كل واحد في البلد دي عارف مكانه، ودوره كويس جدًا. بعض الناس مفتيين ..والبعض مصلحين اجتماعيين..وشوية ملايكة! مش عارفة هل دي أزمة وتعدي ؟،وألا هيظل الوضع كما هو عليه؟ كل واحد شاغل نفسه في مليون حاجة، وهو ناجح في حاجة واحدة منهم وبالكاد! في حالة غريبة كدة .حالة من سيادة الانعدام الخلقي والضميري للمجتمع ككل ،الطموح اللي هو من أسمى الغايات أحيانًا بيداري وراه صورة شيطان جشع ؛عنده استعداد يعمل أي حاجة علشان يوصل لمكانة أو منصب معين ..لدرجة إن البعض بيكون في مكان كويس وطمعان في مكان غيره ؛حتى لو كان مكان بسيط ومش كبير،بس نقول إيه؟"ناس عيونهم فارغة"!،وبعدين نيجي نشتكي من البلد ونغني في وش بعض ونقول مقهورين.. مظلومين..مش واخدين حقوقنا ..مش لاقيين فرص.. إلخ من سياسة "اندب وسمعني"!. الطريف في الموضوع واللي بجد هييجي علينا يوم نضحك عليه جدًا ، اللي بيحصل اليومين دول ،الإرهاب مش جديد علينا ،واحنا مسيحيين مسلمين عارفين وواثقين إننا إيد واحدة ،ده مجملنا ،إن كان فيه قلة عندهم شك في ده ،مش هيأثروا كتير وصوتهم هيتدفن!،ابتدينا نعلق سوء الأوضاع وانحدار مجتمعنا على شماعة الإرهاب !! موهومين قوي ،ومساكين قوي قوي !،عمالين نعيش في دور لا دخل لنا به ،من وجهة نظري الشخصية إن الإرهاب نفسه مش بيتحمس لأي عملية بينفذها في البلد دي دلوقتي!،بطالة وفقر وغش وتحرش .........كفاية كده احنا عارفين الباقي رفقًا بيا بس علشان أقدر أكمل ! أنا كبنت حزينة جدًا على حالي وحال بنات كتير غيري ،لما أخرج من البيت وأنا محجبة وملتزمة بحجابي ، مع العلم بإني مقتنعة إن اللبس حرية شخصية لكن أنا باتكلم على اعتبار إن في عقليات بتحسبها كده !،وأسمع كلمة من أي إنسان تافه ممكن جدًا تخلي يومي كله قاتم وسخيف!،أو أتعرض لأي موقف أكثر سخافة، ولما أتكلم يتقال لي بنت زيك تخرج ليه من بيتها؟،وكمان لما أقرر أشارك في أي نشاط مهم وأعرف إني مش هاقدر أرجع بيتي قبل 10 بالليل،وطبعًا يترفض من البيت تمامًا إني أرجع لوحدي في ميعاد زي ده، فلازم حد كبير من أسرتي ييجي يروح معايا على اعتبار إني طفلة مثلاً !، مش هانكر إن ده بيضايقني ،لكن مش هانكر كمان إني بقيت مش بآمن على نفسي فعلاً إني أرجع البيت لوحدي في ميعاد زي ده!،خلاص ما بقيتش أحس بأمان في شوارع بلدي، ودي بالنسبة لي كارثة إنسانية !،ابن بلدي اللي المفروض يحميني ويدافع عني ..بقى هو مصدر الإزعاج والرهبة ليا! قرأت خبر من فترة صغيرة إن "مصر مستهدفة نظرًا لتقدمها في جميع المجالات"،العنوان ده في حد ذاته ينفع عنوان لمقال ساخر ! أنا مش فاهمة هو احنا ليه بنضحك على بعض؟،ما نواجه نفسنا بكوارثنا أحسن ما ييجي حد يعايرنا بيها؟!،ممكن البعض يختلف معايا في أسلوبي وفي عرضي للموضوع على اعتبار إنه من الخطأ أتكلم كده على بلدي قدام الناس ،هأرد على ده وهأقول إن احنا مش عايشين في مجتمع مقفول علينا ،والكارثة الأكبر بجد إن معظم سلبياتنا بتخرج للعالم ،لكن إيجابياتنا بنفرح ونلعب بيها مع بعض لوحدنا!،يعني كلامي مش هيشوه صورة في الأساس مشوهة! مش هأنكر إن مصر فيها "حاجة حلوة" زي ما بتقول ريهام عبد الحكيم ،ومش هأنكر كمان إني اتمنيت من قلبي أكتب كلام عن بلدي يكون فيه فخر وحب وولاء وإشادة،وللعلم أنا بأحب بلدي وعندي ولاء ليها جدًا لكن ده ما يمنعش إني مش لازم أطبطب عليها لما أشوف غلط ولازم أحاسبها ،وأحاسبها بإني أحاسب نفسي الأول وأجلدها إن لزم الأمر . اللي بيحب البلد دي بجد يحاسبها ،يعني يحاسب نفسه ،أنت كموظف ..عامل ..قائد .....إلخ ،حاسب نفسك وشوف أنت مقصر في إيه ؟ -هل أنت مقصر في شغلك؟، بتخرج الصبح علشان تقضي ساعات العمل؛ اللي هتاخد عليها مرتب شهري من غير ما تكون أديت مهام وظيفتك بضمير؟ -لما بتشوف خطأ ..بتسكت وتعمل أعمى؟ ،وتقول وأنا هأقدر أعمل إيه ..هو أنا اللي هأغير الكون ..إلخ من المصطلحات الجبانة الممتلئة بالنزعات الهروبية! -إيه طموحك في الحياة ؟أنت اتخلقت ليه؟،علشان تشتغل وتتجوز ويبقى ليك عيلة وتعيشوا قافلين عليكم الباب، وتمشي جنب الحيط وخلاص؟،بس يا مسكين حتى لو مشيت جنب الحيط مصيره يوم يتهد فوق دماغك ،لأنك ضعيف ،والضعيف مالوش مكان في الدنيا! -وأنتِ كبنت بتدوري على ظل الحيطة لسة ؟،وكل طموحك في الحياة زوج يحميكِ ويبقى مسئول عنك وخلاص؟،وإيه اللي يخليكِ على يقين بأنه هيبقى الظل اللي بتتمنيه؟مش جايز تلسعك الشمس وتندمي في يوم؟! كلنا مؤمنين بربنا مسيحي –مسلم-يهودي .....وواثقين تمامًا إن كل شيء بيحصل في حياتنا بأمر ربنا ،هنخاف ليه؟ونكتم صوتنا ونغمي عينينا؟ " لقد وُلد الإنسان حرًا ،لكننا نراه مكبلاً بالأغلال في كل مكان.." مقولة للفيلسوف الشهير "جاك روسو". لو مش احنا اللي هنبدأ نحاسب نفسنا ،ونجلدها كمان علشان بلدنا ،مش هنلاقي اللي يحاسبنا هنلاقي اللي يحتلنا ،بس وقتها يبقى أهلاً بالاحتلال !،يمكن هو اللي يفوقنا ويخلينا نبني بلدنا من أول وجديد،ما هو انتم كده يا مصريين متجمعين في الأزمات دايمًا! ودايما الشرطة بتوصل متأخر قوي في الأفلام والمسلسلات، بعد ما القاتل والمقتول يكونوا بهدلوا بعض ،ويوصلوا يلاقوا جريمة وضحايا ! احنا كمان دايمًا بنوصل متأخر !،بس احنا مشكلتنا إننا مش في فيلم؛ فمش هنلاقي فرصة نعمل قصة جديدة، وهنضطر نعيش أدوار اتفرضت علينا غصب عنا. لو كل واحد فينا بدايةً من عامل النظافة إلى دكتور الجامعة....، تأكد إن ليه دور ودور مهم جدًا مش كده وبس،وإنه كمان قدوة لفئة معينة من الناس ،هتتبعه وهتقلده نبقى مسكنا أول مفتاح لباب من أبواب الأمل في البلد دي ..وفتحنا منفذ من منافذ الحرية . "افعل بحيث تجعل إرادتك بمثابة المشرّع الذي يسن للناس قانونًا عامًا".قاعدة الحرية وضع ألف خط تحت "الحرية" للفيلسوف الأخلاقي الشهير :"كانط". تفتكروا فيها حاجة حلوة؟