أهم خطوة أخطوها في بدء يومي , هي خطوة وجبة الإفطار, لا تتصور أهمية تلك الوجبة بالنسبة لشخصي الكريم , وصحيا وطبيا فإنها أهم وجبة من الوجبات الثلاثة , وكما قال الحكماء قديما " قل لي ما وجبة إفطارك أقول لك من أنت " , هناك نوع من البني آدمين يبدأ يومه بكوباية شاي بالحليب وهذا النوع عادة يٌصنف ضمن الموظفين الحكوميين , أما لو أضفت بسكوت لممارسة فعل " التغميس " في الشاي بالحليب فاستنتج أنهم من النوع اللي بيكتروا الرز في الغدا عشان يشبعوا , ولو اقتصر افطارهم على تفاحة أو موزة فهم من الناس المسهوكة اللي داخلة على حب جديد وبتعمل دايت , أما الإخوة الهاي كلاس فتلاقيهم بيعدلوا الطاسة بنسكافيه بلاك أو مج كابتشينوا من اللي بيعمل شنب , وإذا كنت من فئة سيدات المجتمع من الطبقة الأرستقراطية , اللواتي يفطرن عصير البرتقال بدون سكر , والتوست المحمص , وقطعة الجبنة الشيدر , والحليب الخالي من الدسم , بجانبهم ثمرة كيوي خضراء مستهبلة وبتقلب روز ! وبما إنني "العصماء" , فأنا مبيجيش معايا الكلام ده , هو طبق الفول عالريق , مع 3 سنكويتشات طعمية , والباذنجان المخلل والطرشي والفلفل الحار, والله على كام بصلاية كده تضربهم مع الفول , بس لولا إننا ورانا جامعة وشغل مكنتش رحمت , ولولا كمان أننا في مجتمع شرقي لم أكن لأتردد أن أقف على عربية الفول اللي جنب الجامعة !! في يوم من أيام هذا الزمان الأغبر , قررت أن أكون فتاة مسهوكة , واقتصر في افطاري على تفاحة , فوجدتني بطلع الجيبة الخضراء , مع البادي الأصفر , أعمل إيه فالتفاحاية عالصبح لا تساعدني على الاستواء !! قلنا معليش طب نقلبها كلاس ونخليها كابتشينوا من اللي بيعمل شنب , ولم أعترض ولم أتذمر ولم أعمل أي حاجة في حياتي غير إني كنت مصهللة وآخر حلاوة ومنمتش في المترو وأنا رايحة الجامعة , بس الجوع كافر برده ولولا إن أصحابي ولاد ناس و منعوني, لكنت وقفت على عربية الفول رغما عن أنف أي حد ! . اليوم التالي , قررت أن أخوض تجربة الأرستقراطية , صحيت بدري , وطلعت التوست بتاع الدايت , وعملت عصير البرتقال من دون سكر, وبما إني معرفش شكل الكيوي قلنا نخليها شق بطيخ , وعندما بحثت عن شريحة الجبنة الشيدر ,وجدتها خلصت ( أصل العيلة كلها ضاربين دور أرستقراطية ) , فلم أجد أمامي سوى برطمان زبدة الفول السوداني , وإديله يا عم . اتصل بي صديقي ليؤكد عليّ إنه نزل من البيت ويللا إنجزي وقابليني عالمحطة عشان منتأخرش عالمحاضرة , وعندما قابلته ودار الحوار الممل المكرر بيننا , عملت إيه امبارح ؟ , عملت التكليف ؟ , ذاكرت ؟ , خرجت ؟ , كلمت لولو وسوسو ونونو ودودو ؟ , عملت ايه مع صاحبتك ؟ , وإلى آخره من تلك الحوارات الفاكس , إلى أن وصل إلى سؤال : " فطرتي إيه ؟؟ " - سندويتش توست بزبدة الفول السوداني - نعم ؟؟ إيه زيدة الفول السوداني ديه ؟؟ ناقص تقوليلي اتغديت سندويتش لب أبيض !! أموت وأعرف إزاي مش عارف زبدة الفول السوداني ؟؟ ويتطور الأمر لنعرض قضيتنا على الرأي العام الجامعي ويتم طرح الموضوع الشائك على الأصدقاء : " هل تعرف ماهية زبدة الفول السوداني ؟؟ " وتتحفني صديقتي : " آه , شفتها في فيلم أجنبي قبل كده " فيلم أجنبي !!!! أوبااااا , شكلنا مينفعش معانا حوار الأرستقراطية ده , تيجوا يا عيال نفطر من عربية الفول اللي هناك , طب يللا بينا . خلينا نرجع لطبق الفول ونحترم نفسنا .