من الحادى والعشرين وحتى الرابع والعشرين من شهر يوليو الحالى, تشهد بريطانيا أغرب مهرجانات ومعارض الكتب, وهو مهرجان كتابات اللصوص وأغرب الجرائم, وسط توقعات بإقبال منقطع النظير على هذا المهرجان الذى يقام فى "هارو جيت". ولعل الدهشة تزداد, وترسم المزيد من علاماتها, لأن هذا المهرجان سيتضمن أيضا حلقات نقاش بين بعض عتاة المجرمين ونزلاء السجون السابقين, حول أبسط الطرق وأسهل السبل للهروب من السجون. وسعى دونكان كامبل- أشهر محرري الحوادث فى بريطانيا, والذى عاشر أجيالا من الخارجين على القانون واللصوص المحترفين فى فتح الخزائن, والقتلة بدم بارد- لتفسير ظاهرة الاهتمام غير العادى من البريطانيين العاديين "بمهرجان الحرامية", لافتا إلى الحقيقة البسيطة المتمثلة فى فضول الشخص العادى حيال عالم غريب عنه وحافل بالأسرار والمدهشات. ومنذ سنوات طويلة, عرف عالم الكتب فى بريطانيا إصدارات للصوص سابقين, مثل كتاب "لص نبيل", الذى صدر قبل 50 عاما, ليحمل اعترافات اللص السابق جون روبى, ويكشف البيئة والظروف والعوامل التى دفعته للانخراط فى سلك الجريمة, فضلا عن ذكرياته فى هذا العالم. وكما تؤكد صحيفة الجارديان البريطانية, فإن هذا النوع من الكتب يحقق بالضرورة مبيعات مرتفعة, لأنه يثير فضول رجل الشارع جنبا إلى جنب عاشق الكتب; وهى مسألة لا تختلف باختلاف السنين. ومن ثم, فإن صحفي الحوادث العتيد فى صحيفتى الجارديان والأوبزرفر, دونكان كامبل, الذى يفرك يديه بسعادة, وهو يتوقع إقبالا هائلا على هذا المهرجان, لم يجانب الصواب حين تحدث عن شهية الإنسان العادى المفتوحة دوما للغرائب.