لم لا أفتح صفحة جديدة بيضاء من كشكول حياتي؟! تساءلت في نفسي.. أعلم أن الكشكول قد اشتكى ولكن ما باليد حيلة. امتلأت الصفحات بآلاف السطور السوداء والوردية.. طالت أم قصرت لا فرق.. أنا أحتاج إلي الكثير من العزيمة والإرادة والقوة لأفتح مثل هذه الصفحة، "فكله بحسابه" ولا شئ مجاني في هذه الحياة، لابد من المقابل آجلاً أم عاجلاً, ولكن.. لابد من فتحها إنه اختياري. سللت قلمي وطفقت أكتب أولى سطور الصفحة الجديدة، قررت أن أترك عصبيتي وأن أطيل حبال صبري.. قررت أن أصم أذناي عن نفسي الأمارة بالسوء.. قررت أن أخطف جمال الطبيعة ، لون النهار، رحيق الأزهار، وأن أصنع لنفسي من ضوء القمر مصباحاً ينير لي وسط الظلام. قررت أن أغسل رأسي من أفكاري السوداء عن غد مظلم ، ومستقبل مبهم.. قررت أن أطهر لساني من اللغو وسيء الكلام، وألا أسلمه الزمام . نويت أن أقول ما في عقلي، وأن أفعل ما تريده روحي، أن أطلقها لتسبح في بحور العلم، أن تننزه بين أحضان الطبيعة الأم أن تنصهر فيمن أحب ومن يحبني .. نويت أن تكون ورقتي قوية، كلمتها واضحة ثابتة.. أن أقلع عن خوفي وذعري.. أن أعطي بلا مقابل، وأن آخذ وأنا شاكرة. أردت، ونويت، وأتخذت بدلاً من القرار عشرات.. عسى أن يوفقني اللّه أن أحسن كتابة سطوري القادمة على صفحتي الجديدة. كلمتنا – يناير 2002