عزيزي العسكري دعني أذكرك و أصدم البعض معك, إنه لا يوجد أي شرعية في حكمك البلاد, ليس الآن بل منذ ثورة 23 يوليو 1952و التي بدورها ليست ثورة بل انقلاب تحول إلى انقضاض على كرسي الحكم... كيف هذا؟! سأذكرك ,عد معي بالزمن إلى الخلف و تذكر جيدا نص الاتفاقية التي أبرمتموها مع الملك فاروق مقابل إجلاءه عن البلاد و تركه لكرسي الحكم , أعتقد مجرد اعتقاد إن نص هذه الاتفاقية كان "أن يترك الملك فاروق الحكم و يتنازل عنه لأبنه الأمير احمد فؤاد " الذي ترك مصر طفلا و لم يسمح له بالعودة مطلقا , و لم يكن التنازل إلى "اللواء محمد نجيب " أو " البكباشي جمال عبد الناصر" و لم تنص قط على أن يتولى العسكر حكمنا ثم اختفت و تجاهلت بل طمست هذه الاتفاقية, و بقدرة قادر انقض الضباط الأحرار/ العسكر على كرسي الحكم و لم يتركوه أبدا حتى يومنا هذا. و من الجدير بالذكر و السخرية أيضا أن مجلس قيادة الثورة حينها / المجلس العسكري .. صرح في الإعلام آنذاك انه سوف يسلم السلطة لمدني بعد 6 أشهر, و كان من يحكمنا وقتها هو اللواء أركان حرب محمد نجيب, و عندما ظن مخطئا إن زملائه صادقون و طالب بتسليم السلطة للمدنين كان جزاءه هو العزل من مجلس قيادة الثورة ,وضعه تحت الإقامة الجبرية في فيلا مهجورة بدون أحد يرعاه, و تم إبعاده عن الحياة السياسية لمدة 30 سنة، و كان غير مصرح أو مسموح له بمقابله أحد غير أفراد عائلته فقط , و يقال إن أحد أبناءه توفى أثر مرض ما و انه قد تم رفض طلب علاجه على نفقة الدولة,و أذكر أيضا أنه كان قد تم محو أسمه من المقررات الدراسية و كتب التاريخ لفترة كبيرة لدرجة ان غفل عنه الناس و لم ينتبهوا لوجوده إلا عندما أعلن عن خبر وفاته.. يا عسكر ارجعوا إلى أوراق يوليو 52, ستعلمون و تتذكرون إنه لا يوجد شرعية في حكمكم لنا منذ اللحظة الأولى السؤال الآن : أين هي الاتفاقية؟ هل تم حرقها مثلما حرقت القاهرة في يناير 1952 " هذا اللغز الذي لم يحل حتى اليوم" أو مثلما حرق المجمع في ديسمبر 2011 و الذي سيضم إلى قائمة الألغاز..