الليبرالية والعلمانية..قبح الله كلاهما, فالأولي ليست بخير عن الثانية..العلمانية ببساطة كانت استجابة طبيعية لتسلط رجال الدين الاكليروس الصاعد في الظهور في كافة شئون الحياة في منتصف القرن الخامس عشر وعقب اختراع الة الطباعة فحينئذ حرمت الكنيسة بل وكفرت عملية طباعة الكتب التى حوت أفكارا كانت تمثل تمردا علي سلطة البابا في روما والذي خرج من عبائتها فيما بعد أفكار بروتستانتية تمردوا بها رفضا لجملة من الأمور أهمها "صكوك الغفران". المهم في الأمر وحتى لاينزغ عنا لمام الحديث في شأن تلك النظم التى يرتئيها البعض نظم مثلي تغنى عن العمل بالتشريع الاسلامى والاحتكام الي قوانينة بدعوى المواطنة وحقوق الأقليات الذين هم في حقيقة الأمر ليسوا سوي قلة قليلة لها مالنا وعليها ماعلينا دون قيد أو شرط فالعلمانية التى تعنى (لادينية) تعرفها دائرة المعارف البريطانية بأنها " حركة اجتماعية تهدف الي صرف اهتمامات الناس عن أمور الأخرة الي الاهتمام بالأمور الدنيوية وحدها دون غيرها" ليست بنظام يقبله الاسلام فكلاهما متناقض ومثال ذلك أن فاحشة الزنا والتى عاقبتها الجلد ثمانون جلدة وتصل الي الاعدام اذا كان أحدهما متزوجا كما يحض علي ذلك أمر الله لخلقه بذلك تجدها في القوانين العلمانية الوضعية كقانون العقوبات العراقي والمصري الذي تحمل احدى أهم مواده أن الزنا ليست بجريمة طالما أتفق أطرافه وبتوافر شرطي الرضا والبلوغ فوق ثمانى عشر لكليهما فلا شيء عليهما مالم يكن أحدهما متزوج ويرفع أحد زوجى الطرف الخائن دعوى ضدة! فحلال الله تحرمه العلمانية وحرام الله تحلله! فالليبرالية والتى عمادها حرية الفرد في فعل مايشاء وكيفما شاء انطلاقا من أن الانسان اله نفسه تجدها في الغرب أفسد الأنظمة وأشقاها للفرد والجماعة وتعليل ذلك في تساؤل يطرحه وحى العقل والمنطق وهو: لماذا اذا يحظر ارتداء النقاب في دول الغرب وحظر دخول المنتقبات الي الحرم الجامعى وتحظر الصلاة في الشوارع واقامة المأذن ورفع الأذان الأمر الذي يقابله حرية مطلقة للشواذ والمثليين وحرية اقامة معابد للطوائف الوثنية والسماح باقامة شعائرهم ؟!.. فالاسلام مدني بطبعه فدولة المدينة لم تكن دولة دينية فاليهود عاشوا فيها ولم يستبعدوا من المشاركة في الحياة السياسية التى مثلوا خلالها معارضة سياسية للرسول في المدينة ولم تعتمد نظام ولاية الفقيه فلم يولي النبي صلي الله عليه وسلم ابن عمه علي بن أبي طالب خليفة له لتكون ميراثا وحكرا علي طائفة دون أخري..غير أن مدنية الاسلام وتقبله للأخرين لاتعنى رفض الاعتمال بشرائعة ونظمة والعدول عنها لأخري بدعوي حماية فصيل أو طائفة َلقوله: وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ[المائدة: 49]، ثم قال بعده: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ[المائدة: 50]. دعوى الخبثاء في ذلك أن التطبيق للاسلام وشرائعة قد يجورها جور جائر أو متبع للهوي متسلطا بذلك ولاويا لأعناق النصوص وتفسيرها بقصد تحقيق منفعة أو مأربة في نفسه ولكن يتناسي ويتجاهل هؤلاء القوم أن الليبرالية وان بدت براقة عادلة للجميع غير أنها فاسدة بفساد القائم عليها ويحاولون عمدا تشويه صورة الاسلام وتشويه شريعته لمرض في قلوب القوم الذين ماخلا منهم دهر ولازمن قال تعالى ( ثمَُّ جَعَلنَاكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمرِ فَاتَّبِعها وَلاتتَّبِع أَهواءَ الذِينَ لايَعلَمُون ) الجاثية وسبق قوله تعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ[المائدة: 44]، وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ[المائدة: 45]، وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[المائدة: 47]، فهل يرضى مسلم أن يكون موصوفاً بهذا الوصف ؟! فما هي الا علمانية عفنة أبتدعوها فانبذوها.