دايما ربنا بيدينا عبرة بالصالحين والرسل والأنبياء عشان ناخد منهم الموعظة ونتأمل في حكمته من خلالهم ,الغريب في الحياة أننا بنلف وندور في نفس النقطة من يوم ما ربنا خلقنا وبين التوهان واللقى دايما فيه خصومة ومش بيتصالحوا غير بمصالحتك أنت لنفسك ,يمكن يكون ده لأن الأنسان بطبعه ضعيف وقوته مستمدة من إيمانه بربنا وقدرته في الخلق وتغيير الحالة النفسية من حال الى حال والناس اللي متصالحه مع نفسها قليلين لأن معظمنا لم يؤمن بعد لكن في قصة سيدنا يوسف عبرة وجمال وحكمة أعتقد أنها ممكن تكون طريق لبداية صفحة جديدة في حياتنا كلنا بس أحنا نحاول ..نجرب ..نؤمن . سيدنا يوسف لما حكى لأبوه سيدنا يعقوب الرؤيا المشهورة بأن الشمس والقمر وأحد عشر كوكب بيسجدون له قاله متقولش لأخواتك لأن ربنا بيحبه وأبويه فخاف عليه أن أخواته يؤذوه بسبب الغيرة والحقد ,وحصل وأخواته كرهوه وقرروا يقتلوه واتموا المؤامرة وأخدوه عشان ينفذوا بس ربنا قذف بذرة حب في قلب واحد فيهم وقال نسيبه في بير ياخده ناس تانيه بدل ما نقتله ..هنا حكمة من عند الله .. حكمة أن المصير لسه مفتوح لسه متغير من شر لخير ,الخير في أنه يتحول لعيد مع لو إنسان طبيعي بيقرا الأحداث يقول أن مفيش مفر , أصبح عبد فربنا أعطى له جمال وحسن خلق فأحبه سيده ومن نعمة أعطاها له ربه وهي الجمال إمرأة العزيز راودته عن نفسه ولكنه رفض ..يعني ربنا أعطي له الجمال ليسجن بسببه !! لكن من السجن بسبب جماله وكذب إمرأة العزيز بيتحول مصيره فجأة الى عزيز مصر بسبب تأويله لحلم مقدرش أي حد غيره يفسره صح ويبرأ من اللي اتسجن عشانه باعترافها شخصيا ,وهنا المصير إتغير كام مرة ؟ وكام واحد لو حصل له نص اللي حصل لسيدنا يوسف كان يكون عنده ولو ذرة تفاؤل بأن الخير جاي ؟ (تفاؤلوا بالخير تجدوه) ..أكتر جملة بترن في ودان ناس كتير وبيرددوها كمان لكن الإيمان بيها فين ومنين بيجي الإيمان ؟ الأيمان بيجي بالثقة واليقين والجهد ,بمعنى أنك لما تثق في شىء وتتيقن منه وتتعب عشان تنفذه يبقى أكيد آخره خير ولو محصلش خير يبقى الشر ده اللي هو من وجهة نظرك شر ربنا وهو العالم والمطلع على الغيب وحده شايف أنه الخير وهتشوف في الآخر . واضح قدامنا أهه ومن سيدنا يوسف وسيدنا إبراهيم وسيدنا محمد وسيدنا عيسى وغيرهم من الأنبياء والرسل في حكمة ما , ربنا أوجدها في كل الأديان والكتب السماوية ,أن اللي بنحسبه شر من وجهة نظرنا ربنا بيكون كتير مقدره أنه الخير وما أجمله خير فهو من صنع ربنا وليس بتدخل أو واسطة أو محسوبية لدكتور مصطفى محمود قصة بتحكي عن رجل كان غني جدا لكن عنده مشكلة مش مهنياه بأي شئ في حياته وهي أن له رائحة كريهة تصدر منه وصفت بأن الحيوانات بتنفر منها لما يقرب منها ,وراح الراجل ده لدكتور وأتنين وتلاته وتم الفحص الكامل له فأتضح أن الرجل سليم ميه في الميه ومفيش أي مرض عضوي فيه قد يتسبب في مصدر الرائحة دي , فالناس قالوله روح لشيخ وأحكيله يمكن يكون عنده الحل , فذهب لشيخ في مسجد وحكي له قصته فقال له أنه يدور في مصدر أمواله أن كان ربحها من حرام فيكفر عن ذلك فتبرع الرجل بكل أمواله لأنها من مصدر غير شرعي ولكن الرائحة لسه زي ما هي ,فقال له الشيخ روح حج ربنا يغسلك من ذنوبك فراح حج ورجع ولسه عنده نفس الرائحة فذهب للشيخ وهو ذهقان وقرفان فقاله الشيخ أشهد أن لا إله إلا الله واستغفره وأدعيله وإن شاء الله هيستجاب لك ..ففعل ده ولكن مازالت الرائحة ..فذهب للشيخ فسأله الرجل ليه أنا ؟ وليه ربنا مش بيستجيب ليا مع أني عملت كل ده عشانه ؟ وهنا قال له الشيخ من هنا لم يستجب الله لدعائك لأنك بتعمل ده عشان ده مش حب في الله أو إعتراف بخطأك ولكن ليذهب عنك ده وبس ..توضأ وصل وقل لا إاله الا الله واستغفره وأدعيه وتوسل اليه لأنك تحبه ولأنك واثق ومتيقن من قدرته ..ففعلها الرجل وأتم صلاته وخرج من المسجد وفور خروجه راح مجموعة من الناس كانوا في المسجد للشيخ وقال له أحنا شمينا رائحة لا يمكن تكون رائحة بشر ولكن رائحة ملائكة فرد عليهم الشيخ بأنها رائحة عبد وثق في الله وتيقن ودعاه فأستجب له الله .