من دلائل استبعاد الله سبحانه وتعالى إيمان الناس جميعاً بالإسلام قوله فى سورة هود «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ».. ثم إن الإسلام أقر بمعايشة اليهود والمسيحيين معه، وأن يرجعوا فى أحكامهم إلى كتبهم.. ألم يقل فى سورة المائدة عن اليهود «وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ».. وقال فى نفس السورة عن المسيحيين «وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ».. إن التعددية الدينية مبدأ شديد الوضوح فى الإسلام، ولو نص على نسخ ومنع الديانات السابقة لهدم العرب كنائس بيت المقدس ومعابد اليهود، ولأزال عمرو بن العاص الأديرة والكنائس من الأراضى المصرية!! لم يحدث هذا.. دعونى أوضح أننى عندما توقفت عن الكتابة فى أول أكتوبر الماضى كنت على وشك توضيح حقيقة «الوثيقة العمرية» وما تم اكتشافه منذ أقل من عقدين عند إعادة دراسة الأصل الوحيد المكتوب باللغة الحبشية القديمة!! وسأطرح ذلك قريباً.. أيها الأحباب إن كل الصراعات الدينية بين البشر هى من صنعهم وتفكيرهم الخاطئ.. فالأديان محبة وسلام!! حاتم فودة