أنا الملك محمد بن عبد الفتاح الهاشمي، استطعت تحرير البلاد من سطوة الأعداء بعد كفاح استمر 20 عاما، وقمت بعدها بالسيطرة على البلاد 20 عاما أخرى، وأحب اليوم أن أسجل إعترافاتي التي لا يعلمها أحد إلا الله: 1-قائد الجيوش الذي مات في حادث أليم، لم يكن الحادث قضاءا وقدرا ولكني أنا من دبرته بعد أن وجدت أثار القائد الخائن في فراشي مع زوجتي، ولم أقتل زوجتي لأني أعلم عنها هذا العيب الخطير، ولكن صدمتي الحقيقية كانت في قائدي لأن لم أكن أشك يوما في ولائه. 2-ابن أختي لم يختفي في الخارج كما أشعت في وسائل إعلامي، ولكني أنا الذي نفيته وهو اليوم محبوس في إحدى البلاد البعيدة فالأحمق كان يرغب في السطو على ملك خاله، ظن أن الأمر سهلاً، أختي لم أتركها هي الأخرى، حددت إقامتها ومنعتها من الخروج من قصرها. 3-الشعب أنا لا أحترمه على الإطلاق، أنظر إليه على أنه مجموعة من الغوغاء، وأعرف أنهم لا يفهمون شيئا ويسيرون مع كل ناعق، ويتجمعون بصافرة وتفرقهم عصا الجلاد، لا تصدقوا كل الكلمات التي قلتها عن حق الشعب في الحياة واختيار مصيره، بالله عليكم كيف بثقافتهم الضحلة وأخلاقهم الهشة يتولون أمر أنفسهم. 4-لا تصدقوا الترهات التي قلتها عن العدالة الإجتماعية والتساوي بين افراد الشعب، الله جعل الناس مختلفين فمالكم تطالبوني أن أساوي بينهم، كنت أنافقكم وأستدر مشاعركم الظمآنه للمساواة مع الأغنياء، أراكم مجموعة من الكسالى الذين يرغبون في مساواة لا يستحقونها. 5-قلت لكم أنني أترك الحكم لأني أشعر أني قد أديت مهمتي وأنه آن الأوان لأن يحكمكم دم جديد ولكن الحقيقة أني مللت منكم، وضقت بكم حتى أصبح أمر حكمي لكم عبئاً ثقيلا على نفسي، روائحكم الكريهة أزكمت أنفي، رحمة بنفسي قررت أن أترك حكم بلادكم. 6-لم أذهب للخارج من أجل العلاج كما قلت لكم ولكني رغبت في الخروج من بلادكم المملة المليئة بالتخلف والجهل والحماقة، لا تظنوا أنكم ثمرة عهدي، العفن منتشر في جسد بلادكم ، حاولت مساعدتكم في التخلص منه فوجئت بكم ترغبون في تلويثي به، حافظت على نفسي من قذارتكم، وتركتم في الوحل الذي تعيشون فيه. 7-نحن نحتقركم، لست وحدي ولكن كل صفوة بلادكم، والرؤوس التي تتحدث معكم عن الخير وعن إمكانية أن تتقدم بكم بلادكم، كلهم يكنون لكم أشد أنواع الإحتقار، ولكنهم يغازلونكم من أجل تحقيق مآربهم، نحن نلعب على رغبتكم في الشعور بذواتكم، ولكنكم في أعيننا محض ذباب.