير الانتخابية وتنفيذ الوعود التي قطعها الأعضاء علي أنفسهم قبل الانتخابات. ورغم الأزمة المالية التي يعيشها اتحاد الكرة في ظل المصروفات المتراكمة مع توقف الشركة الراعية عن سداد أقساط الرعاية والتي تتعدي مبلغ ال5 مليون جنيه شهريا شأنها شأن كل الشركات الراعية للأندية. إلا أن الأزمة قد تتفاقم خلال الأيام المقبلة بين اتحاد الكرة وشركته الراعية خاصة بعدما أصر رئيس الشركة علي استبعاد عمرو وهبي مدير التسويق من الاتحاد رافضا التعامل معه في المستقبل. هذا بالإضافة إلي أن مشاكل الموسم الماضي بدأت تطل برأسها من جديد حتي قبل بداية الدوري وأبرزها أزمة المؤتمرات الصحفية عقب المباريات في ظل عدم اتفاق الطرفان علي حلول لهذه الأزمة وإدعاء الاتحاد أنها ملك له وتمسك الأندية بحقها في وضع إعلاناتها في خلفيات المؤتمرات الصحفية. 5-الهيكلة الإدارية هو أحد الملفات الشائكة داخل الاتحاد والتي فشل فيها المجلس السابق برئاسة سمير زاهر. وأصبح أحد أهم الملفات التي تؤرق المجلس الجديد في ظل حالة الترهل الإداري الذي يعاني منه الاتحاد وزيادة عدد الموظفين والعمال عن طبيعة العمل وهو ما يتطلب إعادة توزيع العمال والموظفين. وأيضا إعادة توزيع الأجور بشكل عادل في ظل التفاوت الواضح والكبير بين الموظفين والعمال وبعض الشخصيات داخل الاتحاد من أصحاب المرتبات الكبيرة التي تصل إلي 20 و 30 ألف جنيه شهريا.