اسرائيل : مصر فشلت فى سيناء

فيما تتواصل الجهود الإسرائيلية لبناء جدار عازل على الحدود مع مصر ل«منع تسلل الأفارقة»، و«منع الهجمات التي تنطلق من سيناء»، بحسب ادعاءات تل أبيب، توقع مستشار الشؤون الفلسطينية السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وعضو معه أبحاث الإرهاب في هرتزيليا، العميد شالوم هراري، أن تسود خلال الفترة المقبلة حالة من «الهدوء الأمني النسبي» الحدود، التي مثلت خطورة كبيرة على إسرائيل خلال العام الماضي.
وقال شالوم هراري، في حوار مع موقع «عرف عرف» المحلي الإسرائيلي، المهتم بشأن إيلات: «حماس، مهتمة بالحفاظ على علاقتها الطيبة مع النظام المصري الجديد، ولذلك فإنهم سيمنعون عبور الخلايا التخريبية من قطاع غزة إلى سيناء، ومع ذلك فإنه من المهم أن نتذكر أن حماس ليست وحدها في الساحة، قبل عدة أشهر أعلنت منظمات الجهاد العالمي التابعة للقاعدة أن سيناء إمارة إسلامية مستقلة، هذه المنظمات تحاول القيام بهجمات إرهابية بالتعاون مع فصائل من غزة، أكثر تطرفاً من حماس، إحدى هذه المنظمات في غزة هي لجان المقاومة الشعبية، التي خططت ومولت الهجوم على طريق 12 (هجمات إيلات)، وقام بها بدو محليون».
وأشار موقع «عرف عرف» إلى عدد من الحوادث التي شهدتها سيناء خلال الفترة الماضية قائلاً: «في الأسابيع الأخيرة، وصل الوضع في سيناء إلى منخفض جديد: عصابات بدوية مسلحة سيطرت على قرية سياحية على شواطئ خليج إيلات، واختطفت أتوبيسات سائحين تحت تهديد السلاح، واختطف جنود مصريون على الحدود مع إسرائيل انتقاماً على منعهم التسلل، مجموعة من العمال الصينيين تم اختطافها أيضاً من قبل البدو، الذين طلبوا تحرير أقربائهم، الذين شاركوا في هجمات إرهابية في طابا، ليست بعيدة عن الحدود الإسرائيلية، واكتشف مخزن أسلحة، يحتوي على عدد كبير من الصواريخ المضادة للطائرات».
ونقل الموقع عن العميد شالوم هراري، قوله: «لا يوجد سائح إسرائيلي اليوم تقريباً على شواطئ البحر الأحمر، قد تتمتع إيلات بذلك الآن، ولكن بمرور الوقت، سيمثل الوضع الجديد خطراً عليها»، ورأى هراري أن: «السفر على طرق سيناء اليوم يمثل خطراً كبيراً: البدو يهاجمون أيضاً قواعد وسيارات القوات متعددة الجنسيات في سيناء، جنود القوة الدولية باتوا مضطرين لاستخدام المروحيات للانتقال من مكان لآخر، أنا أقدر أن تبدأ الولايات المتحدة وأوروبا في التساؤل قريباً، إذا كان الوضع ليس خطيراً جداً كي تبقي هذه القوة في سيناء؟».
وتابع الخبير بمعهد أبحاث الإرهاب في هرتزيليا قائلاً: «للأسف الشديد، ما يعرف اليوم، خطأً بالربيع العربي، هو في أفضل الأحوال ربيع إسلامي في مصر، ولكن ليس للدولة المصرية، هذا الربيع تسبب في فوضى عارمة في مصر، وأعطى دفعة هائلة للوضع المعقد الذي كان قائماً في سيناء قبل سقوط مبارك. عمل البدو في تهريب السلاح لقطاع غزة تسبب في زيادة التسليح في سيناء بصواريخ مضادة للدبابات، بنادق قنص، سلاح آلي، وقنابل يدوية، لديهم قفزة نوعية في الأسلحة والتكنولوجيا، تتضمن إدخال منظومات اتصال متطورة».
وقال مستشار وزارة الدفاع الإسرائيلية السابق للشؤون الفلسطينية إن: «الثورة الليبية تسببت في ذلك الوضع، كميات كبيرة جداً من السلاح الذي كان في مخازن القذافي: صواريخ كتف مضادة للطائرات، صواريخ مضادة للدبابات، بنادق قنص، وربما أيضاً صواريخ أرض – بحر وألغام بحرية، بدأت في التدفق على سيناء. البدو فجروا أكثر من مرة الأنبوب الذي ينقل الغاز لإسرائيل، والمصريون أدخلوا لسيناء بموافقتنا ست كتائب مشاة ذات مستوى عال، من أجل الدفاع عن الأنبوب وزيادة تأمين منطقة إيلات، إلا أن هذه القوات فشلت في مهمتها، لقد قاموا بعملية كبيرة من أجل السيطرة على البدو، لكنها لم تكن مثمرة، أيضاً إذا بذل المصريون جهد بنسبة 100%، وأنا غير واثق من ذلك، فإن مستوى النجاح لن يتعدى من 20 إلى 30%».
وأكد العميد شالوم هراري أن تسارع البناء في الجدار العازل على الحدود الإسرائيلية – المصرية، من شأنه أن يزيد محاولات التسلل من الحدود الأردنية: «الإرهاب مثل الماء، عندما تغلق طريقه في واد، سيعبر إلى واد آخر، وهذا يعني أنه سيوجد تهديد بعمليات إرهابية على طول طريق وادي عربة (على الحدود الأردنية) وليس فقط طريق 12 (على الحدود المصرية)».
وأشار هراري إلى أن «رئيس الوزراء أمر بالبدء في إقامة جدار أيضاً بين إيلات والبحر الأحمر، وهناك تهديد كبير آخر على إيلات يتمثل في صواريخ أرض – جو. في هجمات إيلات، أطلق صاروخ من سيناء تجاه مروحية تابعة للجيش الإسرائيلي، وبسبب الخطر المتزايد، قررت الحكومة زيادة حماية الطائرات التي تهبط في إيلات، وتكلفة ذلك كبيرة تصل إلى حوالي 1.2 مليون دولار لكل طائرة. ويمكن مشاهدة زيادة في زيارة قوارب الصواريخ التابعة للجيش الإسرائيلي لإيلات، وهذا يشير إلى أن الوضع الأمني على طول البحر الأحمر سيئ».