الحمد لله انتهت القمة 106 المزعومة بخير مع نهاية عام 2010 وخرج قطبا الكرة المصرية الأهلي والزمالك حبايب واراحا جماهيرهما وحققا التعادل بدون أهداف ليسعد الجميع والأمن وتخرج جماهير كل فريق راضية عن فريقها فالزمالك سعدت جماهيره باستمراره علي القمة بفارق ست نقاط عن منافسه التقليدي وجماهير الأهلي سعدت بفريقها الذي استعاد الروح وخاصة في الشوط الثاني ولعب شوطا جيدا واستعاد عدد من لاعبيه لمستواهم المعهود مما ينبئ ان الأهلي عائد تدريجيا للمنافسة بعد سلسلة من اهتزاز المستوي. وجاءت المباراة بصفة عامة متوسطة المستوي وخيبت آمال الملايين من عشاق الطرفين ممن كانوا يتوقعون ان يشاهدوا مباراة جيدة لما يضمه الفريقان من نجوم هم بلاشك عماد المنتخب الوطني ولكن للأسف وضح الخوف والحذر علي أداء الطرفين ولهذا غابت المتعة الجمالية علي حساب النواحي التكتيكية والتأمين الدفاعي. وشهد اللقاء أكثر من عنصر مفاجأة فالأهلي أشرك أحمد عادل عبدالمنعم ومحمد طلعت رغم غيابهما الطويل ووضح منذ البداية ان الفريق يلعب للتأمين الدفاعي في البداية لامتصاص حماس لاعبي الزمالك والتركيز علي المراقبة اللصيقة في الثلث الأخير من ملعبهم مع محاولة امتلاك وسط الملعب عن طريق محوري الارتكاز حسام عاشور وشهاب أحمد والاعتماد علي مهارات كل من أبوتريكة ومحمد بركات مع الأجناب أحمد فتحي وسيد معوض وقوة بنيان محمد طلعت ووضح خلال الشوط الأول ان التجانس مفقود وان هناك بطئاً شديداً في التحركات لمواجهة سرعات شباب الزمالك. وفي الشوط الثاني تغير الحال وسيطر الأهلي ووضح تفوق حسام غالي نجم المباراة الأول الذي أعطي شكلا لأداء الأهلي بتحركه للأمام مع امتلاك الأهلي للكرة بجانب حيوية عفروتو بعد نزوله علي حساب بركات الذي مازال بعيدا عن مستواه المعهود وكذلك جاء تغيير جدو بدلا من محمد طلعت لتنشيط الناحية الهجومية بعد الجهد الكبير الذي بذله طلعت لتنشيط الناحية الهجومية واستحق عليه تحية جماهير الأهلي ثم كان التغيير الأخير باشراك أحمد شكري ولكن لم يحصل علي الوقت الكافي وكان مفترضا ان يكون هذا التغيير مبكرا وخاصة ان سيد معوض اختفي في الثلث ساعة الأخير ولم يكن في حالته مما أدي إلي فقدان الأهلي للناحية الهجومية المتميزة من اليسار. أما فريق الزمالك فقد حرص حسام حسن المدير الفني ايضا علي عنصر المفاجأة في تشكيله بالاعتماد علي الشباب واشراك محمد إبراهيم بدلا من أحمد جعفر ووضح ثبات باقي تشكيله ولعب للهجوم من البداية واستغلال السرعات والمساحات الخالية وحيوية شبابه وحرص علي التأمين الجيد باشراك عمر جابر أمام أحمد غانم لسد الجبهة اليمني وحازم امام من امام محمد عبدالشافي للناحية اليسري لعدم اعطاء الفرصة للأهلي للتحرك عن طريق أحمد فتحي وسيد معوض وبركات الذي يتحرك من الجانبين كما وضحت تعليمات الجهاز لمحمود فتح الله والصفتي بالتأمين الدفاعي وعدم التقدم إلا نادرا مع التركيز علي امتلاك وسط الملعب بمحوري الارتكاز إبراهيم صلاح وحسن مصطفي ومعهما حازم امام وعمر جمال للسيطرة خاصة ان الرباعي يتميز بالسرعة والحيوية. وركز في الناحية الأمامية علي اعطاء الفرصة لشيكابالا علي أمل اللعب في مساحات خالية مع سرعته ومعه محمد إبراهيم. ووضح من طريقة اللعب ان الفريق كان الأفضل في الشوط الأول ولكن تغير الحال في الثاني الذي سيطر عليه الأهلي نظرا لهبوط مستوي حسن مصطفي مما أدي إلي استبداله بعاشور الأدهم علي أمل سد الثغرات وكذلك اخراج حازم امام واشراك أحمد جعفر للعب برأس حربة واضح لاستغلال الكرات العالية وايقاف تقدم ثلاثي الأهلي وائل جمعة وشريف عبدالفضيل وحسام غالي. وقبل النهاية اضطر حسام حسن لاستبدال شيكابالا بالناشئ أحمد توفيق لأسباب عديدة من بينها عدم ظهور شيكابالا في الشوط الثاني واستسلامه تماما للرقابة وعدم التحرك كما يجب بجانب محاولة زيادة العدد في وسط الملعب لالغاء سيطرة الأهلي وتقدم حسام غالي ووضح ان شيكابالا غاب تماما هذا الشوط. والنتيجة بكل المقاييس جاءت مرضية للطرفين خاصة ان كلاها لم يكن لديه فرص حقيقية ولم يسع للفوز أو يهاجم بقوة وكلاهما كان حريصا أكثر من اللازم ولم يلعب في الثلث ساعة الأخير بالسرعة الكافية التي تحقق الفوز وكلاها خرج من المباراة راضيا فالزمالك حقق هدفه بالاستمرار علي القمة والحفاظ علي فارق النقاط مع اقتراب الدور الأول علي النهاية حيث يتبقي للزمالك لقاء مع الانتاج الحربي. والأهلي سعيد باستعادة الروح التي تضمن له المنافسة خاصة ان الفريق أمامه لقاء مع مصر للمقاصة وبالتالي يسعي للاستمرارية مع انتظار موقف جهاز الفني الجديد. وتتبقي نقطة رئيسية ان الزمالك لم ينجح ان يحقق أحلام بعض محبيه في الفوز علي الأهلي في ظروفه الصعبة والأهلي نجح ان يسعد جماهيره التي كانت تخشي قبل اللقاء الخسارة وأكد انه قادر علي ان يستعيد مستواه ويحافظ علي نفسه. ونجح حكم المباراة النمساوي روبرت ثورجنهوفر في قيادة المباراة بنجاح رغم كل ما قيل عنه قبل اللقاء وكانت شخصيته جيدة وأدار اللقاء للنهاية بنجاح. وأخيرا انتهت القمة 106 بخير وسعادة مع نهاية عام ولتستقبل عاماً جديداً نأمل ان يكون سعيدا للكرة المصرية وأعتقد ان التعادل ايضا كان سعيدا علي اتحاد كرة القدم وجهاز المنتخب بقيادة حسن شحاتة ليضمن خوض بطولة حوض النيل دون مشاكل وخلافات بين اللاعبين وكذلك جاءت المباراة من أفضل لقاءات الفريقين من حيث الروح الرياضية بين جماهير الفريقين واستحق حسام غالي ان يكون رجل المباراة. لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع ان يخرج الشوط الأول من لقاء القمة بهذا المستوي حتي انه خلال 46 دقيقة هي عمر هذا الشوط لم تشهد الا ثلاث كرات من المكن ان نطلق عليهم خطر الأول في الدقيقة الثالثة لحازم أمام انقذها وائل جمعة قبل ان يسدد حازم والثانية في الدقيقة 37 من الكرة العرضية التي اخطأ عبدالواحد السيد تقديرها وخرج من مرماه لتمر وكان من الممكن ان تكون هدفا والثالثة لمحمد طلعت في الدقيقة 40 التي اخطأ تقديرها لتمر من الجميع الي عبدالواحد السيد.. كما شهد الشوط الأول سيطرة أكثر للزمالك خاصة في الربع ساعة الأولي وانذار وحيد لسيد معوض. أما الشوط الثاني فتغير الحال وسيطر الأهلي وسدد فتحي بجوار القائم وأخري لشهاب انقذها عبدالواحد وثالثة لسيد معوض انقذها أيضا عبدالواحد وهي أبرز ألعاب هذا الشوط الذي استمر 49 دقيقة وشهد ثلاثة انذارات لحسن مصطفي وحسام غالي وإبراهيم صلاح ليتعادل الفريقان حتي في الانذارات ولكل انذاران.