"أسمع تصريحاتك أصدقك أركب المتروأستعجب" هذا ما أشعر به يومياً عندما أركب المواصلة الفولاذية المسماة بمترو الأنفاق ، ولا أعلم لماذا لا يتم تغيير اسمها إلى مترو الأعطال حتى يصبح اسم على مسمى !! فعندما أقراً تصريحات المهندس" محمد الشيمي" في الصحف عن الطفرة التي ستحدث في المترو والقرارات الهلامية التي اتخذها لتطوير هذا المرفق الهام الذي يخدم ملايين من البشر يومياً ، أشعر بسعادة ونشوة لأن المواصلة المفضلة لي "رغماً عني " ستتطور والحياة هيبقى لونها بمبي!! يعني أخيراً هستمتع برحلتي اليومية التي تستغرق أكثر من ساعة ، يعني مش هلاقي واحدة ساندة على كتفي ، وهسمع موسيقا بدل خناقات الركاب اليومية ، وممكن "ده مجرد حلم " يبقى في مروحة شغالة للتهوية مش للصداع – وأكيد مش هقول تكييف - ، وهلاقي مكان أقعد بسهوله وأستغل الوقت في قراءة كتاب ، وهنزل من غير ماحد يديني كتف ، وأركب وأنا محافظة على آدميتي ! وأكيد ماكينات المرور هيكون لها نصيب من "التطور " وهعدي بسهولة من غير طابور طويل كل يوم ، وهقدر أحسب وقت الرحلة بالتمام والكمال وهكون متاكدة إن لوحدث أي عطل هيكون في إعلان عشان أعمل حسابي أمال إيه مش تطور ؟! لكن يومياً أركب المترو وأفوق من كل الأحلام دي على واقع مش هبالغ لو قلت عنه "مرير" وكل يوم أقول "معلش أكيد بكرة هيتحسن " لكن كل يوم بتأكد ان الوضع هيفضل على نفس الحال ، وياريت يفضل على نفس الحال لا ده بيسوء كل يوم عن اللي قبله ! والنهاردة كان يوم من اسوأ أيام حياتي ،زي كل يوم وصلت محطة حلوان عشان أركب لمحطة "جمال عبد الناصر" في رحلة المفروض تستغرق 45 دقيقة لكن مع الأعطال والبطء المميت للمترو الأيام الاخيرة عاملة حسابي على ساعة على الأقل . ركبت المترو 8:30 والبطء كان اكثر من أي يوم ، كل محطة استغرقت حوالي 15 دقيقة ، والزحمة بتزيد "ومش مهم نستحمل " فضلنا على الحال ده إلى محطة "السيدة زينب " وبمجرد دخوله المحطة شعرنا بإن اليوم ده مش هيعدي على خير ، عندما غير مساره ،طبعاً حاولنا نكدب نفسنا مش بعد الرحلة دي تكمل ببهدله كمان ، وقلنا نستنى "الفرج " أو حد يعبرنا ويقول في "إذاعة المترو " أي حاجة ، المهم 10 دقائق كتر خيرهم قالوا " نوجه عناية السادة الركاب أن المترو رقم ...ينهي رحلته في السيدة زينب و"نزل الركاب و تحرك المترو فى إتجاه حلوان و طال إنتظار القطار القادم والذي جاء بعد نصف ساعة ، وطبعاً مش هوصف شكل المترو كان عامل ازاي "مستحيل أركب " والصور أكيد أبلغ من أي كلام . المهم فضل الحال كده حوالي 4 قطارات ينزلوا بشر على المحطة ويرجع تاني على "حلوان " ،وكل دقيقة بتمر معاها زيادة في عدد البشر على الرصيف وطبعاً حالة غضب من كل الركاب ، وشتيمة في الحكومة ، والمترو ، والمسئولين ، وطبعاً مفيش أي حد ممكن يلومهم. "دي بلد بنت ..... بيعامولنا كأننا بهايم هو احنا مسافرناش بلاد تانية وشفنا " ده كان أحد التعليقات بعد ما جاء أحد الموظفين والمكتوب على ملابسه "السلامة المهنية " يحاول قفل الباب بزق الركاب بإيده للداخل. وده أقل رد فعل ممكن أي شخص ياخده على المعاملة دي والله المفروض المسئولين يحمدوا ربنا انهم بيتعاملوا مع شعب زي شعبنا ، أكتر حاجة بقى يعملها دلوقتي انه يدعي على الحكومة " وفعلاً مفيش أي حاجة في ايده غير كده . المهم وصلت "السيدة زينب 9:30 على أمل ان الكابوس ده ينتهي وألحق شغلي وربع ساعة في ربع ساعة ، الساعة بقت 11 ، ومن منظر البشر اللي كل دقيقة بيزيد عرفت ان مستحيل أركب انهاردة وحتى لو خرجت بره للشارع هلاقي زحمة لأن ناس كتير قررت تركب من بره ، وأخذت قراري وكلمت الشغل واعتذرت وركبت المترو اللي مفروض راجع حلوان وبعد 15 دقيقة تانية أعلنوا ان المترو ده هيكمل رحلته للمرج ،وطبعاً الناس لعبت الكراسي الموسيقية وكل واحد بيلحق يركب وعلبة السردين كملت والمترو اتحرك !! وصلت أخيراً المجلة وأول حاجة قررت أعملها اتصل أسأل أي مسئول عن سبب اللي بيحصل ده ، اتصلت بصديقة تعمل في هيئة مترو الانفاق وطلبت منها رقم أي مسئول في الهيئة قالت لي "كلهم في إجتماع "!! وأخذت منها رقم مسئول في العلاقات العامة وقالتلي هو معاه معلومات ... قلت ماشي وكلمت الأستاذ إياه، و لسه بقول" عايزه أسألك ايه سبب العط....ومن غير ما أكمل السؤال، قاطعنى وقال "مفهوم ".. وقالي معاكي ورقة ؟ واستغربت وقلت له "أكيد " .. قالي طيب اكتبي.... لكن طبعاً مش هتجيبي سيرة اسم أي مسئول أو أي حاجة اكتبي الخبر زي ما هقوله وقالي الخبر اللي كل الجرائد نشرته النهارده وهو " 9:30 حدث عطل في الشبكه الهوائية في المنطقة بين محطتي غمرة والدمرداش في اتجاه واحد هو اتجاه حلوان، تم تشغيل الخط مفرد لأداء الخدمة في منطقة العطل وتم عزل المنطقة التي بها العطل في اتجاه واحد فقط .وفوراً تم انتشار فرق الطواريء لإصلاح العطل والساعة 10:50 تم إصلاح العطل في الإتجاهين" ولما خلص حصة الإملاء ، طلبت منه التواصل مع أحد المسئولين عشان أساله على الأعطال والأوضاع الأخيرة للمترو" سعادته رد عليا وقال " لا ..محدش هيرد عليكي غيري ، ومعلش أنا قلتلك كل المعلومات اللي على عطل انهاردة واعذريني عشان بتجيلي مكالمات كتير من كل الجرائد !! ولما قلتله "عايزة شخص متخصص و.... " قال انا ساعدتك كتير وعلى فكرة انا والله قلتلك الكلام اللي بقوله لجريدة "الأهرام" بالظبط !! بنبرة تريقة قلت له "كتر خيرك ومش عارفة من غيرك نعمل ايه" وقفلت السكة ..وطبعاً مش محتاج يأكدلي انه قالي نفس الكلام اللي بيقوله"للأهرام " لأن الخبر اللي قالهولي حاجة والواقع اللي أنا شفته كان حاجة تانية خالص واللي ميعرفش يقول عدس !!