" صدقيني هيجي يوم ومش هتلاقيه قدامك " كانت تلك الكلمة الأخيرة كافيه لتبيد قلبي وتدمر عقلي وتشتت ذهني ,ويضيع مستقبلي وتتوقف أعضائي عن العمل ,بما فيها اليدين والرجلين ,يُشل اللسان وتُعمى العينين , إنه تهديد واضح وصريح من والدي بأنه سيأتي يوم غابر ويحرمني منه !! ولكن كيف ؟ لا أتخيل أن يأتي هذا اليوم , أنه معي دائما , بروحه بقلبه , يخفف عني أحزاني , يرسم الضحكة على شفاهي , يذاكر معي , ويلهو معي , نتفرج على فيلم سوا , أو مسلسل , أو برنامج , يزين لي الدنيا ليجعلني أعشقها , يجعل من التراب قصرا , ومن الفضة ذهبا , يبني معي كياني وذاتي , إنه كالماء والهواء بالنسبة لي , كيف لي أن أحرم منه !! يساعدني في اتخاذ قراراتي , معه قررت أن لا أحادث ليلى مرة أخرى , ومعه قررت أن تكون بديعة هي أنتيمتي, أخبره كل أسراري , لا أخفي عليه كبيرة كانت ولا صغيرة , يعرفني أكثر من أمي , وأقرب إلي من أبي ,يفهمني من نظراتي يعرف رغباتي قبل أن أبوح بها حتى , إنه كياني كله . " منا مش معقولة أجي أشد السفون ألاقيكي سيباه في الحمام حضرتك " كانت جلسه توبيخ ظريفة وشنيعة من والدي , لا أدري ما الحل معي , وأنا أطبخ موجود معي في المطبخ , وأنا ألطخ وجهي بالمكياج أمام التسريحة موجود معي , وأنا آكل على السفرة موجود معي , وأنا أشاهد التلفاز موجود معي , وأنا خارجة مع أصحابي موجود معي , وأنا أذاكر هو معي , ولا أنام إلا وهو بين ذراعي ّ . - " عااااااااااااااااااااااااااا إلحقني يا بابا " -" إيه يا بنتي " -" لابي مش شغال " -" هو إنتي عاوزاه بعد ما جبتهولك من الحمام يشتغلك !! " لا أنكر أن صحته تدهورت الأيام الماضية , وأصبح " بيهنج " كتير , وبيقفل لوحده وبيفتح لوحده , وضوءه خفت , وصار يمنع عني أن أمارس فيه نشاطاتي المختلفة بدءا من الشات والفيس بوك وحتى تصفح الأخبار والمواقع و المذاكرة والنشاط الصحفي , حتى الأفلام منعها , والأغاني مُنعت , وصار لا يقوى إلا على إثبات شخصه الكريم أنه "hp " . لاب توبي العزيز : لا أدري ما الذي يمكنني قوله وأنت بين الحياة والموت عند عمو بتاع الصيانة , أعلم أنهم أناس لا يرحمون , وأنا متأكدة أنهم يعاملوك بشكل غير آدمي , وأنهم – لجهلهم – يعتقدوك مجرد جماد لا يشعر ولا يحس , لا يعرفون أنك أرق وأجمل من عرفته في حياتي . لاب توبي العزيز أرجوك اغفر لي حماقاتي التي أودت بحياتك , وعد إليّ سالما ..... أرجوك . مستخدمتك البائسة : العصماء محمد هاني