قالت تقارير صحفية مصرية إن "جهات سيادية" تجري الآن تحريات مكثفة بشأن ملابسات حضور ومغادرة نحو 350 سائحًا "إسرائيليًّا" وصلوا مصر مؤخرًا للاحتفال بمولد أبوحصيرة وأمضوا يوما في الإسكندرية قبل التوجه إلي الضريح. وشهدت مدينة الإسكندرية في شمال مصر، فجر السبت الماضي، تفجيرًا استهدف كنيسة القديسين؛ الأمر الذي أدي إلي سقوط 23 قتيلا وعشرات الجرحي، بحسب آخر إحصائية متوفرة. وذكرت صحيفة 'الشروق' اليوم أن المعلومات تتعلق بمكوث هذه الوفود "الإسرائيلية" التي وصلت مصر علي متن طائرات العال "الإسرائيلية" لمدة يوم واحد بأحد الفنادق الشهيرة بشرق الإسكندرية من أجل "الصلاة" بالمعبد اليهودي في صباح اليوم الثاني قبل الذهاب إلي محافظة البحيرة للاحتفال بالمولد المزعوم. وفي قت سابق، قالت تقارير صحافية مصرية إن التحقيقات التي تجريها أجهزة الأمن بالإسكندرية حول حادث تفجير كنيسة القديسين تتجه للبحث عن تنظيم قبطي بالمهجر علي علاقة بجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد". ونقلت صحيفة "المصريون" عن "مصادر مطلعة علي مجريات التحقيقات" أن التحقيقات انصبت علي الربط بين العملية وتنظيم "القاعدة" دون أن يعثر علي أية خيوط أو أدلة يمكن تتبعها حتي الآن تفيد بتورط التنظيم في الحادث، سوي التهديدات التي كان قد أطلقها قبل شهرين بعد حادث كنيسة النجاة في العراق بتنفيذ عمليات مشابهه ضد الكنائس المصرية . وأوضحت المصادر نفسها أن التحقيقات تدور الآن في أكثر من إتجاه، حيث تتولي أفرع الإستخبارات الخارجية بأجهزة الأمن المصرية جمع المعلومات المتعلقة بالجماعات الجهادية في دول آسيوية وإفريقية، لإيجاد خيط يمكنها من الوصول إلي مرتكبي الحادث . وأشارت المصادر إلي أن أجهزة الأمن طلبت من إدارة مكافحة جرائم الإنترنت تتبع الرسائل الإلكترونية لمشتبه فيهم من الإسلاميين، وعناصر أقباط المهجر، وكذا متابعة ورصد ما يدون علي الموقع الاجتماعي "فيسبوك"، والمواقع الأخري الشبيهة، بالإضافة إلي تحليل ما يدون علي بعض المواقع الإلكترونية ذات الصلة بتنظيم "القاعدة"، وأقباط المهجر خلال الشهرين الماضيين لإيجاد رابط أو خيط يقود إلي المجموعة التي نفذت التفجير . ووضعت التحقيقات كل الاحتمالات قيد التحقيق، وشملت جماعات أقباط المهجر بالولايات المتحدة وأوروبا، مع وجود أدلة لدي أجهزة الأمن المصرية علي وجود اتصالات وتنسيق بين عدد كبير من رموز أقباط المهجر والمخابرات "الإسرائيلية" 'الموساد'، كما رصدت أجهزة الأمن العديد من المقابلات واللقاءات التي تمت بين عناصر "إسرائيلية" وبعض رموز أقباط المهجر . تجدر الإشارة إلي أن "مفكرة الإسلام" كانت أول من أشارت إلي احتمال تورط أقباط المهجر في التفجيرات التي ضربت كنيسة الإسكندرية. وذلك من خلال الاستبيان الذي طرحته علي قرائها حيث جعلتهم أحد الخيارات في الجهات من يقف وراء العملية. وفي العام 2007، قالت صحيفة "المصري اليوم" إن تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا مع "محمد عصام غنيمي العطار"، المتهم في قضية التخابر والتجسس لصالح "إسرائيل"، كشفت عن مفاجأة خطيرة، أضفت علي قضية 'محمد' وضباط الموساد بعدًا جديدًا في محاولات جهاز الموساد "الإسرائيلي" الإضرار بالأمن القومي المصري. وذكرت الصحيفة أن المعلومات والتحريات أكدت أن المتهم 'محمد' تم تكليفه من الموساد بأن يخترق مجتمع أقباط المهجر، وأن يختلط بهم عن قرب، وذلك بهدف تحديد أفكارهم وتحركاتهم وترتيباتهم، ونقل هذه المعلومات إلي المخابرات الإسرائيلية. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها أن مهمة 'محمد' باختراق أقباط المهجر والاندماج داخلهم بقوة هي السبب الوحيد وراء إقدامه علي تغيير اسمه إلي 'جوزيف'، بحيث يتأكد كل من حوله بأنه مسيحي، وينتمي لأقباط المهجر. وعلمت 'المصري اليوم' أن ضباط الموساد كلفوا 'محمد' بترشيح أسماء من أقباط المهجر بهدف محاولة تجنيدهم، ولكن المعلومات لم تؤكد ما إذا كان قد تم تجنيد أحد منهم أم لا. واعتبرت المصادر أن هذه هي المرة الأولي التي يتم الكشف فيها عن محاولة جهاز الموساد استخدام ملف أقباط المهجر، وهو ما منح قضية 'محمد' أبعادًا شديدة الأهمية. وفي أكتوبر الماضي، اعترف عاموس يادلين، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "امان" خلال تسليمه مهامه لخلفه "الجنرال آفيف كوخفي"، بنجاح جهازه في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي في مصر. وقال ما نصه: "أما في مصر، الملعب الأكبر لنشاطاتنا، فإن العمل تطور حسب الخطط المرسومة منذ عام 1979، فلقد أحدثنا الاختراقات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية في أكثر من موقع، ونجحنا في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي، لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائماً، ومنقسمة إلي أكثر من شطر في سبيل تعميق حالة الاهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية، لكي يعجز أي نظام جديد في معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي في مصر".