علاقتى بذلك الكائن تخطت مرحلة العشق فبحكم كونى ريفى كان أول ما أقابله وأتعامل معه نفق شبرا مشاعر مختلطة بين الخوف من اتساخ ملابسي ونظري إلى ما تحت قدماي، ورغبتي في تفحص وجوه المارة لأرى هل كان ريكو محقاً حينما أثنى على بنات شبرا وتأتي هذه الفتاه فأنشغل بمتابعتها لتتعثر قدماي وأعود إلى عقلي وأكتفى باستئناف المسير. شبرا الخيمة أدفع ثمن التذكرة بعد الوقوف في طابور عجيب، وأنطلق إلى ذلك الجهاز واضعا يدي على قلبي خوفاً من أن تنطلق صافرته فينظر لي الجميع نظرة معناها هذا ساذج آخر من الأرياف جاء ليقرفنا في عيشتنا ويزيد الدنيا ازدحاماً أكثر مما فيها. كلية الزراعة- مسرة محطات تكاد تكون خاوية أبقى حتى الآن معتقداً أنها مكان آمن للمقابلات العاطفية، وأبرهن لأصدقائي على ذلك بوجود عدد من طالبات الثانوي العام فيها، لا أعلم لماذا تذكرت زميلي في المدينة الجامعية، الذي جاء إلينا ليخبرنا باكتشافه العظيم ..كانت الدعاية بطلاء قطارات المترو في بدايتها وقامت شركه فودافون بطلاء أحد هذه القطارات بلونها الأحمر فجاء هذا الفتى إلينا ليخبرنا أن هذا المترو الأحمر على حد قوله يقطع المسافه من حلوان إلى رمسيس في نصف ساعة الأوبرا -الدقي هذه المنطقة المرعبة ...أخبرني صديقي أن هذه المسافة بين المحطتين موجودة تحت نهر النيل كل مرة أمر هنا أتوقع أن أجد بعضاً من المياه المتسربة تسقط فوقنا وتمر الرحلة دون أن يتحقق ذلك. سعد زغلول -السيدة زينب- دار السلام بعد أن مرت سنوات على قدومي للقاهرة أصبحت أتفهم لماذا أسموه مترو الأنفاق، بينما أغلب محطاته فوق الأرض وأيضاً أصبحت أنتظر المنطقة بين سعد زغلول والسيدة زينب لأتذكر الشقة التي كنت أقيم فيها أنا وأصدقائي. وأتذكر حينما أمر على دار السلام ذلك الحجر الذي ألقاه شاب متحمس باتجاه العربة التي كنت فيها فهشم زجاجها ومارس النساء في العربة هواية الصراخ، يبدو أن أحدهم أخبر ذلك الشاب بأن رئيسة وزراء إسرائيل تركب هذا القطار. نشر في كلمتنا يناير 2008