في مشهد هو نسخة طبق الأصل من اقتحام الشرطة لميدان التحرير مساء يوم الخامس والعشرين من يناير الماضي، قامت قوات الأمن المركزي بمعاونة قوات الشرطة العسكرية باقتحام وحشي لميدان التحرير منذ دقائق، واعتدوا على المتظاهرين الموجودين بالميدان بإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع واستخدم أفراد الشرطة العسكرية العصي والشوم في التفريق، بالتزامن مع انطلاق آذان المغرب. وسادت حاجة من الهرج الشديد داخل الميدان، وتعالت صيحات المتظاهرين والتكبيرات والهتافات المطالبة بسقوط المشير وحكم العسكر، واندفع مئات المتظاهرين في الشوارع الجانبية والتجمع في قلب الميدان لصد هجوم الداخلية والشرطة العسكرية. واعتدى أفراد الشرطة العسكرية أثناء اقتحامهم للميدان على المستشفى الميدان وحطموا كل معداتها واعدتوا على الأطباء، وأمطروا المتظاهرين بالحجارة. وفي مشهد غاية في الغرابة، قام جنود الداخلية والشرطة العسكرية بسلب متعلقات المتظاهرين التي خلفوها قبل خروجهم من الميدان وانتقاء بعض الأشياء منها وسرقتها، وقام أفراد الداخلية بإحراق إحدى الدراجات البخارية عن عمد أمام الكاميرات دون مبرر، كما قاموا بتمزيق اللافتات التي انتشرت في الميدان. ووقعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وأفراد الشرطة والشرطة العسكرية في شارع طلعت حرب وقرب ميدان عبد المنعم رياض. فيما يحاول آلاف المتظاهرين العودة إلى الميدان مرة أخرى وعدم الاستسلام قادمين من شارع طلعت حرب وميدان عبد المنعم رياض بجوار المتحف المصري. وكانت تعزيزات أمنية من القوات المسلحة الموجودة داخل مجلس الوزراء ومجلس الشعب، قد انطلقت منذ قليل للانضمام لرجال الشرطة لتأمين وزارة الداخلية، قبل أن يتشاركوا في اقتحام الميدان.