تجري جهات سيادية بمصر، تحريات مكثفة بشأن ملابسات حضور ومغادرة نحو 350 من السائحين الإسرائيليين جاءوا على متن طائرات العال الإسرائيلية للاحتفال بمولد أبوحصيرة وأمضوا يوما في الإسكندرية قبل الحادث الذي استهدف كنيسة القديسين وأدى لمقتل 21 وإصابة 100 آخرين. وقالت صحيفة "الشروق": إن الوفد الإسرائيلي مكث لمدة يوم واحد بأحد الفنادق الشهيرة بشرق الإسكندرية قبل التوجه لمقر ضريح "أبوحصيرة المزعوم" صباح اليوم الثاني، وهي الفترة التي تلتها استهداف كنيسة القديسين. جدير بالملاحظة أن الكيان الإسرائيلي قام بسحب سفيره بالقاهرة إسحق ليفنون عقب كشف الأجهزة الأمنية المصرية عن شبكة جاسوسية تابعة للموساد مؤخرًا، في الوقت الذي لم يعين فيه الكيان قنصلا عاما له في الإسكندرية خلفا للقنصل السابق حسن كعيبة. ووفقا لما جاء بالتحقيقات الرسمية، فقد طالبت جهات أمنية سلطات المطارات والموانئ المصرية برصد وصول أي مشتبه به خلال شهر ديسمبر 2010، وأفادت بأن الأجهزة الأمنية سلمت، ظهر الأحد، قائمة بدخول 15 أجنبيا للبلاد خلال ديسمبر. وكشفت تحقيقات النيابة في الحادث عن مفاجآت مثيرة، حيث تبين من تشريح جثث الضحايا أن القنبلة المستخدمة بدائية الصنع، بعد عثور الأطباء داخل الجثث على "صواميل ومسامير وأجسام صلبة"، ورجح مصدر أمنى أن تكون من مكونات القنبلة. واستعجلت النيابة تقارير إدارة المرور عن بيانات 13 سيارة، كانت موجودة في موقع الحادث، واستمعت إلى أقوال عدد من الشهود والمصابين، الذين أدلوا بأوصاف دقيقة لشخص يشتبه أنه كان وراء التفجير، وقالوا إنه شخص يصل طوله إلى 180 سنتيمتراً، حليق الذقن والشارب، ويبلغ عمره 40 سنة تقريباً أبيض البشرة، يرتدى نظارة طبية، وبلوفر أزرق أسفله قميص فاتح اللون، كما أجمع الشهود على وجود انفجارين، كان الأول في الساعة الثانية عشرة و15 دقيقة وكان الثاني بعده ب5 دقائق. وكانت التحقيقات قد كشفت عن أنه تم العثور على رأس مبتور بين الأشلاء في موقع الحادث، تم إرساله إلى المعمل الجنائي ولم يتعرف عليه أحد من أهالي المنطقة، أو أهالي الضحايا والمصابين، وأمرت النيابة بانتداب رسام ومصور وخبير تجميل لإزالة بعض التشوهات التي حدثت في الرأس نتيجة الحادث، والتقاط صورة له لمساعدة أجهزة الأمن في التوصل إلى باقي المتهمين، أو مساعديهم، وتحديد الجهة التي ينتمون إليها. وقالت مصادر أمنية: إن هناك مؤشرات تدل على أن الرأس لمتهم شارك في ارتكاب الحادث، أو منفذ الجريمة، مشيرة إلى أن ملامحه تشير إلى أنه قد يكون أفغانياً أو باكستانياً، لافتة إلى أنه تم إلقاء القبض على أحد المصابين الذي يشتبه في ارتكابه الحادث، بعد تعرف عدد من المصابين عليه.