كل ذلك فى الوقت الذى كان الإعلام فيه عندنا يتغنى بالسلام الذى ننعم به والذى بالضرورة أن ينعكس رخاءً وازدهاراً على الناس نجد أن صفقات السلاح التى يبرمها الرئيس شخصياً ودونما الحصول على تفويض لإبرام تلك الصفقات بمليارات الجنيهات ، إذا كنا فى سلام فكيف يتأتى لنا أن نهدر أموالنا على سلاح يتكدس فى مخازننا حتى يصدأ دون الاستفادة منه (مادمنا فى سلام) مع عدو بات صديقاً وهو يحترم كلمته تماماً (وذلك حسبما قال الرئيس المخلوع بنفسه فى مقابلة تلفزيونية بالتلفزيون الاسرائيلى) فلم كانت تلك الصفقات وما معيار صدق مقابلها وما مدى الحاجة إليها؟!!! ثم نأتى لقضية أخرى لا تقل خطورة وجرماً عما سبق ألا وهى جرائم تزوير وتزييف الإرادة والأصوات فى الانتخابات والاستفتاءات لدرجة أنه فى إحدى الدوائر عندنا (وهذا والله حدث بقسم لست حانثاً فيه أن أحد المرشحين زورت له الانتخابات بعد أن طوقت كردونات أمنية مدججة بالسلاح جميع مقار اللجان فأراد هذا المرشح -المزورة لصالحه الانتخابات- دخول اللجنة للإدلاء بصوته فمنع ورفض الأمن دخوله اللجنة). وعلى مثل ذلك كانت تدار الانتخابات وليست قضية المستشارة نهى الزينى عنا ببعيد فتلك أمثلة صارخة على التزوير الذى كان يمارس عينى عينك. ناهيك عن قضائه التام لكل ما يمثل ضمانة استقلال للقضاء. سواء من حيث وضع المعايير التى يتم على أساسها اختيار القضاة وذلك بضرورة الدفع للتعيين ومن لا يملك لا يمنح اللقب مهما كانت لديه من كفاءة ، مروراً بتعيينه لرئيس الأجهزة الرقابية والنائب العام ووزير العدل الذى يستطيع أن يتدخل فى عمل القضاء والقضاة انتهاءً بإصداره الأوامر العليا بالعفو عن الجواسيس وتسليمهم إلى أحبائه فى تل أبيب وما عزام عنا ببعيد وفى المقابل عدم المطالبة بدم شهدائنا الذين سالت دماؤهم على أيدى اليهود أثناء أسرهم لهم ناهيك عن محاكمته لبطل مثل سليمان خاطر الذى قتل صهاينة تجرأوا وعبروا الحدود ودخلوا إلى النقطة التى يقف حارساً عليها وبدلاً من مكافأته إذا هم به يحاكموه ثم يغتالوه مرتين (مرة بقتله خنقاً ومرة بقتله معنوياً بتشويه سمعته واتهامهم له بالانتحار) أضف إلى كل ما سبق انتهاكه لكافة المواثيق والأعراف التى تضمن حرية التعبير وتصون على المواطن كرامته فقد ضجت السجون فى عهده بالمعتقلين الأبرياء لمجرد مخالفتهم له الرأى خاصة إذا كانت كلمات المعارضة ذات صبغة إسلامية أو كان صاحب الرأى ذو سمت أصولى فقد رصدت جمعيات حقوق الإنسان فى عهده أن أكثر من مائتين وخمسون ألف مواطن تم اعتقالهم من أصحاب الرأى ، لدرجة أن الطالب كان يعتقل من داخل خيمة الامتحانات ولا يعود لأهله رغم كونه وحيد أبويه ودون ذنب جنته يداه سوى وجود رقم هاتف لزميل دراسة له على علاقة بجماعة جهادية ، والحرس الجامعى وممارساته الكثيرة التى كان فيها من التجاوز الحد الأكبر (وإن كنت شخصياً ممن رفض وظل يرفض للآن عزل الأمن عن الحرس الجامعى، إذ لو عددنا أخطاء قوة الحرس الجامعى بجانب إيجابياته لوجدنا إيجابياته تفوق بكثير انتهاكاته وتجاوزاته) ، كل ذلك بخلاف الروتين اليومى من التعامل الغير آدمى داخل أقسام الشرطة والأدلة المصورة خير دليل ولا يحتاج لإثبات أقوى من اعترافات مرتكبيها أنفسهم وفخرهم بما كانوا يفعلون. وكان دائماً يتمسك بتطبيق قانون الطوارئ بزعم أنه لمواجهة الإرهاب والمخدرات وقد أثبتت الأيام أن الإرهاب كان وراءه حبيب العادلى ورجاله (ولا أدل على ذلك من كنيسة القديسين بالإسكندرية وتفجيرات الحسين وتفجيرات دهب) ، أما عن تجارة المخدرات فقد أثبتت الأدلة الدامغة أن سوق الاتجار بالمخدرات فى مصر تجاوز الستة مليارات فى العام الواحد. واستكمل ضربه لكل مقومات ومؤسسات الدولة والقضاء عليها وذلك بضرب ما تبقى من استقلالية لمؤسسة كانت يوماً أهم مؤسسات مصر (الأزهر الشريف). أعاده لنا سالماً عامراً قوياً شامخاً كما كان. ثم لنرقب علاقته باليهود ورأيهم فيه: فقد كشف الكاتب المتميز فهمي هويدي عن دعوة إسرائيلية لإطلاق اسم مبارك على أحد ميادين مدينة حيفا، في الوقت الذي قال فيه عضو الكنيست بنيامين بن إليعازر: إن محاكمة (الرئيس المصري المخلوع) مبارك "بالنسبة لي يوم صعب وحزين. وعبر بن أليعازر في تصريحات صحفية عن تخوفه من مرحلة ما بعد مبارك قائلا: "ليس لدي شك في أن الشرق الأوسط بعد مبارك سيكون .. أكثر صعوبة ... واعلان بنيامين بن اليعازر ان مبارك كنز استراتيجي لاسرائيل ثم اعلان نتنياهو ان مبارك كان صديقا عظيما لاسرائيل.......... إذن لم كل ذلك الحزن على مبارك من تل أبيب ولم تكريمه بإطلاق اسمه على أحد ميادينهم؟!!! ما كان ذلك إلا لما ذكرناه مفصلاً فى مستهل هذه المقالة ثم لدعمه الاقتصاد الاسرائيلي بالغاز المصري شبه المجاني وذلك عن طريق صديقه الحميم حسين سالم والذي - يحمل الجنسية الاسرائيلية- سلمه شرم الشيخ والغاز المصري ليهبه لليهود. ولسماحه لجهاز الموساد الاسرائيلي بفنح مكاتب له داخل القاهرة وفى النهاية بعد كل ما تناولناه آنفاً سنطرح بعض الأسئلة للإجابة عليها ثم لتقرروا بعدها ماذا أنتم فاعلون ولكم الحق فيما ترونه صائباً: ما هى إنجازات مبارك ألم تتمثل فى كم السجون التى بنيت فى عصره؟ كم عدد الإسلاميين الذين اعتقلوا لفترات طويلة فى عصره؟ عدد الفقراء ومن هم تحت خط الفقر ؟ البحث العلمى الذى لا تواجد له فى عصره على الإطلاق ولا ميزانية له إلا لباحثى اسرائيل الذين يتقاضون مقابل إنفاق الدولة على أبحاثهم بأراضينا ومعاملنا. فى الوقت الذى كان التكريم لرجال الإعلام والفن والرياضة إذ نجد (مذيعاً كمحمود سعد) يتقاضى تسعة مليون سنوياً (ما مؤهلاته؟) أو الراقصة دينا ، كم كانت تتقاضى وما مؤهلاتها؟ هل هى ذاتها مؤهلات وزراء حكومات مبارك المتعاقبة (حسب كلام حسب الله الكفراوى) والذى قرر أن مؤهلات وزراء مبارك هى الطبل والرقص وضرب مثالاً لذلك بصفوت الشريف وأنس الفقى؟!!!!. ثم هل نحن أقل من ايران التى خاضت حرباً لعشر سنوات مع العراق؟ ثم هى الآن من الدول النووية تكنولوجياً وليس بالبلح؟ ما الجديد فى مناهج التعليم فى عصره غير طمس الحقائق وتزييف التاريخ ومحاولة محو الهوية الإسلامية؟ وآخر الأسئلة : هل كان مبارك رئيساً محبوباً؟ هل كان منتخباً انتخاباً حراً ؟ هل كان عادلاً ؟ هل كان منصفا للفقراء ؟ هل أوجد فرص عمل للشباب ؟ وهل قضى على البطالة ؟ هل وفر مساكن لأهالى العشش والعشوائيات؟ هل حافظ على ثروات البلاد خصوصاً الناضبة التى لا يجوز تصديرها؟ هل حافظ على الصحة العامة ووفر العلاج المجانى بالمستشفيات؟ هل قلت فى عهده الأمراض المستعصية كالكبد الوبائى بأنواعه الخمسة أو الفشل الكلوى؟ هل تعامل مع الشباب باللين والحوار أم بالرصاص والقنابل المسيلة للدموع والخانقة والمحرمة دولياً؟ هل لا زلتم عند رأيكم ؟ إن كانت إجابتكم بنعم فهذا حقكم ؟ ولكن كان لزاماً علينا أن نوضح حتى لا يكون لكم حجة علينا أمام الله ؟